[علي المفلحي]

نصائح لقيادتنا السياسية والعسكرية الجنوبية.
عن أَبِي رُقيَّةَ تَميمِ بنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ : أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: للَّه، وَلِكِتَابِهِ، ولِرسُولِهِ، وَلأَئمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ.. رواه مُسْلم.
والنصائح دائماً ما تأتي إلا من الحريص والصادق والمحب لهدف التذكير لقوله تعالى في كتابه الكريم (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ).
وفي الوقت الذي أدرك فيه عميق الإدراك بأن قيادتنا السياسية تعي بان وصول أوضاع وطنها وشعبها إلى ماهي عليه نتاج عن عمل ممنهج لمنظومة الاحتلال والفساد اليمني، ولكن نتيجة تعدد الأطراف، وتداخل الأهداف والمصالح، لجميع هذه الأطراف،التي يحاول كل طرف تحقيق أهدافه على حساب بقية الأطراف، تعقدت الأوضاع، وأخذت الحرب منحى آخر..وصار فيها شعب الجنوب الخاسر الأكبر رغم تضحياته الجسيمة، وشبه سيطرته على أرضه، ولكن لحسن نوايا قيادتنا السياسية التي تعاملت مع جميع الأطراف بالثقة والمصداقية، بحكم عدالة قضيتنا الوطنية الجنوبية، والتضحيات الكبيرة التي قدمها شعب الجنوب والانتصارات التي تحققت بفضل الله ثم بفضل تلك التضحيات من جهة، ولحداثة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تم إشهاره في ظروف وأوضاع في غاية التعقيد والحساسية من جهة أخرى،قبلت بالسير مع تلك الأطراف ، ظناً منها بان تلك الأفضلية التي تمتلكها كفيلة باحقاق الحق الجنوبي لاسيما لفشل الطرف الآخر، وتأمره على بقية الأطراف الشريكة ، الا أن تلك الأطراف استغلت ذلك، وأخذته من باب الضعف للضغط عليها للقبول باتفاقات تلو الأخرى جميعها خدمت الطرف الآخر وإعادته إلى الواجهة وتمكينه من القرار والمال الجنوبي ، بعد أن كان على شفا الانهيار التام..بما فيها اتفاق الرياض المسمى بالمشاورات ، والتي أفضت إلى تشكيل مجلس رئاسي، وحكومة بالمناصفة، والتي تحولت هي الأخرى إلى وبال على شعب الجنوب.
ولهذا وبعد أن منحت قيادتنا السياسية الوقت الأكثر من الكافي، والفرض العديدة لجميع الأطراف الأخرى، التي تقبّلها شعب الجنوب على مضض، ودفع ثمنها غالياً لوحده بدماء أبنائه وبمضاعفة معاناته، اطرح عليها النصائح التالية :_
_ استثمار كل الممارسات العدوانية الممنهجة لتلك الأطراف، وما انتجته من معاناة لشعبها، لتضاف إلى كل ما تمتلكه قضيتنا الوطنية من مواد ومستمسكات قانونية، لمحاججتها قانونياً، في محكمة الجنايات الدولية.
_دعم وتشجيع المنظمات والهيئات الوطنية الجنوبية الناشطة في مكافحة الفساد، باعتبار مكافحة الفساد احد المسارات الناجعة، لتحويل جميع قيادات منظومة الاحتلال والفساد إلى المحاكم والنيابات، لاسيما لوجود الأدلة والثوابت الكافية التي تدينهم بالفساد.
_منح اللجان المجتمعية الصلاحيات الكافية ودعمها الدعم اللازم، وحمايتها لتقوم بكافة مهامها بالشكل المطلوب، ومنها وضع أسس التصحيح، وبناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون، من الأدنى إلى الأعلى، باعتبار اللجان المجتمعية اساس هذا العمل الوطني.
_توسيع دائرة المشاركة لمواجهة منظومة الاحتلال والفساد اليمني، ليشعر كل جنوبي بدوره في الحماية، والحفاظ، وبناء وإدارة دولته.
_ الاستعانة بكافة الكفاءات الوطنية الجنوبية في مختلف المجالات والتخصصات.
_الاستغناء عن كل الفاشلين والفاسدين في مختلف الإدارات والمؤسسات مدنية وعسكرية وأمنية.. ومحاكمة من يثبت تورطهم بالفساد، وأسائتهم لوظيفتهم ولشعار وعلم الجنوب.
_العمل بنظام الخدمة في المؤسسات العسكرية والأمنية والشرطة الجنوبية السابقة وتطبيقها، في الوحدات العسكرية والأمنية الجنوبية الجديدة .
_تفعيل العمل الاستخباراتي والأمني وهذا ما تتطلبه الأوضاع والمرحلة ، وذلك بتبني كافة كوادر أمن الدولة والاستخبارات، حيث لازال أكثر من ٧٠ ٪ منهم لديهم القدرات على العمل وخدمة وطنهم وشعبهم.
_ترتيب الوضع الداخلي الجنوبي وإصلاح الأختلالات الحاصلة في مختلف المجالات وتوحيد الجبهة الداخلية الجنوبية وتامينها.
_تفعيل المحاكم والنيابات، وهيئات الرقابة والمحاسبة .
_منح التجار الجنوبيون امتيازات الاستيراد السلع بكافة أنواعها، وتسهيل لهم عملية ذلك لكسر احتكار تجار منظومة الاحتلال والفساد اليمني.
_وضع اللوائح والقوانين المنظمة لحياة شعب الجنوب، في مختلف مجالات ومناحي حياته ومتابعة ومراقبة تنفيذها.
وإذا ما تم العمل بذلك أجزم بأن شعب الجنوب عن بكرة أبيهم، سيكونون خلفكم، وجنوداً مطيعين ومنفذين.. لكونهم يبحثون عن الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة على أرضهم ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ستسدون كل الثغرات التي يستغلها الأعداء لخلق حالة الغليان والتذمر والاستهجان الشعبي، وستختفي كل الاصوات الناعقة التي تستغل الوضع، لإظهار حرصها على الجنوب وشعبه في الوقت الذي هي فيه هي من أنتج هذه الأوضاع وبطرق ممنهجة..
استمرار تغاضيكم عما يعانيه شعبكم، والاكتفاء بتحميل ذلك منظومة الاحتلال والفساد اليمني، ليس مبرر إطلاقاً، ولم يعد مقنع، وهو الأمر الذي يثير غضب شعبكم، ويستغله أعداء وطنكم وشعبكم وقضيته الوطنية العادلة لتوظيفه ضدكم وضد المجلس الانتقالي الجنوبي.
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
عبدالحكيم الدهشلي
30 يونيو 2023‪ م