[علي المفلحي]

مصانع اكياس العلاقي وهلاك الثروة الحيوانية
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
بقلم /أ. عنتر صالح
""""""""""""""""""""""""
إن الإرهاب باشكالة المتعددة ليس قاصرا على القتل والعنف فقط ولكن قد يشمل اشكال اخرى .
فالتلوث البيولوجي والكيميائي المتعمد المضر على صحة الإنسان والحيوان والنبات يشكل اخطر انواع الإرهاب فإن كان هناك خطر على البشرية فهو ارهاب التلوث والذي يعد اكبر من ارهاب البشر.
فالقانون الجنائي عندما يجرم فعل السرقة لأنه يعترف بحق الملكية كقيمة من قيم المجتمع وعندما يجرم فعل القتل فذلك لاعترافة بالحق في الحياة كقيمة يسعى المجتمع لحمايته،وعندما يجرم أفعال الاعتداء والاضرار بالبيئة فذلك لأنه يعترف بها كقيمة من قيم المجتمع.
فالارهاب البيئي يتحدد من خلال رغبة شخص أو مجموعة أشخاص عن طريق استخدام أية وسائل لتحقيق أهدافها بحيث تشكل البيئة الهدف الأنسب بالنسبة لهم لضرب الأفراد وممتلكاتهم ومصالحهم

من خلال ذبحنا لضحية العيد هذا اليوم المبارك وأثناء تقطيع اللحم وتصفية الضحيه وجدنا داخل بطون هذه الحيوانات وفي امعائها اكياس متحجرة وعديدة من أكياس العلاقي البلاستيك ولوتاخرنا فترة قليلة عن ذبحها والله إن هذه الحيوانات باتموت من جراء عدم قدرتها على هضم هذه الأكياس البلاستيكية وانا اعرف من جيران لي أن بعض من اعيادهم قد نفقين قبل عيد الاضحى وأثناء ذبحهن وجدو داخل بطونهن اكياس متصلبه ومتحجرة من أكياس العلاقي. وعادة ماتموت هذه الحيوانات جوعا نتيجة سد البلاستيك مجراها الهضمي

إن الاكياس البلاستيكية العلاقي لما لها ضررامن تشويه المنظر الجمالي للمدينه وتلويث التربه فإنها لها القدرة على تسميم للحيوانات المختلفة وحتى على الثديات البحرية وكذلك الطيور البحرية.
كما أن الضرر من هذه الأكياس البلاستيكية العلاقي ليس على الحيوانات البرية والبحرية ولكن يمتد تأثيرها الى التربه والتي يتسرب من محتوياتها الى المياة الجوفية أو غيرها من مصادر المياة المحيطة وكذلك النظام البيئي.
ويزداد تأثير هذه الأكياس البلاستيكية بسبب عبئها الكبير على البيئه لان هذه الأكياس غير قابلة للتحلل حتى عند حرقها تنتج مركبات كيميائية وسحب سوداء تؤدي إلى تلوث الهواء وتؤثر على صحة الجهاز التنفسي.

إن هذا الضرر البيئي والصحي على الإنسان والثروة الحيوانية الذي خلفته هذه الأكياس البلاستيكية وسط صمت مطبق من قبل الكثير الهيئات وأفراد المجتمع التي بتقدم لها رشوات مقابل صمتهم مثل صمتهم على الأضرار البيئية على مصنع الاسمنت و عن هذه الظاهرة الخطيرة يعكس سلوك من الإجرام بصفة منفردة عن باقي الجرائم الأخرى التي تندرج تحت مسميات "الإجرام الخفي "اوالارهاب الصامت " نتيجة لخطورة هذه المشكلة التي تكتسبها جناية الإرهاب بتلويث البيئه مما جعل منها كذلك محلل اهتمام سياسي فتلويث البيئه هنا لايشكل فقط جنوحا ضد المحيط بل هو اعتداء الغرض منه زعزعة استقرار دولة بالاخلال بامنها والذي لم تسلم منه الدول المجاورة مما فتح الباب على مصراعيه أمام أزمة طبيعية وكارثة بيئية في منتهى الخطورة تتجاوز بكثير اثار وخطورة الجرائم التقليدية.
.وان الحل الوحيد من كارثة اكياس البلاستيك المضرة على البيئة والإنسان والحيوان هو إغلاقها وتطبيق المواصفات والمقياس التي كانت سائدة في دولة الجنوب السابقة بنشاء مصانع ذات فائدة للبيئه والانسان والحيوان