*ما أشبه الليلة بالبارحة يا عمالقتنا الجنوبيَّة..(!!)*
❐ *كتب ـ شايف محمد الحدي*
◄ أثناء تواجدي في قاهرة المجد والتاريخ سجّلت شهادات لضباط وجنود مصريين شاركوا في الحرب التي دارت في شمال اليمن بين الموالين للمملكة المتوكليَّة اليمنيَّة والفصائل الموالية للجمهوريَّة العربيَّة اليمنيَّة ما بين عامي 1962 و1967م من القرن الماضي وممّا أدهشني بشهاداتهم التي أدلوا بها للتاريخ وللأجيال القادمة أنَّ الجيش المصري أكتشف بعد خمس سنوات من الحرب بأنَّ هناك تخادم (ملكي ـ جمهوري) لاستنزاف قوَّات الجيش العربي المصري في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، غير الدفاع عن مشروع ناصر في القضاء على الرجعية الملكية وتحقيق الوحدة القوميَّة العربيَّة، التي كانت هدف معظم القوميون العرب.
وهذه المشاركة في حرب اليمن أو كما يحلو للكتُّاب بتسميتها (المستنقع اليمني)، كلفت الجيش المصري استشهاد 30 ألف ضابط وجندي وأدَّت إلى انتكاسة حرب حزيران 1967م أمام الكيان الصهيوني أو ما عُرف بالنكسة بـ(حرب الستة الأيام بين إسرائيل وجيرانها العرب)، فالشاهد من ذلك أن أيّ قوَّات جنوبية ستدخل لتحرير اليمن بعد استكمال تحرير مديريات شبوة الجنوبيَّة سيكون بأنتظارها فخّ كبير لا يختلف عن سيناريو فخّ الجيش المصري وسيكون هناك تخادم (حوثي ـ إخواني) لاستنزاف قوَّاتنا الجنوبيَّة في تكرار لمشهد الجيش المصري..!
وحتَّى تتضح الرؤية لأبطال قوَّات العمالقة الجنوبيَّة الذين لم يعاصروا تلك الفترة أو يقرأوا عنها.. نقول لهم إنَّ القوَّات المُسَلَّحَة المصرية وجدت نفسها أمام كمّ هائل من الخيانة والتآمر والغدر والخذلان.. والآن وبعد مرور 60 عامًا على تلك الحرب العبثية لنصرة الجمهوريين ضدّ الملكيين ما بين عامي 1962 و1967م.. نستعيد شريط الذكريات مرّة أُخرى ونستلهم الدروس والعبر حتى لا تتكرر المأساة..!
https://m.facebook.com/story.php?sto...007029 991747