عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-04-14, 04:58 AM   #1
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,377
افتراضي موضوع منير الماوردي ورد الدكتور عيدروس النقيب

مقال ل: منير الماوري. توقعاتي لمجريات حرب السيطرة على عدن خلال الأيام المقبلة #عدن_الغد
الأحد، ١١ أبريل / نيسان ٢٠٢١

عدن مقبلة على صدام مسلح وشيك يجري تصويره على أنه بين الشمال والجنوب أو بين حكومة شرعية ومليشيات متمردة والحقيقة أنه غير ذلك. أبناء الشمال في هذا الصراع هم طرف خارجي لا يختلف دورهم عن الدور السعودي أو الدور الإماراتي أو القطري المساند لهذا الطرف أو ذاك. الحرب الحقيقة التي ستندلع في عدن خلال الأيام المقبلة هي حرب أهلية جنوبية للسيطرة على عدن ستكون نتاجا مرعبا لسياسات الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي الإقصائية ضد نصف الجنوب لصالح النصف الآخر. لقد حول الرئيس هادي نفسه للأسف من رئيس لليمن الطبيعي إلى قائد مناطقي صغير لمحافظتي أبين وشبوة ولذلك فإنه أصبح أقل تأثيرا في هذا الصراع من يسران المقطري أومهران القباطي أوبسام المحضار، ومن الدور الذي كان يلعبه القائد المغدور منير اليافعي

ما لا يعرفه كثيرون أن الرئيس هادي من خلال موقعه الرئاسي كان لديه فرصة تاريخية لحل القضية الجنوبية وإنصاف الجنوب عقب هروبه من عاصمة اليمن الموحد لكنه وقع أسيرا لعواطفه المناطقية ولإرث كبير من الحقد الدفين على منطقتي الضالع ويافع الأمر الذي جعله يرسخ الإقصاء والتهميش لهاتين المنطقتين مستمرا في سياسات سلفه المخلوع ومسخرا كل إمكانيات الشمال والجنوب لصالح زمرة إخوانية محدودة من أبناء محافظتي أبين وشبوة. مشكلة عبدربه منصور هادي لم تكن في ممارساته الإقصائية ضد الشماليين لأن أبناء الشمال أصبحوا في غنى عنه ويستطيعون التفاهم مع الحوثيين لإنهاء أي غبن يمكن أن يكون قد لحق بهم من الشرعية باستثناء كبار المجرمين منهم ممن أفرطوا في الخيانة، ولكن المشكلة العويصة كانت في إقصائه لنصف الجنوب من المعادلة تماما وهم أبناء الضالع ويافع المعروف عنهم بأنهم مقاتلون أشداء ولا يرضون بالظلم

ومشكلة أبناء الضالع ويافع أنهم اندفعوا كثيرا وراء شعار التصالح والتسامح منذ عام ٢٠٠٦، غير مدركين أن حقد البدوي لا ينتهي من أحشائه مطلقا وأن عبدربه منصور هادي لا يمكن أن ينسى لهم تشريدهم له ولأهله في ١٣ يناير ١٩٨٦ وإقصائهم لزمرته من المعادلة في الفترة من ١٩٩٠ إلى ١٩٩٤. مشكلة أبناء الضالع أنهم ظلوا منذ عام ٢٠٠٦ يطالبون بإنصاف الجنوب ويرفعون شعار القضية الجنوبية ولم يطالبوا صراحة بإنصاف الضالع ويافع، وهذه هي مشكلة عويصة في السياسة العربية ككل أننا لا نسمي المسميات بأسمائها. ولهذا فإنه منذ توليه الرئاسة عام ٢٠١٢ استغل عبدربه منصور هادي القضية الجنوبية أسوأ استغلال وخدع العالم أجمع بمن فيهم المبعوث الدولي الأول لليمن جمال بن عمر، حيث كرس جعل نسبة الخمسين في المئة المخصصة للجنوب بموجب مخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية مكاسب إضافية لأبناء أبين وشبوة حارما أبناء الضالع ويافع من كافة حقوقهم المشروعة في بلادهم. كيف خدع هادي العالم؟ في كل مرة يثار فيها موضوع القضية الجنوبية يسارع هادي بسرد أعداد وأحيانا أسماء الجنوبيين الذين أصدر قرارات تعيين لهم في مختلف وزارات ومؤسسات الحكومة الشرعية، ويشير إلى جميع من حوله بأنهم جنوبيون فيخرج الأجانب مقتنعين بأن الإقصاء والتهميش لم يعد مبررا للشكوى وأن الشماليين هم من أصبح من حقهم أن يشتكون ويتذمرون، غير أن الحقيقة أن لا أحد إطلاقا من الضالع ويافع في مكتب عبدربه منصور هادي أو في أي موقع سيادي بل إن الرئيس هادي نفسه يسخر منهم ويسميهم بـ " الضوافع". الإقصاء والتهميش ظل يمارس ضد ذات الفئات في الشمال والجنوب أما السلطة لم تخرج بعد ٢٠١١ من أيدي ذات الفئات التي كانت تمسك بها شمالا وجنوبا قبل الثورة الشبابية

وصحيح أن الإقصاء والتهميش والعنصرية المناطقية ضد الشماليين من قبل سلطة أبين وشبوة قد أدت لاحقا إلى عرقلة العمليات العسكرية ضد الحوثي في جميع جبهات الشمال وإلى إعادة النظر في تقييم الحوثي شماليا، أو بتعبير آخر إلى اصطفاف شمالي مع الحوثي يمتد من قلب الرياض إلى وسط صنعاء، غير أن الأكثر خطورة من إقصاء الشماليين كان إقصاء الجنوبيين أنفسهم أو ترسيخ إقصاء المقصيين منهم وبالذات أبناء يافع والضالع من المشاركة في صنع القرار. هذا الإقصاء المناطقي أدى إلى حرمان الرئيس الشرعي من العودة إلى عدن وأصبح وجوده الدائم في الرياض مثار سخرية العالم قبل اليمنيين. ما لا يدركه العالم حتى الآن هو أن أبناء أبين وشبوة الذين سلمهم عبدربه منصور هادي جميع مفاصل صنع القرار في الحكومة الشرعية لم يتعرضوا للإقصاء يوما في عهد الرئيس علي عبدالله صالح بل كانوا جزءا من نظامه ومشاركين في فساده. إذا أردنا تسمية المسميات بأسمائها الحقيقية فإن من تعرض للإقصاء في بعد حرب ١٩٩٤ هم أبناء يافع والضالع وليس أبناء شبوة وأبين. أكثر من ستين ألف كادر مؤهل وضابط ومهندس وطيار وجدوا أنفسهم فجأة في الشارع الأمر الذي حول كثيرا منهم إلى سائقي سيارات أجرة وعمال بالأجرة، في حين أن علي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي عينوا سائقي التاكسيات وعمال المطاعم إلى وزراء وقادة أمن قومي وسفراء في كل البلدان لا لشئ إلا بسبب انتمائهم لأبين وشبوة

ومالا يدركه العالم أن العديد من رموز أبين وشبوة المشاركين في صنع القرار حاليا داخل السلطة الشرعية أصبح بعضهم أعضاء في حركة الإخوان المسلمين الدولية وهم حلقة الوصل بين التنظيم الدولي وبين السلطة الشرعية، وهم السبب في التحالف القائم بين الرئيس هادي وحزب الإصلاح الإسلامي

إن قروية عبدربه منصور هادي ومحدودية تفكيره جعله لعبة بيد شخص من شبوة يدين بالولاء الكامل لعلي محسن الأحمر واسمه أحمد عوض بن مبارك الذي أصدر له الرئيس هادي في سنتين فقط قرارات تعيين خاصة به وبأصدقائه وصديقاته بما يزيد عن القرارات التي أصدرها علي عبدالله صالح طوال ثلاثين عاما من حكمه لجميع أبناء سنحان بل وقبيلة حاشد كاملة

إن قروية عبدربه منصور هادي ومحدودية تفكيره وعجزه الذهني أتاح المجال لشاب رخو من أعضاء تنظيم حركة الإخوان المسلمين ينتمي مناطقيا إلى محافظة شبوة وسلاليا إلى الحركة الحوثية ليتولى لاحقا صنع القرار نيابة عن الرئيس هادي أو بالأصح نيابة عن أحمد بن مبارك. من هو هذا الشخص؟ إنه مدير مكتب الرئيس هادي عبدالله العليمي باوزير الهاشمي الذي تربطه بالحوثيين صلات سلالية وبالإخوان صلات تنظيمية وليس بمقدوره أن يتخذ أي قرار يتعارض مع المصالح العليا للإخوان أو للحوثيين

إن المملكة العربية السعودية أصبحت في مأزق خطير بتبنيها لمثل هذه الرموز المناطقية المنبوذة يمنيا وأخلاقيا. إن الصدام المسلح للسيطرة على عدن أصبح وشيكا وسوف يكون امتدادا لحربي ١٩٨٦ و ١٩٩٤. في حرب ١٩٨٦ تم تصفية رموز الضالع ويافع جسديا ومع ذلك أنتصر الموتى على الأحياء لأن الأحياء هربوا من ساحة المعركة قبل أن تبدأ. في عام ١٩٨٦ حضر القادة المنتمون إلى الضالع ويافع إلى اجتماع المكتب السياسي وقتلوا في أرض المعركة ثم انتصروا، في حين أن قيادات الطرف الآخر لم تحضر وأرسلت غيرها من يقود المعارك نيابة عنها فمنيت بالهزيمة

وفي عام ١٩٩٤ استعان أبناء الضالع ويافع بطرف خارجي عربي هو مجلس التعاون الخليجي فخسروا المعركة لأنهم سلموا القرار إلى أيادي غيرهم فيما استعانت أبين وشبوة بطرف يمني هو نظام الرئيس علي عبدالله صالح فتمت السيطرة لأبين وشبوة على الجنوب قبل أن تمتد لاحقا إلى كل اليمن إلى أن فرط فيها عبدربه منصور هادي بغبائه وأنانيته. في ٢٠١٩ لا يختلف الأمر كثيرا، إذ أن عمليات التصفية لرموز الضالع ويافع قد بدأت باغتيال منير اليافعي مثلما حدث للشهيد علي عنتر، ولكن التصفيات الغادرة لن تنجح في كسر شوكة الشباب الثائر

شباب الضالع ويافع لم يعد لديهم داعم عسكري خارجي بعد قرار الإمارات بالانسحاب وهذا هو السبب الذي شجع الحكومة الشرعية المسنودة بتنظيم الإخوان الدولي على التخطيط للإطاحة بقوات الضالع ويافع المسماة بقوات المجلس الانتقالي. ولكن الإرادة والعزيمة المتوفرة لأنصار المجلس الانتقالي يفتقد إليها أنصار الشرعية الرخوة فضلا عن أن قيادات المجلس الانتقالي رغم عدائهم الظاهر للحوثيين إلا أن لهم روابط بإيران يمكن أن يلعبوها لصالحهم في كسب دعم طرف محلي يمني هو الطرف الحوثي للتغلب على قوات الشرعية الرخوة وهذا هو ما سيحدث خلال الأيام المقبلة

الصدام المقبل سيكون بين ما يسمى الحكومة الشرعية التي غادر رئيسها عدن إلى الرياض قبل نشوب المعركة وبين مجلس انتقالي يدعو للانفصال عن هذه الشرعية وجميع قادته موجودون في أرض المعركة. الصدام المقبل سيكون بين أنصار منير اليافعي الذي مضى شهيدا وأنصار جلال عبدربه منصور هادي الذي مضى هاربا فأيهما سينتصر؟ الشهيد؟ أم الهارب؟ هذا ما ستوضحه لنا الأيام القليلة المقبلة. النصر سيكون لمن يتمسك بأرضه وناسه سواء كان على خطأ أم على صواب




همس اليراع

عندما يحنو منير الماوري وأمثاله
على الجنوب والجنوبيين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. عيدروس نصر النقيب
نشر منير الماوري مقالته المعنونة بـ"توقعاتي لمجريات حرب السيطرة على عدن خلال الأيام المقبلة" والذي تناقلتها عدة مواقع إعلامية وصحافية، تحدث فيه عن حرب وشيكة للسيطرة على عدن.
منير الماوري ومعه مجموعة من الكتاب الشماليين يحرصون على تصوير الأمور الدائرة في كل اليمن، شمالا وجنوبا، بأنها صراع بين الجنوبيين، والهدف من كل هذا هو إعفاء المتسببين الحقيقيين من كل ما ارتكبوه بحق الجنوب والشمال علىى السواء والذهاب باتجاه تحريض الجنوبيين على بعضهم، في تهيئة إعلامية ونفسية للحرب التي يبشر بها الماوري بين الجنوبيين والتي يتعطش لها بعض الحمقى والمتهورين.
التيار الذي يمثله منير الماوري وآخرون، لا يرى مصيبة في اليمن إلا ووراءها الرئيس هادي والجنوبيون، أما البقية بما في ذلك المتحكمون في صناعة القرارات السياسية، وتجار الأسلحة والممنوعات وناهبو الثروات والباسطون على الأراضي ووكلاء الشركات التجارية وشركات التنقيب عن النفط واستخراجه والاتجار به والذين يسلمون أسلحة التحالف العربي ومعها المعسكرات والمديريات والمحافظات الشمالية للحوثي وأنصاره، فهم ضحايا من ضحايا سياسات الرئيس الانتقالي الجنوبي عبد ربه منصور هادي.
وأشير هنا إلى أن أي مناقشة لهذا الخطاب المعوج والمحشو بالزيف والافتراء لا يمكن أن تمثل دفاعا عن سوء أداء مؤسسة الرئاسة والقائمين عليها، وقد سبق وأن عبر الجنوبيون ومنهم كاتب هذه السطور عشرات المرات عن ملاحظاتهم على طريقة أداء هذه المؤسسة وافتقار القائمين عليها إلى أبسط معايير الكفاءة والمهنية والمسؤولية، لكن هذه المؤسسة ليست هي الرئيس هادي وحده بل إنها هيئة مخطوفة بكل ما فيها ومن فيها بما في ذلك الرئيس هادي، من قبل تحالف الحرب والفساد المتجذر في مفاصل ما تبقى من الدولة المغتربة.
يحاول منير الماوري في مقالته أن يزرع مجموعة من الألغام التي يعتقد أن الناس يتمتعون بالغباء الكافي لعدم رؤيتها، أو يعتقد هو بأنه يتمتع بالذكاء الخارق الذي يجعل كل قرائه حمقى ومغفلين كي لا يستطيعوا إدراك ما يرمي إليه.
1. اللغم الأول يتمثل في قول الماوري وهو يبشر بحرب جنوبية قادمة بأن ":. أبناء الشمال في هذا الصراع هم طرف خارجي لا يختلف دورهم عن الدور السعودي أو الدور الإماراتي أو القطري المساند لهذا الطرف أو ذاك".
يعتقد الماوري أن القراء لا يعرفون من يخطط ومن يمول ومن يمون الحرب التي يبشر بها، كما يتستر الماوري على الدور المشبوه والحاسم الذي تلعبه القوات الشمالية، التي تشمل عشرات الألوية سواء تلك الرابضة منذ 1994م في وادي وصحراء حضرموت والمهرة والمسماة بالمنطقة العسكرية الأولى، أو تلك الوافدة بعد أغسطس 2019م إلى شبوة وأبين بعد أن سلمت مواقعها للحوثي، وكل هذه القوات لا تصل نسبة الجنوبيين فيها إلى 5%، والأهم من هذا يتغافل الماوري عن الدور الذي يلعبه نائب رئيس الجمهورية الذراع الأيمن للرئيس السابق صالح، وشريكه في كل السياسات والممارسات منذ يوليو 1978م، من خلال موقعه كنائب لرئيس الجمهورية وهو عمليا الصانع الفعلي لكل ما يصدر عن رئاسة الجمهورية، حتى وإن أتى مذيلاً بتوقيع الرئيس هادي، وهو الدور الذي يتكامل مع ما يقوم به وزير دفاعه علي المقدشي.
2. أما اللغم الثاني فيتمثل في إصرار منير الماوري ومن على شاكلته على إن الصراع الجنوبي هو بين مناطق جنوبية اختزلها في الضالع ويافع من جهة، وأبين وشبوة من جهة ثانية، وفي هذا السياق يمكن التوقف عند عدد من النقاط.
• يصر الماوري على تصوير أن من يتبنى القضية الجنوبية ويتمسك باستعادة الدولة الجنوبية هم فقط أبناء الضالع ويافع، وتلك سقطة وقع فيها الماوري تكشف إما عن سطحيته وعدم معرفته بتفاصيل التاريخ الجنوبي بشكل عام والمشهد السياسي الجنوبي الراهن على وجه الخصوص، (وهذا احتمال ضعيف) وإما عن تخابث أخرق لم ينجح حتى في إقناع طفل صغير بوجاهة هذا القول، فقد تجاهل أكثر من أربعة ملايين جنوبي من أقصى باب المندب وميون وأرخببيل حنيش حتى المهرة وأرخبيل سقطرة ومعظمهم إن لم يكونوا كلهم يتمسكون باستعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة على حدود 21 مايو 1990م،
• يصر الماوري ومعه عدد آخر من أدعياء الثقافة والمعرفة بأن أبين وشبوة هي من يصنع القرار السياسي للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، وأنهما (أي المحافظتين) السبب في تهميش الجنوب (ممثلا بيافع والضالع كما يزعمون)، وهنا يكرر الماوري نفس الطريقة الحمقاء في الإساءة لأبين وشبوة، أولا وسكانهما الذين يتجاوز عددهم المليون نسمة ومنهم شهداء وجرحى سقطوا أثناء الثورة السلمية الجنوبية وقادة وكوادر وخبراء تعرضوا للتهميش والإقصاء والحرمان من أبسط حقوقهم بعد حرب 1994م مثلهم مثل بقية زملائهم الجنوبيين على مدى ربع قرن، ومئات آلاف المواطنين الذين ما يزالون اليوم يواجهون سياسات الإقصاء والتهميش بل والتنكيل والقتل من أبناء المحافظتين على أيدي ما أسماه الماوري بالوجود الخارجي (الشمالي).
• لكن الإساءة إلى أبناء المحافظتين ومناضليهما الوطنيين والشهداء من أبنائهما هو الأمر الأهون، أما الأخطر فهو ذلك الإسفين الذي يحاول الماوري ومعه بعض كتاب السلطة الخفية للشرعية، دقه بين الجنوبيين من خلال تحريض بقية مناطق الجنوب ضد أبناء أبين وشبوة الشرفاء وقادتهم الوطنيين على مر التاريخ.
• وفي هذا السياق يمكن التوقف عند نسب كل الجرائم التي ارتكبها نظام صنعاء بحق الجنوب والجنوبيين كما بجق بقية محافظات الشمال ، وتحميل كل هذا الرئيس هادي وأنصاره من أبناء محافظتي أبين وشبوة،
منذ أسابيع كنت في حوار متلفز مع زميل شمالي من عينة منير الماوري، وكان من بين المغالطات الكثيرة التي قالها، أن من سلم صنعاء للحوثيين هو الرئيس الجنوبي عبد ربه منصور هادي ووزير دفاعه الجنوبي محمد ناصر أحمد متحججا بأن الأول كان يمتلك القرار السياسي والثاني كان يسيطر على المؤسسة العسكرية أثناء دخول الحوثي إلى صنعاء.
وقلت له حينها أن لا الرئيس هادي ولا محمد ناصر كان يمتلك أية قدرة على توجيه المؤسسة العسكرية ، فنصف القوات، المتمثلة بالفرقة الأولى مدرع وقوات المنطقة الشمالية الغربية وعدد آخر من الألوية تقع تحت سيطرة علي محسن حتى بعد أن تغيرت أسماؤها وأعفي الرجل من منصبه، والنصف الآخر المتمثل بالحرس الجمهورية والأمن المركزي وبقية الألوية والوحدات العسكرية، كانت تخضع لعلي عبد الله صالح وأولاده وأولاد أخيه حتى بعد إعفائهم من مناصبهم، ولذلك لاحظنا كيف خلع معظم هؤلاء بذلاتهم العسكرية وتمنطقوا شعار الصرخة بأوامر عسكرية من الرئيس السابق وأتباعه، وبقي الرئيس عبد ربه منصور يحتمي ببعض أفراد الحماية الرئاسية وجرى معه ما جرى منذ احتجازه في أكتوبرر حتى وصوله عدن منفردا لا يصاحبه إلا أفراد أسرته وحمايته الشخصية.
لا يمكن إعفاء الرئيس هادي من الاحتفاظ بالإرث الإقصائي الذي تسلمه من الرئيس السابق ونظامه، وأعتقد أن أمثال الماوري لا يتحدثون إلا باسم أطراف نافذة في الشرعية وفي القوى السياسية المختطفة لها ولرئيسها، وما يزال بيد الرئيس هادي فرصة للتخلص من هذا الإرث ولجم المتهورين من المحسوبين عليه، والمساهمة في بناء تحالف جنوبي يحمي الجنوبيين من الحروب التي تستهدفهم جميعا بما فيهم الرئيس نفسه، والمساهمة في إعادة صياغة المعادلة وإعلاء مشاركة الجنوبيين باتجاه تحرير صنعاء المحتلة لا عدن المحررة وتسجيل شيئاً إيجابيا في صفحة الرئيس قبل أن تغيبه الظروف الطبيعية أو المكائد السياسية التي يعلمها أكثر من غيره.
هناك الكثير مما يستحق التوقف عنده من حديث منير الماوري، مثل معاتبته لمن أسماهم أبناء الضالع ويافع لاندفاعهم نحو التصالح والتسامح، واتهامه لأبناء أبين وشبوة بالحقد وغيرها من التلفيقات التي لا يخفى على كل لبيب مغزاها، لكن أهم ما ينبغي أن يدركه المتنازعون الجنوبيون هو أن منير الماوري ومن يقف وراءه يتعطشون لهفةً إلى رؤية الجنوبيين وهم يقتل بعضهم بعضها، نيابة عمن عبثوا بالجنوب منذ العام العام 1994م، وهم ينتظرون تلك اللحظة بفارق الصبر حتى يقطفوا ثمارها باردةً مبردةً فيدخلوا عدن بسلام إما على شكل منقذين أو ممثلين لليمن الذي رسموه في خيالهم منذ أن سيطروا على الجنوب صبيحة 7/7/1994م.
وكي لا نتهم بالمثالية المبالغ فيها علينا أن نقر أن فئة صغير من المغرورين والحمقى والانتهازيين والمتهورين من أبناء الجنوب، يتكئون على نفس الفلسفة التي ينطلق منها الماوري وأمثاله، لكن هؤلاء ليسوا هم شبوة وابين بل إن بينهم أناس من مختلف مناطق الجنوب بما في ذلك من المناطق التي يدعي الماوري أنه يتعاطف مع أبنائها، بيد إن هؤلاء ليسوا سوى أقلية قليلة سيتكفل الزمن بأن يكشف لهم خطل المواقف التي يتنقلون بينها من حين إلى آخر وعليهم أن يعلموا أن مكانهم هو بين إخوتهم الجنوبيين، وأن يدققوا بإمعان كيف يتعامل قادة الحرب (الشرعيون) الحقيقيون مع إخوتهم وبني جلدتهم من الحوثيين ومناصريهم، حينما يصرحون أمام الملا بأنهم لن يدخلوا صنعاء ولن يحطموا ما فيها من آثار عمرها آلاف السنين، ولن يسمحوا بخوض حرب مدن ضد الحوثيين حرصا على أرواح سكان صنعاء
منير الماوري لا يحب أحد في الجنوب، لا الضالع ولا يافع ولا حضرموت ولا عدن، وهو لا يحقد على شبوة وأبين وحدهما، بل إنه مكلف بتسويق الفتنة والتهيئة النفسية والإعلامية لها، فهل يتعظ أبناء الجنوب من هذا التشفي المسبق بما يعده لهم أمراء الحروب وصناع الأحقاد والضغائن؟؟؟!!!
__________________
استكمال الحوار الجنوبي الجنوبي
استكمال تحرير الأرض الجنوبيه
استكمال هيكلة
المجلس الانتقالي
والقوات المسلحه الجنوبيه
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس