عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-03-21, 03:32 AM   #13
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

...............................
*الجنة تحت اقدام الامهات* .
...............................


قال الله عز وجل (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ ..) ، وقال تعالى (وَوَصَّیۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ بِوَ ٰ⁠لِدَیۡهِ إِحۡسَـٰنًاۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهࣰا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهࣰاۖ وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَـٰلُهُۥ ثَلَـٰثُونَ شَهۡرًاۚ ..) .
في هذه الايات الكريمه يوصينا الحق سبحانه وتعالى بطاعة الوالدين ، و البر بهما و الاحسان اليهما ، اذ ان ذلك يعتبر من اعظم القربات الى الله عز وجل،
و لذلكم فقد جعل الله عز وجل الاحسان الى الوالدين و طاعتهما بعد طاعة الله عز وجل،
واذا كان الله تعالى قد اوجب علينا طاعة الوالدين و البر بهما و الاحسان اليهما على نحو ما ذكرنا ، فاننا نجد ديننا الاسلامي الحنيف، قد اعتنى عنايه خاصه بالام ، و اكرمها خير تكريم ،
وكم هو عظيم ، ان يكون يوم ٢١ مارس من كل عام ، هو عيد الام الذي يتم في هذه المناسبه الاحتفاء بالامهات الحرائر الماجدات وتكريمهن ،
وهذا مايتشوف له ديننا الاسلامي الحنيف ، حيث اكرم الام وفضلها على غيرها تفضيلا .
و ذلك لمكانتها العاليه في الاسره و المجتمع ، و للدور الايجابي العظيم الذي تقوم به الام الماجده لايجاد اسره فاضله متماسكه ، وانجاب الاجيال الفاضله ، و اعداد الناشئه الصالحه ، اعداداً تربوياً سليماً ، و بما يكفل البقاء و الاستقرار ، في حياة حره كريمه ، و عادله و آمنه ،
فاذا كان الاب يمضي اكثر وقته خارج المنزل ، يكد و يعمل ليوفر متطلبات اولاده و اسرته في هذه الحياه ، فأن الام يكون لها غالبا النصيب الاوفر في العمل داخل المنزل و القيام بتوجيه الاولاد و تربيتهم تربيه حسنه ، على ضوء التعاليم الإسلامية السمحاء، و الاخلاق الفاضله،

الام مدرسة اذا اعددتها *
اعددت شعبا طيب الاعراق *

و يكفي الام شرفاً و تكريماً ، ان جعل رسولنا الكريم الجنه تحت اقدامها ، قال صلوات الله وسلامه عليه( الجنة تحت اقدام الامهات ) .
جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،( فقال : يا رسول الله من احق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : امك ، قال :ثم من ؟ قال : امك ، قال : ثم من ؟ قال : امك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم ابوك ) .
ولهذا يتبين لنا ان رسولنا الكريم، قد منح الام كثيراً من الحقوق ، لانها اكثر بذلاً و عطاءً و معاناه من الرجل ، و من ثم فقد اوجب الاسلام ، تكريم الام و ذلك بطاعتها و الاحتفاء بها ، و الاحسان اليها ، ليس فقط في عيد الام من كل عام ، بل في كل وقت وحين ، و في حياتها و بعد مماتها ، و حرّم تحريماً قاطعاً ، مشاكستها و مقاطعتها و عقوقها ، و الاساءه اليها ، في قول او فعل ،
يقول صلوات الله وسلامه عليه ( ان الله حرّم عليكم حقوق الامهات ، و منعاً وهات ، و وأد البنات ، و كرّه لكم قيل و قال ، و كثرة السؤال ، و اضاعة المال ) .
ولا ريب فان من العقوق عدم الوفاء للام ، و حرمانها من المواساه ، و عدم العنايه بها ، كما يحلو ذلك لبعض الاولاد ، الذين لا يراعون للامومه قدراً و معروفاً ، حيث نرى البعض من يطيع زوجته ، ولا يرد لها مطلباً ، بينما نراه عند امه المسكينه التي حملته وهناً على وهن ، و كان بطنها له وعاء ، و ثديها له سقاء ، و حضنها له وقاء ، نراه يعق امه و لا يسدي لها معروفاً ، و لا يطيع لها امراً ،
والله المستعان و هو حسبنا و نعم الوكيل ،
الآ فبئس صنيع اولئك العاقين لامهاتهم ، و الويل لهم من عذاب يوم المعاد ، و عنت الوجه للحي القيوم و قد خاب من حمل ظلماً ،
حقاً انها الام الحنون ، ينبوع الحياة ، و السعاده في الدارين ، انها جنة المأوى ، و المحبه و الوفاء ، و الجود و الهناء ، و هي تربي ابنائها تربية صالحه ، تنقل اليهم مع لبنها الزكي الهني ، الطهر و النقاء ، و المحبه و الصفاء ، و الجود و الوفاء ، و البذل و العطاء ، و التضحيه و الفداء ، و هي تعد ابنائها اعداداً تربوياً سليماً ، و تغرس فيهم حب الخير ، و العمل لصالح الوطن و المواطنين ، و تهيئهم بكل ايمان و شجاعه و ثبات ، للانخراط في المسيرة الوطنيه التحرريه ، و تحقيق مجتمع الحريه و الكفايه و العدل ،
سيظل حضن الام هو الملاذ الواقي ، و المأوى الحاني ، و السكن الدافي ،
انها الام الماجده ، ست الحبايب ، ايقونة الزمان ، و بهجة الانام ،

ختاماً : تحية من الله و سلاماً ، للام الحنون و قد فقدت شريك حياتها ، و ترملت من بعده على صغار اطفالها ، و قامت بتربيتهم على اكمل وجه ، فكانت بمثابة الاب العطوف ، و الام الرؤف ،
التحية والتقدير للامهات الحرائر الماجدات اللائي يعشن في بلد الايمان والحكمه ( بلدة طيبه و رب غفور ) ، يعشن مع فلذات اكبادهن محتسبات صابرات ، في بؤس و شقاء ، و معاناة و حرمان ، و تجويع و ترويع ، و هي ترى فلذات اكبادها يتضورون جوعا ، فلا تجد من يواسيهم و يخفف معاناتهم ،
و ذلك بسبب تردي الاوضاع ، و غياب الامن و الخدمات ، و قطع المعاشات ، و افتعال الازمات هنا و هناك ،
والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ،

تحية اجلال واكبار للامهات الماجدات الشهيدات و اللاتي تم قتلهن في انحاء اليمن نتيجة الحروب الاهليه العبثيه الخاسره ، بين الاطراف المتصارعه في اليمن، و الاطفال الرضع في احضانهن و الاجنه في احشائهن ،
والله المستعان .

تحية اجلال و اكبار المفعم بالتقدير و العرفان لكل الحرائر الامهات في كل انحاء اليمن و في سائر المعموره ، وسلام عليهن في سجل المؤمنات ، الصالحات الخالدات ،
هذا والله نسأل ان يوفقنا جميعاً لما فيه طاعة الاباء و الامهات ، و يجنبنا عقوق الاباء و الامهات ،

و الجنة و نعيمها للامهات المنتقلات الى رحاب الله ، اللهم آمين .

و كل عام و الامهات في خير و سعاده و رخاء و سلام .

و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تقديم / يحيى عبدالله قحطان .
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس