عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-02-13, 07:01 AM   #498
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,997
افتراضي

المناطقية بين الحماس الثوري والدفع الفوري
14 ساعات مضت / [email protected] / سما نيوز


بقلم : العميد عبدالسلام السعدي

سموم إثارة النعرات المناطقية صادرة من شباب لا يعلمون مخاطر ذلك على ثورتهم ودولتهم ومناطقهم ومستقبل أجيالهم، شباب لا يعلم أن سلاح المناطقية الفتاك استخدم بمهارة عالية لزرع الفتنة التي حولت الخلافات السياسية إلى خلافات قبلية راح ضحيتها اشرف وانبل رجال الجنوب، وضاعت دولة كانت رايتها ترفرف على سارية الأمم المتحدة، وتم تسليم الأرض والثروة على طبق من ذهب إلى باب اليمن.

شباب يتبادلون المناكفات على وسائل التواصل بدون وعي، لا يعلموا أن الجنوب أقام دول وممالك ودافع عن الوجود كنسيج اجتماعي واحد، كان يستمد القوة من القبائل التي كانت تذود عن الأرض الجنوبية من المهرة إلى باب المندب، لهذا كانت يافع سباقة لنداء عدن وحضرموت ولحج و الضالع والشعيب، وهذا يدل أن الجنوب كالجسد الواحد، تتولى القبائل الجنوبية المتجانسة الدفاع عن حدود الوطن الواحد.

التجانس بين قبائل الجنوب ينفي وجود واحدية الثورة والدولة اليمنية الذي يروج لها الإعلام الحزبي، حيث قفز على الواقع وتجاهل الصراع الأزلي، والدليل عدم قابلية التواجد الزيدي في الأراضي الجنوبية، وكانت جميع الغزوات تواجه بحروب التحرير، والتاريخ يعيد نفسه آخر غزوات احتلال الجنوب كانت حرب صيف عام ١٩٩٤م وغزو عام ٢٠١٥م، وتم مواجهة الاستعمار المتخلف بثورة الحراك السلمي والمقاومة الجنوبية المسلحة.

على العكس من ذلك كانت قبائل الجنوب تقدم التضحيات الجسيمة لتحرير الأرض كنسيج اجتماعي واحد، والسلطنات اليافعية في عدن ولحج وحضرموت والمهرة كان لها قبول، ولولا ذلك التجانس والقبول لما استمرت إلى ستينيات القرن الماضي، مع العلم أن سلطنة القعيطي في حضرموت وسلطنة بن عفرير في المهرة لا تزال تمتلك القبول والحاضنة الشعبية إلى اليوم، وهذا ما ينفي واحدية الثورة والدولة اليمنية.

كذلك مرجعيات حضرموت لها مكانتها في يافع مثل الشيخ أبوبكر بن سالم صاحب عينات، الذي كان له دور في حشد مكاتب يافع لمواجهة الغزو الزيدي، ومجدت يافع تاريخ الشيخ بزوامل شعر تراثها الشعبي، ومكاتب في يافع شيوخها من حضرموت، هذا الموروث التاريخي ساعد على عدم تشظي الجنوب بعد سقوط السلطنات، واستطاعت الجبهة القومية حديثة التجربة من توحيد الجنوب تحت راية دولة الجنوب الموحد.

إذن سلاح المناطقية دخيل على مجتمعنا، وظهر بعد الاستقلال متستر بثوب الشعارات الثورية حيث كان لحركة القوميين العرب دور في ترسيخ الشعارات القومية الوحدوية في الستينات من القرن الماضي، وهذا ساعد القيادات الغير جنوبية للوصول إلى السلطة، ولحماية مصالحها حولت الصراع السياسي إلى صراع مناطقي, وذلك بسبب الخلاف على خيارات المسار الثوري والوحدوي بهدف خدمة مصالح وطنها الأم.

سلاح المناطقية الفتاك حضر في أحداث يناير ١٩٨٦م، وحرب الاحتلال عام ١٩٩٤م، وانكسر وغاب الجنوب، وغاب في حرب ٢٠١٥م وانتصر وحضر الجنوب. بانكسار وغياب الجنوب غابت مصالح الأغلبية، لان القبيلة لن تستطيع تلبية احتياجات المجتمع، ودفع الثمن اليافعي والضالعي والشبواني والابيني، وبهذا الجهلاء ابتلعوا الطعم واشعلوا نار الفتنة، والعقلاء بلسموا الجراح بمبدأ التصالح والتسامح.

اليوم على الرغم من الانتصار ألا أن جهاز استخبارات دولة الاحتلال لا يزال في عدن، ولا يمتلك غير سلاح المناطقية لمواجهة قوة إرادة شعب الجنوب العظيم، مع غياب كامل للاستخبارات الجنوبية التي تستطيع حماية المجتمع من الاختراقات والحد من مخاطر كسب النشطاء بطريقة الدفع المسبق، حيث سبق لنظام صنعاء أن اخترق الحراك الجنوبي وسخر عدد من النشطاء لخدمة الاحتلال بواسطة الشعارات الثورية.

لهذا يتكرر المشهد الجهلاء في مواقع السلطة يقدمون خدمة مجانية حيث تكونت مصالح غير مشروعة لقيادات عسكرية لا تمتلك مؤهلات ولم تنال الرتب العسكرية وفق القدرة والكفاءة، قيادات دخلت المعترك السياسي بهدف كسب المال، لا تمتلك خلفيات نضالية ولا ثقافية لهذا تناسوا معانات الشعب، ورقصوا بغباء على جراح الماضي، ونهلوا من منبع فساد دولة الوحدة المشؤمة في استباحة الملكية العامة للدولة.

وعليه مع كل انتصار يتحقق لصالح استعادة الدولة الجنوبية، ترتفع أصوات دعاة المناطقية من أصحاب الدفع المسبق، ومن شباب طيب يمتلك قدرة توجيه الخطاب لكن تنقصهم التجربة والخبرة السياسية، يرقصون على جراح الماضي بخطاب الحماس الثوري الذي يستهدف الجنوبي الآخر، في مرحلة الجنوب بحاجة ماسة لكل أبنائه لخدمة القضية من مواقع مختلفة، وأهمها الكسب لاختراق صفوف قوى الاحتلال.

غياب الإعلام الرسمي سمح للاجتهاد الغير واعي، وقدم خدمة مجانية لنظام الاحتلال باقصاء الاخر، الأخطر من ذلك انتقل ذلك الخطاب إلى تجزئة المجزئ لزرع فتنة يافعية ضالعية وهذا تكرار للفتنة التي حدثت قبل عام 1990م حيث تم أشغال مراكز الثقل بالصراعات الوهمية المناطقية وصناع الفتنة ينسجوا خيوط خطة سحب الجنوب إلى باب اليمن.، وعلية يجب على كل الجنوبيون نبذ المناطقية والعمل بروح الفريق الواحد لاستعادة دولة الجنوب الفدرالية القادرة على معالجة سلبيات الماضي، وتلبية احتياجات المجتمع.

وبالله التوفيق
عبدالسلام زين السعدي

Let's block ads! (Why?)

زيارة الموقع
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس