...............................
*يوم التصالح والتسامح*
...............................
قال الله تعالى

إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَ أَخَوَیۡكُمۡۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ).
ان شعبنا الجنوبي العظيم وهو يحتفي في هذا الشهر ، بمناسبة الذكرى 15 لاعلان التصالح والتسامح في 13 يناير 2006م ،من جمعية ردفان الخيريه في عدن.
والذي توّج ذالك بقيام المسيرات والاعتصامات المليونيه الجنوبيه السلميه في2007/7/7م في ساحة العروض خورمكسر وفي ساحة الشهداء في المنصوره ،وفي الحبيلين ،وسائر مناطق الجنوب ،من اجل تصحيح مسار الوحده ،ومن اجل استعادة شعبنا لحريته وحقوقه المهدوره ،(ولكن لا حياة لمن تنادي) بل قوبلت تلك المسيرات السلميه بالقمع والعسف ،والقتل والسجن ،من قبل الجيش والامن المركزي.
لذالك فانه ينبغي على كافة المكونات الجنوبيه والحركات الوطنيه وفي المقدمه المجلس الانتقالي الجنوبي ،والمقاومه الجنوبيه ، ان نجعل من مبدأ التصالح والتسامح ،ميثاق شرف ،وبرنامج عمل ،و منهاج حياه ،و سلوك مجتمعي قول و فعل ، و ان نقبل بعضنا البعض ، فالجنوب يتسع للجميع ،
كما يجب اخذ العظه والعبره من الماضي ومن المنعطفات والصراعات والاخفاقات ،التي واكبت مسيرتنا الوطنيه والتحرريه ،لشعبنا الجنوبي منذ الستينات ،وبعد الاستقلال الوطني ،وقيام النظام الوحدوي الارتجالي عام 90م كل ذالك يرجع لعدم اجراء التصالح والتسامح والمصالحه الوطنيه بين الجنوبيين ،اضافه الى ذالك ما تعرض ويتعرض له جنوبنا الحبيب من حروب عبثيه عدوانيه تكفيريه اهلكت الحرث والنسل في عام 94م وعام 2015م وحتى وقتنا الحاضر ،هذه الحروب العدوانيه على شعبنا الجنوبي المسلم والمسالم والتي اجهضت الوحده الاندماجيه بين دولة الجنوب ودولة الشمال.
والسؤال الذي يضع نفسه ،هل استلهمنا من الماضي الدروس ؟ وهل اخذنا العظه والعبره من الانقلابات والصراعات ،و المناكفات السياسيه والاعلاميه ،التي ابتلينا بها منذ الستينات وحتى وقتنا الحاضر ؟ حتى ناخذ بالايجابيات ونطورها ،ونتجاوز السلبيات والصراعات والعداوات وكراهية بعضنا لبعض ،ومنع اجترار صراعات الماضي الماساويه (فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين) بينما نحن للاسف الشديد قد لدغنا من هذا الجحر المقيت عشرات المرات ،والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
لذالك ينبغي على كل المكونات السياسيه الجنوبيه ،والحركات الوطنيه ،وفي المقدمه المجلس الانتقالي الجنوبي ،عقد مؤتمر جنوبي جنوبي ،واجراء مصالحه وطنيه شامله ،والاتفاق على كلمة سواء ،وامر جامع ،(فالجماعه رحمه ،والفرقه عذاب ،ويد الله مع الجماعه) هكذا يرشدنا رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام .
كما يجب الاتفاق على تحقيق الخيار الافضل و الاسلم لشعبنا الجنوبي، الخيار الممكن تحقيقه ، في هذه المرحله ، و بالطرق السلميه ، خاصة و نحن نعيش في ظرف استثنائي ، و تحت الوصايه الدوليه و البند السابع ، و هذا يتطلب مراعاة معطيات الواقع المحلي ، و الاقليمي و الدولي ،
و ينبغي نبذ صراعات الماضي البغيض ، بكل علّاته ومساوئه ،والالتزام بمبدأ الحوار والتفاهم والتوحد ،والتصالح والتسامح والمصالحه مع كل من نختلف معهم في القضايا السياسيه والخيارات الوطنيه والمصيريه ،ونعتذر لبعضنا البعض ،(وكأننا اولاد اليوم) قال الله تعالى

وَلۡیَعۡفُوا۟ وَلۡیَصۡفَحُوۤا۟ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن یَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمٌ) ،وقال صلى الله عليه وآله وسلم

ما عفى احد على مظلمه الا زاده الله عزا).
كما يجب اجراء التصالح والتسامح مع جميع اشقائنا في الشمال و الاخوه في الشرعيه ودول الجوار والعمل فورا على وقف اطلاق النار الشامل وعقد صلح عام (والصلح خير) .
و العمل على رفع الحصار على اليمن شمالا وجنوبا ، و الاسراع بدفع المرتبات المستحقه كاملة للاخوه في الجيش و الامن و المتقاعدين و أسر الشهداء .
مذكرين انه بالعفو والتصالح والتسامح واصلاح ذات البين ،بين جميع الاطراف المتصارعه في اليمن ،
و تحقيق العداله و المواطنه المتساويه ،
سوف يترسخ الامن والسلم و الاستقرار ، على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.
قال الشاعر :
تبقى الامور باهل الخير ما اصطلحوا*
فان تولوا فبالاشرار تنقادُ*
وقال الله تعالى

یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱدۡخُلُوا۟ فِی ٱلسِّلۡمِ كَاۤفَّةࣰ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ ٰتِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِینࣱ) صدق الله العظيم.
ربنا هب لنا من لدنك رحمة و هيئ لنا من امرنا رشدا .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
تقديم / يحيى عبدالله قحطان .