*عذرا رفاقي لم ادرك انها لحظات الوداع*
بقلم ابراهيم العطري🖊️
لم اكن ادرك أن يوم الاثنين السابع من شهر ديسمبر الفين وعشرين هو يوم مودع لأعز واغلى إخوة بحجم اخي الغالي نبيه فارس سعيد علي العطري وحاشد خالد خضر علي العطري أحد اركاني واعز اخواني اللذين وقفوا الى جانبي في مختلف الميادين النضالية وكانوا النموذج في التضحية والفداء والحس الأمني"
لم اكن اعلم ان يوم الاثنين السابع من ديسمبر الفين وعشرين يوم مودع لاولئك الأوفياء والمخلصين أنبل رجالي الابطال '
لم اكن اعرف ان تلك الرحلة قد خصصت لاولئك الابطال كلحظة مودع'
فلقد كنت قبل يوم امس الاثنين في رحلة خاصة إلى العاصمة عدن وذلك لمقابلة لجان صرف المرتبات الخاصة بالشهداء من أفراد قوات الحزام الأمني بالصبيحة الا اننا صادفت رجالي في المدرسة وعلى ملامحهم عدات السفر" فكم استبشرت بتلك النظرة مما شدني الشوق نحو السفر بشكل أكبر "وبينما ونحن في السيارة سألت اخواني نبيه وحاشد عن نية السفر فأجابوا أنهم عازمون على عدن لمتابعة ملف الأرضية الخاصة بالشهيد خالد " حينها توجهنا نحو بلدة الصريح لأخذ القات ثم واصلنا المضي صوب عدن " انطلقنا بكل ثقة نحو عدن وكنا اكثر متعة مع انغام الزامل دون توقف الى وصلنا مديرية البريقة"تناولناوجبة الغداء بمطعم البيحاني بالطابق العلوي" ثم قررنا التخزين على شاطئ الغدير"
وبينما ونحن في ذاك الساحل الجميل اخذنا لقطة تذكارية للشاطئ دون أنفسنا"
نجحنا في مشوارنا الترفيهي" وعند الساعة الثالثة من عصر اليوم نفسه تواصلنا باللواء للبحث عن مكان تواجد اللجنة افادونا بالتوجه صوب شركة إنما العالمية وكان الجواب العمل موقف"
تأخرنا قليلا وحينها تناولنا وجبة العشاء بنفس المطعم وبنفس الطابق ثم عدنا الى سوق القات لٱتمام السهرة"
بعد ذلك قررت التوجه صوب البلاد بمفردي إلا أن اخواني الاعزاء نبيه وحاشد قرروا العودة معي وذلك كواجب أمني"
انطلقنا سويا صوب طور الباحة وبينما ونحن في الخط الإسفلتي إذ بطقم في الطريق وعلى هئيته قاعدة الدوشكا توقفنا بجواره سألناه فأجاب أنه خلص البترول لم يكن لدينا بترول كافي إنما طلبنا منه ارسال شخص معنا للمحطة والتزمنا عودته "
واصلنا المسير الى المحطة ولكننا لم نجد إنا لبترول صاحبنا فلم يكن من المرحوم الشاب نبيه رحمه الله تعالى إلا أن ينتج فكرة شراء دبه ماء شملان فئة خمسة لتر وبعد أن صب الماء مليناها بترول وعدنا لصاحب الطقم "ثم عدنا المضي نحو طور الباحة وما أن لبثنا ساعة حتى وصلنا الخطابية تلقينا اتصال من احد الاهل طلب الانتظار وحين وصل قرر اخي نبيه بتاجيل العودة للمنزل والنوم في معسكر الخطابية لصباح الثلاثاء ليعود لعدن لمتابعة الإجراءات وبالرغم من اصراري عليهم بعدم الانتظار الا انهم أصروا على البقاء في المعسكر عدت ولم يعودوا معي؟
كانت لحظات وداع تلوح بلأفق وكان اخي نبيه وحاشد يعبران بكل وفاء عن انتهاء الرحلة وكلهم سعادة انها لحظة مودع"
رقدوا المعسكر وكانوا على موعد مع ملك الموت في زاوية جبل رشاش حيث انهم تعرضوا لحادث مروري أليم أودى بحياتهما لتنتهي الرحلة الجميلة بحزن عميق وفاجعة كبرى"
لم ادرك أن اخي نبيه وحاشد قد عزموا على الرحلة لوحدهما دوني فكم كنت اتمنى أن تأجل رحلتهما لنرحل سوياً " إنما ليس بمقدور أحد تحرك ذلك الملف الكبير"
لقد خسرت قبيلة العطيرة أنبل شبابها من أولئك المفكرون وأصحاب الطموح الأسمى والارقى"
عذرا رفاقي فلم ادرك انها لحظات وداع احبتي.
~كتب ابراهيم العطري في٩ديسمبر٢٠٢٠م~
|