عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-12-01, 12:29 AM   #1548
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

...............................
*من وحي عيد الاستقلال الوطني المجيد*
...............................

قال الله تعالى (مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا) ،
ان شعبنا اليمني شمالا وجنوبا ، و هو يحتفل هذا اليوم بمناسبة الذكرى ٥٣ لعيد الاستقلال الوطني المجيد ٣٠ نوفمبر ،
كم هو عظيم ان نقف وقفة اجلال واكبار المفعم بالتحية و التقدير و الامتنان و العرفان ، لاسلافنا الاخيار ، و اجدادنا و ابائنا الامجاد ، و مجاهدينا الابطال ، و مناضلينا الاحرار ، و شهدائنا الابرار ، اولئك الغر الميامين ، الذين ضحوا بارواحهم الغاليه ، و دمائهم الطاهره من اجل حرية و كرامة شعبنا الجنوبي و استقلاله ،
انهم اولئك الاماجد الذين كانوا يغلّبون المصالح العلياء للوطن على المصالح الذاتيه والفئويه والمناطقيه و الحزبيه ، و كانوا يستعذبون النضال الشاق و الكفاح المتواصل ، و المعاناه و المشقه ، و يتجشمون الصعود من جبل الى جبل ، و من منطقه الى منطقه ، و من معركه الى معركه مشيا على الأقدام ، يضحون بارواحهم و دمائهم ، ليهبوا لامتهم عذب الحياه الحره الكريمه والعادله ،
لقد كان هدف هؤلاء الغر الميامين، يجاهدون و يناضلون من اجل اعلاء كلمة الله في ارضه ، كلمة الحق و العداله و الحريه ، هدفهم احدى الحسنيين ، اما النصر و العيش في حياة حره كريمه و طرد المستعمر الغاصب من جنوبنا الحبيب ،
واما الاستشهاد و الفوز بنعيم الله تعالى و فسيح جناته (وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰ⁠تَۢاۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ ) ،
ذلك ان هؤلاء المناضلين وهم يخوضون الملاحم البطوليه ضد المستعمر و مخططاته الجهنميه ، كانوا يمثلون ، نموذجا مثاليا فريدا، لتحليهم بالقيم الايمانيه و الاخلاقيه، و التعاليم الإسلامية السمحاء ، القائمه على الوسطيه و الاعتدال ، و التسامح و السلام ، و التصالح و الوفاق ، و التضحيه و الايثار ، و تجردهم عن الاثره والانانيه ، و الشح المطاع ، و الهوى المتبع و اعجاب كل ذي رأي برأيه ،
لقد كانوا متفقين على كلمة سوأ ، موحدين على امر جامع و ميثاق واحد ، و قياده موحده في كل مناطق الجنوب ، من المهره حتى باب المندب ، و ذلكم هو سر الانتصار و تحقيق الاستقلال الوطني المجيد ،
قال الله تعالى (.. وَكَانَ حَقًّا عَلَیۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ) ،
أجل ان الاستعمار البريطاني لم ينتصر ، وانما انتصر شعبنا الجنوبي العظيم ، انتصر بالانتفاضات الشعبيه ، و الحركات الوطنيه و المقاومه الجنوبيه الباسله ، و التي انطلقت من كل مناطق الجنوب ، منذ صبيحة الاحتلال البريطاني المشئوم في ١٩يناير عام ١٨٣٩م ،
حيث ظل شعبنا الجنوبي يقاوم الاستعمار البريطاني ومخططاته العدوانيه ، طوال فتره الاحتلال، و توجت تلك المقاومه الوطنيه بقيام ثورة ١٤ أكتوبر الخالده ، من على قمم جبال ردفان الشّماء عام ٦٣م ،
و بدعم اشقائنا في الشمال ، و مصر عبدالناصر ،
حيث قدم شعبنا الجنوبي المكافح بحركاته الوطنيه ، و مكوناته السياسيه و الاجتماعيه، تضحيات جسام و قوافل من الشهداء الكرام ، حتى تحقق الاستقلال الوطني الناجز والغير مشروط في ٣٠نوفمبر عام ٦٧م ،
و طرد المستعمر الغاصب من عدن الابيه ، و جنوبنا الحبيب ، و جلاء اكبر قاعده استعماريه في الشرق الاوسط ، كانت بريطانيا قد اوجدتها من اجل إستيلاد الكيان الصهيوني سفاحا في فلسطين العربيه ،
بقدسها الشريف و مسجدها الاقصى المبارك ، و لكي تظل اسرائيل النازيه خنجرا مسموما في قلب الامه العربيه و الاسلاميه ، و لا تزال امتنا تتجرع سموم الاستعمار الغربي البريطاني الصليبي و الصهيوني ، حتى وقتنا الحاضر ، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل .
و هكذا بعد تحقيق الاستقلال الوطني المجيد ، تم توحيد جنوبنا الحبيب ، والذي كان يتكون من المحميه الشرقيه و المحميه الغربية ، و من حوالي ٢٣ سلطنه و مشيخه ، و قامت الدوله الجنوبيه الموحده ( جمهوريه اليمن الجنوبيه الشعبيه ) ، اول دوله مستقله ذات سياده معترف بها محليا و اقليميا و دوليا ، برئاسة المناضل الكبير الرئيس قحطان محمد الشعبي ، طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته ،
و العاقبه للمتقين ،
قال الله تعالى (وَٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡیُ هُمۡ یَنتَصِرُونَ) ،
و نحن نحتفل بعيد الاستقلال الوطني ٣٠ نوفمبر ، و في هذه الظروف الصعبة و المأساويه ، و الحروب العبثيه الخاسره التي يعيشها مواطنونا ، في انحاء اليمن ، و خاصة في جنوبنا الحبيب ،
كأننا بجميع مناضلينا و شهدائنا الابرار ماضيا و حاضرا ، يطلون علينا من رحاب الله ، ينشدوننا العهد و الميثاق الذي فارقونا عليه قائلين :
لا تجعلوا نضالنا يذهب عبثا ، و دمائنا تذهب هدرا ، لا ترجعوا بعدنا اشتاتا و كيانات متصارعه و متشاكسه ، لتسديد الجلدات الموجعه الى ظهوركم ،
انبذوا الغلو و التطرف ، و التحقير و التبديع ، و التكفير و التفجير ، و التعصبات المناطقيه ، و المذهبيه و الطائفيه ، و المكايدات الحزبيه ، و المناكفات الاعلاميه ، و نشر الاحقاد و الكراهيه بين مواطنينا .
و ينبغي ان نقبل بعضنا بعضا ، مهما اختلفت آرائنا و خياراتنا الوطنيه و المذهبيه ،
مناشدين الكيانات السياسيه الجنوبيه :
تعاونوا فيما تتفقون عليه ، و تسامحوا فيما تختلفون عليه ، و التزموا بالتحاور و التفاوض ، و التوحد بين جميع الكيانات السياسيه الجنوبيه ، و المجلس الانتقالي الجنوبي ،
و الاتفاق على كلمة سواء و امر جامع ، فيد الله مع الجماعه .
يستصرخون فينا جميع مناضلي و شهداء ثوره ١٤ اكتوبر الخالده ، و كل شهداء و مناضلي الحركات الوطنيه و المقاومه الجنوبيه ماضيا و حاضرا ، مناشدين :
سوّروا جنوبنا الحبيب بالامن ، الامن ، الامن ( رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَـٰذَا بَلَدًا ءَامِنࣰا ) ،
و التوحد و العداله و التكافل ، و التصالح و التسامح ، و الاتفاق على كلمه سواء ، و اجعلوا التصالح و التسامح الذي رفعه الحراك الجنوبي في ١٣ يناير ٢٠٠٦م ،
و في ٧/٧/٢٠٠٧ م
،
اجعلوه ميثاق شرف ، و منهاج حياه و سلوك مجتمعي ، فالجنوب يتسع للجميع ،
ثبتوا مداميك الجنوب باصلاح ذات البين ، و بالعداله ، و المواطنه المتساويه ، و التراحم و التكافل و الايثار ، و تحرير مواطنينا من المظالم و الفساد ، و من الفقر و العوز و الحرمان ،
و العمل فورا على وقف الحروب العبثيه الخاسره ، و سفك الدماء بين جميع الأطراف اليمانيه المتصارعه ،
و عقد هدنه و صلح و سلام شامل ، و سحب القوات المحتشده في شقره ، و ان تكف عدوانها على عدن الوادعه و الحضاريه ، و ابين المسالمه ، و جنوبنا المسالم و المسالم ( فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) ،
و من حمل علينا السلاح فليس منا ،
هكذا يرشدنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ،
و عمود كل ما ذكر هو تحصين جنوبنا الحبيب ، و شمالنا الشقيق بالدين الإسلامي الحنيف ، دين الوسطيه و السماحه و الاعتدال ، دين المحبه و العداله و الوئام ، دين التوحد و الحريه و الامان ، دين التصالح و التسامح و السلام ، مع كل الاطراف ، و الاحزاب اليمانيه ،و دول الجيران ، و مع كل الناس ، على اختلاف اديانهم و اجناسهم و الوانهم ، فالاسلام هو الركن الركين ، و الحصن الحصين ، و صمام الامان، لحاضرنا و مستقبلنا ، و معاشنا و معادنا
( فَمَن یُرِدِ ٱللَّهُ أَن یَهۡدِیَهُۥ یَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَـٰمِۖ .. ) ،
ربنا هب لنا من لدنك رحمة و هيئ لنا من امرنا رشدا .
ختاما :
ينبغي على الجميع الترحم على اسلافنا الامجاد و مجاهدينا الابطال ، و مناضلينا الاحرار و شهدائنا الابرار ، ماضيا و حاضرا .
اللهم تغمدهم بواسع رحمتك وغفرانك واسكنهم فسيح جناتك مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، اللّهم آمين .
و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

كل عام والجميع في خير و حريه و امن و استقرار .

تقديم / يحيى عبدالله قحطان .
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس