عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-27, 06:00 AM   #8
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

...............................
*مسيرة يافع و الجنوب*
*النضاليه و التحرريه*
...............................


قال الله تعالى (وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰ⁠تَۢاۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ ۝ فَرِحِینَ بِمَاۤ ءَاتَئهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَیَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِینَ لَمۡ یَلۡحَقُوا۟ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ) .

ان شعبنا الجنوبي العظيم ، و هو يحتفل هذه الايام بمناسبة الذكرى ٥٣ لعيد الاستقلال الوطني المجيد ٣٠ نوفمبر ،
كم هو عظيم ان نقف وقفة اجلال واكبار المفعم بالتحية و التقدير و الامتنان و العرفان، لاولئك الغر الميامين ، لاسلافنا الامجاد ، و قبائلنا الابطال ، و مجاهدينا الاحرار ، و مناضلينا الثوار ، و شهدائنا الابرار ، من علماء و سلاطين ، و مشايخ و اعيان و مواطنين ، و حركات تحرريه ، و مقاومه جنوبيه باسله ، و التي انطلقت منذ صبيحة الاحتلال البريطاني المشئوم في ١٩ يناير عام ١٨٣٩م ،
حيث ظل شعبنا بكل مكوناته السياسيه و الاجتماعيه ، طوال فتره الاحتلال ، يقاوم الاستعمار و مخططاته الجهنميه ،
و توجت تلك المقاومه الوطنيه بقيام ثورة ١٤ أكتوبر الخالده من على قمم جبال ردفان الشماء عام ٦٣م ،
بقيادة رائدة الكفاح المسلح ( الجبهه القوميه ) ،
كما جاءت ثورة ١٤ اكتوبر امتدادا طبيعيا للحركات الجهاديه و الوطنيه ، و التي انطلقت من كل انحاء الجنوب ، ضد جيوش الغزاه المستعمرين و مخططاتهم العدوانيه ،
و قدم شعبنا طوال مرحلة التحرير ، تضحيات جسام ، و قوافل من الشهداء الكرام ، حتى تحقق الاستقلال الوطني الناجز والغير مشروط في ٣٠نوفمبر ٦٧م ،
قال الله تعالى (وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ لَكُمۡ وَلِتَطۡمَئنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦۗ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ) ،
أجل لقد انطلقت المسيره الجهاديه والنضاليه و التحرريه لشعبنا الجنوبي العظيم ،
ضد الاستعمار و مخططاته الجهنميه ،ومن تلك الحركات الوطنيه والنضاليه ، حركة الربيزي في العوالق ، و الدماني و المجعلي في العواذل ، و ابن عبدات في حضرموت ، و السقلدي في الشعيب ، و في الضالع السيد عبدالدائم و المناضل جوّاس و البيشي ، و في ردفان راجح بن غالب لبوزه ، و الشيخ سيف حسن القطيبي ، و في الصبيحه بن شاهر و العاطفي ،
و قبل ذلك كانت طلائع المقاومه الجهاديه قد انطلقت من يافع اثناء الحرب العالمية الأولى ، لمقاومة الاحتلال البريطاني ، بقيادة والدنا المجاهد الشهيد الشيخ صالح بن قاسم المفلحي ، و المجاهد الشيخ عبدالحافظ بن شيهون ، طيب الله ثراهم واسكنهم فسيح جناته ،
حيث وصلت هذه المجاميع المجاهده الى مشارف الشيخ عثمان ، لمقاومة الاستعمار ، و قد استشهد في هذه المسيره الشيخ صالح بن قاسم المفلحي ،
ربنا يسكنه فسيح جناته ،
و في اثناء الاحتلال عندما كان الطيران البريطاني يقصف قرى ردفان ، وكان من يضطر من الاخوه النزوح من ردفان كانو يجدون الايواء ، و الترحاب و حسن الاسقبال من اشقائهم في قرى يافع ، يافع الكرم و الجود ،
في عام ١٩٥٨م قام اتحاد الجنوب العربي من كل مناطق المحميه الغربيه ، باستثناء منطقة يافع بني مالك ، و يافع بني قاصد ،
لذلك عمل الاستعمار خطط جهنميه لاخضاع يافع و ضمها للاتحاد الفدرالي ، و جعل من حلين ،في يافع قاعدة انطلاق لتنفيذ المخططات الاستعماريه و نشر الفتن في يافع ، من خلال اسلوب ( فرق تسد ) ، لكن احرار يافع من كل المناطق رفضوا الانصياع للمخططات الاستعماريه ، و شكلوا مقاومه وطنيه تحرريه في كل انحاء يافع ،
و منها القاره ، و سبيح و سبّاح ، و سُلُب حُمّه ، و محطه الحد ، و كان التنسيق بين القيادات في يافع ، و في المقدمه المجاهد و المناضل الكبير الشهيد السلطان محمد بن عيدروس العفيفي ، و السلطان محسن حمود ، و الشيخ الشهيد احمد ابوبكر النقيب ،
و الشيخ محمد صالح المصلي ، و الشيخ محمد خالد الحريبي ، و الحاج الشهيد عبدالرحمن بن هادي المفلحي ، و الحاج الشيخ محمد عبدالقوي بن ناصر المفلحي ، و الشهيد صالح عبدالحميد المفلحي ، و الشيخ ابوبكر محسن بن غازي ، و المناضل صالح فاضل الصلاحي ، و المناضل علي محضار بن حلموس ، و صالح محمد الجحوشي ،
و بقية الثوار من كل انحاء يافع
و نظرا للمقاومه الباسله ضد الاستعمار و اعوانه ، فقد تم قصف قرى يافع من قبل الطيران الانجليزي ، و تدمير المنازل بقنابل مدمره ، و كان بعد تدمير منازل المواطنين ، ينشر الطيران الحربي الانجليزي منشورات للقرى يهدد فيها بضرب القرى التي تقوم بايواء و مناصرة الثوار ، من اجل اثارة الرعب في اوساط الاسر الآمنه و في صفوف المواطنين المدنين ، و من اجل اجبار يافع ضمها للاتحاد الفدرالي ،
لذلك فقد كان بعض الثوار الاحرار ، يضطرون الى الرحيل الى المناطق الشماليه ، و حتى لا يتسببون في قصف الانجليز للقرى ، و إلحاق الاضرار بالمواطنين الامنين في قراهم ،وكانو يجدون العون والمدد من اخوانهم في الشمال حكومة وشعبا ،
اذكر اننا عندما كنا نمر في يهر مشيا على الاقدام و في السيل ، كنا نجد قنابل كبيره مرعبه لم تنفجر بعد ، من مخلفات قصف الطيران البريطاني ،
جاء في بعض الوثائق ان المندوب السامي البريطاني في عدن عبّر عن عدم رضاه لفشل ضم يافع الى حكومه الاتحاد ،
رغم تدمير منازل المتمردين بما يزيد عن ٢٠٠ طن من القنابل على قرى يافع ،
و معلوم ان القرى في يافع التي تم قصفها ، من قبل الطيران الحربي البريطاني ، هي دار السنينه و لعدان آل الجهوري ،ضيك ، عام ١٩٣٤م .
و قصف القاره و منازل السلطان محمد بن عيدروس العفيفي و اولاد عمه ، و منزل المناضل علي محضار في قرية المعزبه المحرمي ،
و منازل زملائه الاحرار في قرية فلسان ، و قرية المخزان يهر و قرى اخرى ،
و منازل آل القحيم في ذي ناخب ،
و كذلك قريه المحاجى و الدرب في الحد ،
و الذي اضطر الكثير من العائلات للنزوح الى البيضاء ،
و المنازل التي تم قصفها ايضا ، منزل صالح عبداللاه البادع في قريه ذي صراء ، و محمد صالح المصلي قريه المصله ، و صالح عبدالقوي ،قرية المحجبه ، و الحاج محمد احمد بن عباد قرية المصله ، و محمد صالح دوعني قرية الدرب الحد ،
كما كان هناك قرار بقصف قريه الجربة حاضرة مكتب المفلحي ، بحجة انها قاعدة انطلاق للثوار ، لولا تدخل الشهيد المقدم عبدالقوي بن محمد المفلحي ، طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته ، قائد الكتيبه الاولى في الضالع ،
حيث طلب الشهيد من السلطان صالح بن حسين العوذلي ، وزير الامن الداخلي في حكومه الاتحاد ، بوقف القصف على قرية الجربه ، و بعد تدخل السلطان صالح بن حسين ، قرر الانجليز تحليق الطيران الحربي فوق قرية الجربه ، و اذا حصل على الطيران ضرب سوف تقصف القريه ، و لذلك اتصل الشهيد عبدالقوي باهلنا في الجربه بمنع اطلاق النار على الطيران عندما يحلق فوق القريه ،وفعلا التزم الاخوان بذالك ، رغم ان الطيران الحربي كان يستفز المواطنين بنشر حاجز الصوت ، و كان يحلق على مستوى منخفض ، كان ذلك في ايام عيد الاضحى المبارك ، و كفى الله اهلنا و احبتنا كيد الكائدين و شر المعتدين .
و في جبهه محطه الحد ،و التي انطلقت عام ١٩٥٨م لمقاومة الاستعمار و مخططاته ، كان قد استشهد و جرح العشرات من مجاهدينا الابطال ، و مناضلينا الاحرار ،
و هكذا ظلت يافع بني مالك و بني قاصد ، يافع العز و المجد و الاباء ، المنطقه الوحيده في جنوبنا العربي متحرره طيلة ١٢٩ عام ، عصيه و مقاومه للاستعمار البريطاني و مخططاته ، حتى تحقيق الاستقلال الوطني في ٣٠نوفمبر عام ٦٧م ،
انها يافع المجد و المدد ، يافع العز و الشموخ ، و التصدي و الصمود ، يافع الكرم و الجود ، و البذل و العطاء ، و التضحيه و الفداء ، ماضيا و حاضرا ،
و العاقبه للمتقين و المجاهدين و المناضلين و المحسنين ، الذين يابون الضيم و الهوان ، و يرفضون الظلم و الطغيان ،
قال الله تعالى (وَٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡیُ هُمۡ یَنتَصِرُونَ) ،
صدق الله العظيم .

ختاما ، الترحم على مجاهدينا الابطال و مناضلينا الاحرار ، و شهدائنا الابرار ، ماضيا و حاضرا ،
اللهم تغمدهم بواسع رحمتك وغفرانك و اسكنهم فسيح جناتك ، مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ،
و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

و كل عام و انتم بخير .

تقديم / يحيى عبدالله قحطان .
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس