دلالات لقاء الرئيس الزُبيدي بسفير مصر وانعكاساتها على قضية الجنوب "تقرير خاص"
2020-11-22 20:56:57"الأمناء" قسم التقارير:
رسّخ اللقاء الذي عقده الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مع السفير المصري لدى اليمن أحمد فاروق التقارب والتعاون المشترك مع دول محور الاعتدال العربي (مصر والإمارات والسعودية والبحرين) في مواجهة إرهاب مليشيا الشرعية الإخوانية الذي يأتي بدعم مباشر من محور الشر القطري التركي.
تبنى الانتقالي سياسات واضحة مع حلفائه من الأشقاء العرب، ومنذ أن تأسس في عام 2017، أصبح جزءًا مهمًا لدعم جهود التحالف العربي في الجنوب، وعبرت جميع مواقفه السابقة عن رغبته في إيجاد ظهير داعم للأمن القومي العربي من ناحية باب المندب وخليج عدن، وهو الدور الذي لن يتخلى عنه الجنوب في ظل المصالح الإستراتيجية والعلاقات التاريخية مع الدول العربية الشقيقة.
وتكمن أهمية لقاء الرئيس الزُبيدي بالسفير المصري في أنه يبرهن على أن هناك رغبة عربية، تحديدًا من قبل محور الاعتدال العربي، في محاصرة إرهاب الشرعية، وعدم السماح بتمدده بما يؤدي لإفشال اتفاق الرياض، والتعاون والتنسيق الدبلوماسي والسياسي والأمني مع الجنوب بما يضمن عدم إحداث أي تغيرات على مستوى موازين القوى السياسية والعسكرية الحالية.
كما أن اللقاء يبرهن على أن هناك ثقة عربية في قدرات الانتقالي على مستويات مختلفة بما يجعله مؤهلًا للعب دور فعال في التصدي للمليشيا الإرهابية بعد أن حقق المجلس جملة من النجاحات السياسية والعسكرية التي مكنته من صد عدوان العناصر الحوثية في جبهة الضالع ووقف مليشيات الشرعية عند حدود محافظة أبين وتحصين العاصمة عدن.
ويتمثل أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الانتقالي ومحور الاعتدال العربي في مجابهة محور الشر القطري التركي والذي يقدم الدعم بشكل مباشر لمليشيا الشرعية، ويبدو أن هناك استشعارا عربيا لخطورة ممارسات الشرعية الأخيرة تحديدًا بعد أن أعلنت مضيها قدمًا نحو إنشاء ميناء جديد على ساحل بحر العرب في محافظة شبوة واستغلاله لتهريب الأموال والسلاح والمخدرات من الخارج ما يعني أن هناك اختراقًا متوقعًا للجنوب من قبل قوى إقليمية معادية.
كما أن للتنسيق أبعاده الإيجابية الأخرى إذ يؤكد على أن هناك تعاونا عربيا مع الانتقالي في وجه ممارسات تركيا التي تسعى لإقامة قاعدة عسكرية لها في جزيرة سقطرى بالقرب من قواعدها الأخرى على سواحل الصومال، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي، وبالتالي فإن هناك إصرارا جنوبيا وعربيا على عدم إتاحة الفرصة لتركيا من أجل وضع موطئ قدم لها في تلك المنطقة.
ويحتاج تفكيك التحالف الإيراني التركي القطري إلى مزيد من الجهود والتنسي
|