عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-25, 12:50 AM   #21
الرأي العام
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-14
المشاركات: 969
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن السنمي مشاهدة المشاركة
الكفيف المبصر والمبصر الكفيف الإهداء إلى ( أخلاق ) الكفيف المبصر ... والى ( ضمير ) المبصر الكفيف, بقلم الاستاذ المناضل احمد عمر بن فريد2-3
الكاتب احمد عمر بن فريد - السياسي برس خاص / 23 سبتمبر 2009

بسم الله الرحمن الرحيم




الكفيف المبصر والمبصر الكفيف



الإهداء إلى ( أخلاق ) الكفيف المبصر ... والى ( ضمير ) المبصر الكفيف



2-3



لا اعتقد أنه سيختلف معي اثنان حول حقيقة أن هذه الثورة الجنوبية السلمية قد قامت وانطلقت على أسس وقيم ( أخلاقية ) بحته.. وهي قيم ( التسامح والتصالح ) . واعتقد , بل واجزم ان هذه الثورة لو قدر لها – لا سمح الله – أن تنحرف عن أسسها وقيمها الأخلاقية إلى أسس وقيم أخرى مخالفة لقيمها الأصلية , فان ( الفشل الذريع ) سيكون النتيجة لطبيعية لهذا الانحراف .



في هذا السياق .. أراى من المهم التأكيد على حقيقتين هامتين تتمحوران حول الحقيقة الرئيسية الأولى التي تحدثنا عنها في الأسطر السابقة, وتفيد الأولى منهما في أن غياب ( الأخلاق ) عن ( الفعل والفكر ) السياسي – بشكل أو بآخر - خلال التجربة الجنوبية الأولى في بناء الدولة المستقلة قد تسبب بشكل رئيسي وفاعل في جميع تلك الآلام والكوارث والعذابات والإخفاقات والانتكاسات الجماعية التي شهدها الجنوب ودفع ثمنها ولازال حتى الآن .



وأما الحقيقة الثانية تفيد بأن السر في ارتكاز هذه الثورة على أسس وقيم أخلاقية يعود إلى إدراك ( شعب الجنوب ) بنخبه السياسية إلى فداحة غياب ( الأخلاق ) في التجربة السابقة وعواقبها الوخيمة , فاختارت كضرورة وطنية ملحة أن تدشن بداية الثورة الجديدة ب ( ملتقيات التسامح والتصالح ) .. وهي لقاءات ( جنوبية – جنوبية ) تعتبر نقيضه تماما لجميع ما سبقها من مرتكزات وقيم لثورات جنوبية سابقة لم تثمر ولم تؤتي أكلها كما ينبغي ,او كما كان يتوقع من قام بها , أو عمل عليها باعتبارها ثورة وطن .



نذكر بهذه الحقائق في هذه المرحلة الحرجة .. ونشدد على ان التخلي عن ( الأخلاق ) في الفكر والفعل السياسي في هذه المرحلة من قبل اي طرف من الأطراف حتى ولو لم يكن يعلم بأنه يقوم بذلك , سوف ينتج عنه – بكل تأكيد – إعادة الحياة إلى بذور قديمه في تربتنا الوطنية , عملنا على اقتلاع أشجارها من جذورها خلال المراحل السابقة لهذه الثورة , وعلى هذا الأساس فانه من المهم ومن الواجب الوطني ان نمارس العمل السياسي بوسائل الحاضر لا بوسائل وأدوات الماضي , وان نتعلم من ماضينا ونجعل من مسببات أخطائنا الجسيمة في الماضي مذكرة حاضرة بشكل يومي أمام أعيننا .



وإذا أردنا إن نقترب من الحقيقة أكثر ونكون أكثر صراحة ووضوح , تأسيسا على ما سبق , مع تأكيدنا المطلق بأن الجنوب ملك لجميع أبناءه بدون استثناء , وانه من حق اي طرف جنوبي ان يعمل في ساحة النضال الوطني من اجل التحرير بوسائله ومفاهيمه الخاصة , وتلك أيضا من القيم ( الأخلاقية ) التي ننادي بها , فإننا لا نعتبر ان ( استغفال ) القوى السياسية الوطنية الجنوبية تحت مظلة أهداف ومرامي عزيزة -كوحدة الصف مثلا -, وجر الجميع تجاه تلك الأهداف ( لمجرد جرهم ) في حين يتبنى ( البعض ) أهداف إستراتيجية أخرى , وربما مشاريع سياسية تتقاطع تماما مع مشروع الاستقلال , يعتبر من وجهة نظري فعل سياسي يرتقي إلى مرتبة الاغتيال المتعمد لقيم الثورة الجنوبية الحالية .



من حق أي فصيل سياسي أن يعمل في الساحة كما يشاء , وان يطرح برنامجه كما يريد , وان يحاول بشتى الطرق والوسائل استقطاب الجماهير إليه حتى وان كنا في غنى عن هذه العطايا الديمقراطية حاليا ... لكنه ليس من حق أحد ان ( يعلن ) شئ و ( يبطن) شئ آخر !! ... أن يظهر أمام الجماهير في إطار سياسي معين في حين انه في جوهر الأمر يجير هذا الإطار الوطني الكبير لخدمة ( حزب ) آخر .. ان يعلن برنامج سياسي في العلن , ويقول انه يتبع قيادة هذا الكيان في حين ان لديه برنامج سياسي آخر ويتبع ( قيادة أخرى ) لا علاقة لها بثورة الجنوب او حراك الجنوب ... هذه كارثة.



والكارثة الأكبر ان هذا ( الفعل غير الأخلاقي ) ينتج عنه إذابة مكونات سياسية وطنية دون ان تعلم !! والتغرير حتى بقياداتها ودفعهم جريا إلى تلك الأهداف النبيلة ( المعلنة ) في حين ان الهدف الرئيسي خلاف ما هو معلن !!



قد يبدو هذا الكلام مربكا للبعض , أو غير مفهوما للبعض الآخر , وربما لا يستصيغه الكثير , ولكنني أقوله بعد ان توصلت إلى ( يقين ) بحقيقة ما تحدثت حوله , وعلى قدر ما كنت شخصيا غير مدرك لحقيقة ما يحدث , فقد كنت مدافعا ومنافحا في الاتجاه الخاطئ . ولكن حينما يتعرف المرء على الحقيقة – حتى وان كانت مرة – فليس أمامه بد من مواجهتها والحديث عنها بكل وضوح وصراحة , وعلى الذين نتحدث عنهم في هذا المقال واجب ( قطع الحبل السري ) الذي يوصلهم بغير ( إرادة الثورة الجنوبية ) وأمام الملأ ... عليهم ان يفعلوا ذلك اليوم قبل غدا , وأتمنى ألا يتأخروا في ذلك حتى لا يأتي اليوم – الذي لا نتمناه لهم – وتنتصر ( ثورة الأخلاق ) على سواها من الترهات .. ويكونوا هم أول ضحايا ( ثورة الأخلاق ).





أحمد عمر بن فريد


اولا نحيي بهذ المناسبة الاستاذ القدير ، أحمد عمر بن فريد ، وهو بلا شك صوت جنوبي مخلص ويتمتع بالموضوعية والرزانة حيال قضايا الخلاف الجنوبي الجنوبي بشكل خاص ، وهي المرة الأولى التي يكتب فيها بهذا الاسلوب في مقاله هذا ، إذا أنه يحرص دائما ان يلملم الأمور والخلافات الى شكل من التواصل والتوافق بين ابناء الوطن الواحد والثورة الوليدة .
وما تفضل به في مقاله ليس بالشيء الجديد على الساحة الاعلامية الجنوبية ، ولا على الرأي العام الجنوبي ، فمضمون المقال يتداوله الجميع كقضية مطروحة في هذه الساحات ، ولكن الجديد والمفاجأة هو ان يأتي هذا الطرح من شخص مثل أحمد بن فريد ، باعتباره كاتب حصيف ومـتأني لا يحبذ كما اسلفنا إثارة الزوابع على صفحات الصحف او المواقع الالكترونية ، ويفضل التعامل مع مثل هذه الاشكاليات بالحوارات والتواصل المباشر مع المعنيين بهدف الخروج الى توافق وتقارب يضمن استمرار الاصطفاف والتنسيق بين كافة أطراف النضال الوطني ، ويضمن بالتالي مواجهة التحديات الكبرى التي يدبرها النظام اليمني ضد الانتفاضة الشعبية الجنوبية .
ولفترض جدلا ان ما جاء به بن فريد أنه أمر حقيقي وأنه ( علم اليقين ) كما وصفه ، وأنه لم يكن يكتب ويخوض في مثل هكذا قضية لولا تأكده من وجود مثل هذا المخطط الخطير . فهل وجود مثل هذا التيار ( المبصر الكفيف ) الذي جنحت أخلاقياته الوطنية وأدبياته النضالية وضميره الى مزالق تناقض تطلعات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال ، سوف يهدد وجود القضية لا سمح الله ويقضي على كل بارقة أمل لاستمرارها ؟ طبعا لا ، مع التسليم ان مثل هذا التوجه الغادر والماكر يضر بالقضية الاساسية الجنوبية ويبعثر الاوراق ويؤخر رحلة مسيرة النضال الجنوبي في الوصول ال الهدف المنشود ، إلا انه لن يتمكن في اسقاط المشروع الوطني الجنوبي الذي يحمله كل مواطن جنوبي سحقته إفرازات ونتائج وحدة مايو 1990م ، ولكن المبادرة الى فضح هذا التيار في هذا الوقت المبكر نسبيا يخفف من وطأة الكارثة اذا ما سكت عنها أصحاب القيم الاخلاقية ( الكفيف المبصر ) حتى نكون عندئذ قد غرقنا في بحر الخديعة الكبرى ، ومع ذلك يتطلب الأمر تحري الدقة والمصداقية والمصلحة الوطنية والصراحة حتى نكون في مواجهة الحقيقة وجها لوجه دون أي غموض او التباس ، وبذلك يكون الجميع في عذر من مواقفهم في سبيل فضح واسقاط هذا التيار وهذا التوجه الماكر ، وسوف يرفضه شعب الجنوب بقوة ، ولن يغفر شعبنا لهؤلاء وسيسقطون حينذاك سقوط الأبل .
وفي كل الاحوال ، أمام هذا المشهد الذي فجره الاستاذ بن فريد ، نتوقع ما يلي :
1- تأكيد أو نفي من الاستاذ بن فريد عن ما تضمنه المقال المنسوب اليه .
2- تداعيات المقال سوف تفرز ردات فعل وتصريحات سياسية من هذا الطرف او ذلك وخاصة ممن تشير اصابع المقال اليهم .
3- توجس وحذر لدى المراقبين والمتابعين وأنصار الحراك ، وخاصة من الجمهور العريض الذي يمثل شعلة الشارع الجنوبي ، ويشكل وقودالثورة الجنوب .
4- حالة من اللغط العام والفهم الملتبس لدى العامة يستمر ذلك لعض الوقت حتى تتكشف الامور بشكل واضح بعد ان يحتدم الجدل والمصارحة بل والمفاضحة ايضا .
5- نتوقع وقوف الشارع الجنوبي مع القضية الجنوبية الاصيلة ومع حاملي مشروع الجنوب الواضح والمنضبط الملبي لطموحات الجماهير وتضحيات الشهداء والجرحى والمعتقلين.
6- سيجد (الكفيف المبصر ) أن عيونا قد تفتحت وابصرت ، وميزت الالوان والاشكال ، وسواعد امتدت وعاضدت الحق ودحضت الباطل ، هي عيون الاخلاق والضمير ، وسواعد الرجال الاوفياء لقضيتهم .
قد نتأخر بعض الشيء ، لكن خير من لا نصل أبدا .

التعديل الأخير تم بواسطة الرأي العام ; 2009-09-25 الساعة 12:59 AM
الرأي العام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس