[الرأي العام]

الاخ الصيعري ، السلام عليكم ورحمة الله
اشكرك على تفضلك في استعراض بعض الملاحظات حول مشروع البرنامج السياسي لمجلس قيادة الثورة السلمية ، كما اسميتها في عنوان موضوعك ( قراءة مستعجلة .. )
ويسعدني ان أبادلك الحوار والرأي بهذا الموضوع ، وسوف احاول ان يكون منطلقي هو الموضوعية في الطرح والمجرد من اي تحيز او تعصب لجهة بل للحقيقة فقط . وأتمنى ان نكون دائما كذلك .
بداءة دعني أشير الى مسمى البرنامج هو (( مشروع البرنامج السياسي لمجلس قيادة الثورة الجنوبية السلمية )) وبذلك فإن الوثيقة لا زالت بمثابة ( مشروع ) قابلة للدراسة والبحث والتعديل بالاضافة او الحذف او ...الخ . سواء سيتم ذلك داخل إطار مجلس قيادة الثورة باعتبارة كيان سياسي قائم بذاته أو ضمن كيان أوسع يتم فيه مشاركة بقية المكونات الجنوبية ، كفكرة لازالت قائمة ودعوة مفتوحة لكل الكيانات للالتقاء والتحاور والاتفاق حول شكل الاتحاد بينهم ، سواء بطريقة الاندماج او ريق الالاتحاد الجبهوي او اي شكل من اشكال التوافق حتى نخرج من هذا المازق الذي يحاصرنا جميعا .
1- تعليقك على الفقرة الاولى :
فقد تجسد بالفعل توحيد القيادة السياسية لثورة شعب الجنوب السلمية في 9/5/2009م في مدينة زنجبار وإعلان قيام ( المجلس الأعلى لقيادة الثورة السلمية الجنوبية ) لقيادة ثورة الجنوب الشعبية السلمية بقيادة المناضل \علي سالم البيض الرئيس الشرعي لدولة جنوب.
أرى انها لم تعد تعبر عن مضمونها ولا تطابق الواقع في الوقت الحاضر ، بسبب عدم توحد الكيانات السياسية جميعا في إطار مجلس قيادة الثورة كما كان مأمولا ، وفقا لاعلان يوم 9 مايو 2009 في زنجبار ، رغم ما حظي به اللقاء من زخم وحماس كبير وتمثيل جيد من معظم المكونات وعلى رأسها المجلس الوطني الاعلى ، ولكن كان ما يعيب هذا المؤتمر ( اذا جاز التعبير ) هو التعجل والمفاجأة دون التريث والنظر الى كافة القضايا ، ولذلك أدرك البعض هذه الكبوة بسرعة وبدأ التراجع كلٍ الى موقعه وهيئته والتنصل من هذا اللقاء .
2- الفقرة التالية :
أن مجلس قيادة الثورة السلمية الجنوبية ، هو القيادة السياسية والشعبية الجنوبية المعبر عن حق شعب الجنوب الشرعي و العادل في النضال من اجل التحرير من الاحتلال العسكري الهمجي المتخلف ( الجمهورية العربية اليمنية ) ويقود نضال شعب الجنوب ، لنيل الاستقلال واستعادة دولته الوطنية ذات السيادة على كامل ترابها ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) سوف يؤدي مهمته التاريخية في قيادة النضال السياسي السلمي حتى تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي الوطني المشروع لشعب الجنوب الأصيل .
ايضا لم تعد هذه الفقرة صالحة الآن لأن تكون معبرة عن مجلس قيادة الثورة بصفته الحالية لانه الى الان لم يكن القائد الوحيد لنضال الشعب الجنوبي ، ولكن يمكن ان يعبر عن مضمون هذه الفقرة باعتباره إحدى الكيانات السياسية فقط .
وهنا اود الاشارة والملاحظة للاخ الصيعري ، الى ان تناولك بالتحليل لهذه البنود لم تضع مضامين المشروع في سياق الظروف والوقت الذي وضع فيه المشروع وكذلك مقتضيات الفكرة العامة لتوحيد الحراك الجنوبي .
وكان يغلب على تحليلك اسلوب الاصطياد والتأويل الخاطىء بهدف التشوية باعتبار ان الخلاف الان قد وصل مرحلة متقدمة من الحدة والمناكفة والمزايدات ايضا ، وهذا أمر يؤسف عليه ، نسأل الله للجميع الهداية الى طريق الحكمة ، ( ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) .
وأرى ان نشر مثل هذا المشروع يعد فرصة لطرح جميع البرامج السياسية لكل من يهمه اللقاء والحوار وطرحها جميعا على طاولة النقاش والخروج بتوافق حول برنامج موحد يعبر عن رؤى كل الجنوبيين .
وبذلك نقطع الطريق أمام المزيد من التأزم في العلاقة بين هذه المكونات ونبذ التعبئة كلٍ ضد الآخر .

3- من الناحية النظرية والمفهوم السياسي لنصوص بقية الفقرات التي أوردتها اخينا الصيعري ، كانت تعبر بشكل سليم عن طموحات النضال الجنوبي ضد دولة الاحتلال ، ولكن ندعو مجلس قيادة الثورة وبقية التيارات الى ترجمة هذه المفاهيم الى ممارسة على الواقع ، ضمن برامج عمل مشتركة سواءً كان في ظل قيادة موحدة يتم التوصل على شكل من اشكال التوحد او الائتلاف او الاتحاد أو حتى مجرد التنسيق الممنهج فيمنا بينها وهذا أضعف الايمان .