عاشق تراب الجنوب
في نهاية السبعينيات الميلادية من القرن العشرين ظهر في العاصمة الفرنسية ثائر يقال له آية الله الخميني ، وأعلن ثورة إسلامية في إيران وأسقط الشاه ، واستخدم الرعاع والحمقى والجهلة ليخرجوا إلى شوارع طهرتن والمدن الإيرانية حتى نجحت ثورته واستقر الأمر له ، وهذه إيران إنموذج سيء بين الدول في الشرق الأوسط بل في العالم فلم تكمل إيران بعد ثورتها سنوات ثلاث حتى دخلت في حرب طاحنة مع العراق ، بل الأهم هي الأيدلوجية الإيرانية التي هدفت فيما بعد الثورة إلى تصديرها إلى خارج حدود إيران ، وبلغ بالثورة الإيرانية حدود لا يمكن بحال من الأحوال القبول بها عندما بلغت أحداث حج العام 1407 هـ حدود التطاول على الحرم المكي وفي الشهر الحرام ...
هي ثورة هكذا يسمونها ، ثورة جاءت بالشر ، وجاءت بالأحقاد ، حملت الخطايا على الخطايا ، وها هو العالم الإسلامي منقسم على واقعة كربلاء بين سنة وشيعة وكل يؤجج نار المعركة في نفوس أتباعه لحرب قد تأتي وقد لا تأتي ...
ليس من خطأ ما في قراءة الخطأ ، وبالأعتراف به ، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ( كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ) ، هذا ما نجتمع عليه اليوم خطيئة حدثت في 14 أكتوبر 1963م وسميت ثورة قادت الجنوب العربي إلى جريمة الجرائم السياسية إلى جر الجنوب العربي إلى الجنوب اليمني ، هذا ما جاءت به الثورة لأنها لم تكن غير تآمر على مشروع استقلال الجنوب العربي ، هذه حقيقة لا يمكن طمسها والالتفاف عليها هذا هو التاريخ ...
مات من مات ، وقتل من قتل ، رحم الله القتلى فهم يبعثون على نياتهم ، منهم من أعتقد أنه يقاتل لإخراج الانجليز ، ومنهم من قاتل وهو يعرف بأن الأمر ذاهب إلى يمننة هذا الجنوب العربي ، ومنهم من ناضل من أجل هذا الجنوب العربي أن يكون حراً بين أحرار العالم وفق مقرارات هيئة الأمم المتحدة بقرار الحادي عشر من ديسمبر 1963م وإقرار بريطانيا العظمى بالجلاء بالتاريخ المحدد في التاسع من يناير 1968م ، وليس كما جاء في 30 نوفمبر 1967م ...
من يريد استعادة الماضي الكئيب هم من يجرون القضية اليوم إلى خزيها وعارها ، لماذا نذهب إلى الفجور والرذيلة ونحن ندرك أن استعادة دولة ما قبل 22 مايو 1990م ما هو غير استعادة الجهل والظلم والقتل والسحل ، لابد أن تتشكل إرادة وطنية صادقة على استعادة الجنوب العربي على ما قبل الثلاثين من نوفمبر 1963م ، هذه أساس القضية الجنوبية العربية ، سيراعى لهذا التكتيكات السياسية لكن تحت بنود ملزمة للقيادة السياسية العليا التي عليها فقط أن تحقق ما جاءت به نصاً في بيانها السياسي الصادر بتاريخ 21 مايو 2009م ثم عليها التنحي عن السلطة ، بل الذهاب إلى أبعد من ذلك بتصفية الحزب الاشتراكي كاملاً وإعلان البراءة من كل تاريخه وعليه تبنى الدولة السياسية عبر كوادر جنوبية عربية مسئولة ومنتخبه من قبل الشعب ...
نعلم أن موعد أكتوبر ونوفمبر هي مواعيد دقيقة لابد لها وأن تكون الطاقات مسخرة لمحاربة هذه المواعيد التي أيضاً هي مواعيد لظلم الجنوب العربي وتأكيد صريح أن لا إعتبارات لمن نهبت ممتلكاتهم ومن قتلوا وسحلوا من العلماء أولاً ثم من كل أفراد الشعب الذين قدر لهم أن يقابلوا الشياطين التي خرجت تعيث بالجنوب العربي فساداً ...
لسنا وحدنا في هذا السياق تستطيعون تلمس هذا التوجه الفاتر تجاه الحراك من عدد كبير من مناطق الجنوب العربي فالكل أصبح متوجس خيفة من ما يجري منذ ظهور البيض ، ومنذ خروج الوجه العفن للوثن علي ناصر محمد الذي لا يريد استقلالاً للجنوب العربي إنما يريد دولة وحدوية لا يوجد على رأس هرمها علي صالح ، لن يذهب الجنوب العربي إلى غاية الاستقلال وفق منهجية ضالة إطلاقاً بل سيهزم عند أصغر مواجهة حقيقية على الصعيد السياسي ، تفريغ الوطن لصالح مشروعات واهنة هو رهان السلطة في صنعاء وهذا للأسف ما يذهب إليه الغالبية الساحقة ...
وبما أنكم أحد المشرفين لن نلومكم على حذف مقالاتنا ، فمن يريد أن يقرأها يعرف أين يجدها ، الأهم أن تتعلموا وأنتم في سياق الأشراف على ساحة سياسية وجدت للحوار وللرأي كيف تحيطون بالطبقات الفكرية والسياسية التي تاتيكم دونما الدخول في معارك تجعلكم في موقع الواقفين مع دولة الظلم المنحورة ، هنا راعوا أنكم على ثغر للوطن إن كنتم تريدون الوطن الجنوبي العربي ، أما غن شئتم غير ذلك فهذا خياركم ...