2009-09-12, 10:48 PM
|
#143
|
قلـــــم فضـــي
تاريخ التسجيل: 2009-06-01
المشاركات: 1,191
|
ليس العيب ان نكون مؤيدين لشخص ما نتيجة عدم المعرفة الكاملة لهدفة
لكن كيف نكون بعد ان يتضح نهجة وتلاعبة بالكلمات
نكون لقوياء ونعترف بخطاءنا
ام نكابر ونسير في الخطأ
اليكم احد مواضع ابوعمر:
إلى معشر الأساتذة الحضارم ...
مقدمة ...
ولكأن الدنيا تتهيأ في هذه الألفية الثالثة لحضور الأمة الحضرمية على أرضها ...
لا أخال حضرمياً هذه الأيام يكاد يخلو حديثه عن حضرموت تاريخاً ومهداً وحاضراً وقادماً ، حالة الشعب الحضرمي في الوطن والمهجر حالة خاصة جداً فيها تتدافع الأفكار حتى تلكم الأفكار التي طالما دفنها الحضارمة في أفئدتهم كالدولة والاستقلال وحتى مفردات الخصوصية الفردية والجماعية للحضارمة ، فثمة دوافع جمة نحو حالة الإثراء المتفردة خلال هذه الفترة والتي تزايدت مؤخراً منذ بدء حراك عاصمة حضرموت المكلا في الفاتح من سبتمبر 2007م وإن كانت فترة ما بعد عرض برنامج ( هجرة الحضارم ) في منتصف مارس 2008م وما تلاها من إبراز للحضارمة وادوراهم في المهجر السعودي خاصة هو الصفة الأكثر حضوراً في هذه الأيام ...
البارحة التقيت تاجراً حضرمياً ممن جاءوا إلى المملكة السعودية لا يملكون إلا حضرميتهم ، كان على غير العادة التي عرفته بها منذ سنوات ثلاث ، تحول صاحب الستين عاماً إلى أشبه ما يكون بالكتاب الذي يسرد التاريخ الحضرمي القديم منه والجديد ، بل أنه يستقرأ التاريخ الحضرمي القادم بنبرة النصر المنشود وتحقيق نبوءة شيخان الحبشي والجابري باستقلال الوطن الحضرمي على الأرض الحضرمية ...
هذه النزعة الحضرمية الجامحة المحبة لوطنها الحضرمي بخاصة هي النزعة التي طالما طالبنا بحضورها علانية دونما مواربة أو خشية من المحيط ، وإن كنا نعلم بما يملىء المحيط من شرور وأحقاد غير أننا معشر الحضارم نقف اليوم على مفترق طرق ، فبينما يشعر اليمنيين أنهم في حضرموت الأرض مجرد محتلين لا ينتمون لها ولا هي الأرض تنتمي لهم ، وبينما أيضاً يشعر الجنوبيين يمنيين كانوا أم غير ذلك أنهم في حضرموت مجرد نكرات لا خير فيها ولا رجاء منها ، تتعاضم حضرموت وطناً وذاتاً وقدراً بيد أبنائها الذين اطلق عليهم الأستاذ نجيب الزامل ـ الأساتذة الكبار ـ ...
في هذا الخضم تكاد حضرموت الوطن تنشد من الجيل الحضرمي الإمساك بطريق الوصول إلى حضرموت دونما العبور فوق الأسلاك الشائكة ، أعني تحديداً حق حضرموت الوطن في الاستقلال ، حق مشروع ولا ريب ، حق مطلوب لأبناء الوطن الحضرمي لوطنهم الحضرمي ، إرادة الأمة الحضرمية هي سبيل الحضور الطبيعي في سياق التاريخ الأممي ...
كثير من حضارمة المهجر وجدوا في حضرميتهم مؤخراً إرثاً لا يمكن أن يقدر ، إرث يفوق إرث الأشقاء العرب ، إرث كحضرموت ذاتها يحمل من التاريخ الكثير ومن الحاضر الكثير وحتى من أفاق المستقبل الكثير ، خصوصية الإنسان الحضرمي هي وحدها حالة ثراء كبير وغني جداً ، حضارمة المهجر أو كما يطلق عنهم ( الموالدة ) وجدوا أنفسهم أخيراً أمام الخصوصية التي طالما وصفها الخصوم عندما نصفها بأنها عنصرية لن تفي الأمة الحضرمية شيء يستفاد منه ...
كم تمنيت ومازلت أتمنى أن تدرس الحالة الحضرمية من خلال ( الموالدة ) الحضرميين ، فماذا لو نجح الدارسين والباحثين في قراءة نجاحات باكثير الأديب العربي الحضرمي الكبير من ناحية الجذور الحضرمية ، حتى ابن خلدون وغيرهم كثير من رموز حضرموت الثقافية ، دراسات كهذه ستثبت أن الجينات الحضرمية هي سر من أسرار الخصوصية التي تؤدي في غالب حالة الحضارم إلى نجاحات فردية وجماعية في عموم المجتمعات التي خالطوها ...
هذه الخصوصية لا تعني عنصرية بمقدار ما تعني حاجة الحضارمة إلى مواكبة الأشقاء العرب في مباهتهم وفخرهم بما يكتنزونه من ميراث حضاري وتاريخي ، في بلاد الشام مثلاً اهتم جيل الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين الماضي بحصر كتابات أبناء المهجر الشامي وتحديداً الفلسطيني والسوري واللبناني الذين عبروا إلى الأمريكيتين ، وعلى الرغم من أن أبناء الشام لم يتركوا أثراً فعالاً في تلكم المجتمعات إلا أن ميراثهم يساق لنا وكأنهم أساطير غزت الغرب وجندلت وحاربت وحكمت ونقلت ثقافة الشرق إلى الغرب في حالة تفسر فقط مدى غاية التأصيل لفترة يعتبرونها مؤثرة وهي غير ذلك ...
في جانبنا الحضارمي إهمال ولا مبالاة بميراث أعرض وأشمل ، بل ان شهادات أشقاءنا العرب في نجد والحجاز والخليج العربي خاصة هي أعمق مما كتب الحضارمة أنفسهم عن ميراثهم ، وعن احتواء هذا الميراث ، فالحضارمة الذين أثروا بحق في مجتمعات الشرق الآسيوي والوسط الهندي والشرق الأفريقي هم أكثر الشعوب تاثيراً في الآخرين ، وإن كان الشاهد فتح الشرق إلى دين الإسلام والزج بما يقدر ثلث المسلمين إلى حاضرة الإسلام ، فإذا كان هذا شاهداً على تأثير الحضارمة فهذا يعني أننا بحاجة إلى عشرات ألوف من الباحثين والدارسين والمختصين لحصر مدى التأثير الحضرمي ناهيك عن ما مثله هذا التأثير في الإنسان الحضرمي ...
تجربة الإنسان الحضرمي تجربة هي الأكبر من نوعها في التاريخ البشري ، تجربة تشد القارىء لها والمتتبع لأدق تفاصيلها إلى هذا الإنسان المملوء بالتواضع والوفاء والأمانة ، تفاصيل الحضرمي هي حالة بذاتها تستحق الاستقراء ، وتستحق الإثراء أيضاً ، ولن نذهب بالملامة إلى أحد بمقدار ما نذهب بها إلى الحضارمة أنفسهم الذين تخلوا عن دورهم في التدوين لتاريخهم وماضيهم ...
إن حالة الانتشاء هذه الأيام هي حالة يجب أن تستثمر لأجل حضرموت الوطن والأمة ، الاستقلال السياسي سيأتي طواعية متى ما وجد الجيل الحضرمي الحاضر الوقت لجمع التاريخ وتأصيل ذلك التاريخ وانتزاع الحقيقة لأجل حضرموت ولأجل الجيل أكان هذا أو القادم ، فمتى ما وجد الشعب تاريخه بين يديه فأن وطن الأساتذة الكبار سيكون كبيراً حراً للأمة الحضرمية ....
للمزيد من مواضيعي
|| المصدر : ملتقى الحوار العربي || الكاتب: بوعمر
الرابط:
http://www.hdrmut.net/vb/t268210.html
|
|
|