قصيدة رثاء الشهيد القائد وسيف الجنوب الحاد:
(منير اليافعي أبو اليمامة)
للشاعر:
@أبو تمام الغزالي الردفاني@
ليل والليل خيّم في بلادي وطوّل
والحزن والألم يجتاحنا كل ليلة
كلما قلت يرحل جائنا ليل أليل
لين جسمي نحل والروح صارت عليلة
حين قالوا كليب اليافعي قد ترجّل
جائه الغدر من جساس واضحى قتيله
وينه الزير سالم أبّ ليلى المهلهل
قلّه الثار واجب ضد قوم الجليلة
اليمامة تريد كليب حيّاً مُبجّل
ما تريد الدية أو ألف ناقة بديله
حان وقت المشهّر في الملمّات يصهل
وينه الزير يسمعنا نغم من صهيله
يرحمه ربنا كم كان قايد مفضّل
كان حلمه وطن يبدو بحُلّه جميلة
كان حلمه يغادر كل غازي ومحتل
من عدن لاسقطرى لابلاد المسيلة
كان صمصام صارم حاد قاطع وفيصل
العدو يرتجف منّه ومن نقع خيله
كان يبتر أيادي الزّيف من كل مفصل
كان يدعس على اصحاب النفوس الذليلة
كان صنديد فارس عن بلاده يقاتل
كان ضرغام ما يخشى علي باثعيله
كان نبراس أمن العاصمة والمخوّل
بجتثاث الخلايا المجرمة والدّخيله
كم وكم في ربوع الأرض قاوم وناضل
في العند في بله داخل شوامخ نخيلة
في عدن في رُبى أبين له المجد سجّل
في قمم يافع الشّما وأرض الجليلة
في بلاد الفداء ردفان من عهد أوّل
جانب ذئابنا الحمراء أشعل فتيله
عاد يافع بلاد السيف والضيف تحبل
بالرجاجيل من (مالك) و (قاصد) أصيلة
عاد في أرض حمير ناس ماتقبل الذّل
ناس ترفض ولو لحظات تبقى ذليلة
ناس لو صرّحت بالقول لابد تفعل
ناس تاريخهم كالبدر ساطع بليله
يهتدي بعزّهم من تاه في الدرب أو ضل
نسل حمير بهم أفخر ونعم القبيلة
إن أتى الضيف قالوا له هلا بك تفضّل
وان اتاهم عدو أو خصم ياويل ويله
خيلكم يارجال العز قد حان تصهل
والشعب معكم لأخذ الثار ما في بديله
نجعل الخصم يتجرّع مرارات حنظل
يحترق في حمم نيران حمرا شعيلة
ألف رحمه على فارس مخضرم تجندل
عند رب البشر في جنته هو نزيله
أسأل الله له في جنة الخلد يجعل
مسكنه في رياض الحور ضلّه ضليلة
ختمها بالنبي المختار هو خير مرسل
سيد الأنبيا رب البشر قد رضي له
|