عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-08-28, 03:24 PM   #64
المهندس
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-27
المشاركات: 3,730
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوعمر مشاهدة المشاركة
إلى الضالع .. الموقع









مقدمة :
الاجتهاد بذل الجهد في طلب الأمر
ابن الأثير





تذكرت نيوتن ، وتحديداً القانون الثالث عندما تقدمت ردود الأفعال حول مفهوم يراد له أن يخبو ، وأن يتجاوز عنه تحت بند ما يسمى ( رص الصفوف ) أو ( الاصطفاف ) ، ولست هنا ضد ردة الفعل فهذا أمر متوقع بل هو ملموس ليس فقط من خلال رواد المواقع في شبكة المعلومات العالمية بل حتى من طبيعة المجادلة في الواقع المعاش ...

تحت بند ( لا صوت يعلو فوق صوت الحزب ) ضاعت بلادنا ، بل جردت البلاد والعباد من هويتهم لصالح الهوية اليمنية ، تحت حكم الماركسيين وأصحاب الأهواء وحتى المتخلفين والساقطين الضائعين جير الجنوب العربي أرضاً وشعباً وتاريخاً تحت سلطة الحزب الكافر ، وسير الجنوب العربي نحو اليمن دولة وتاريخاً وقادماً من أيام نحياه اليوم ، فينا من يزعم بالتحرير ، وفينا من يزعم بالغواية ، وفينا من يركب الموجة بعد الأخرى ...

عندما ظهرت الجبهة القومية في العام 1966م بإعلان ميثاق تأسيسها كان الجنوب العربي قد نال من هيئة الأمم المتحدة في العام 1963م قرار الاستقلال ، بل أن بريطانيا قد أعطت وعداً بالجلاء محدداً بتاريخ الثامن من يناير 1969م وبرغم هذا ظهرت ثورة 14 أكتوبر وركبت الجبهة القومية موجة الثورة المزعومة ، وذهب الجنوب العربي إلى ضلال ما بعده ضلال ...

كيف نجحت بريطانيا واليمن ومصر في خياطة المؤامرة على الجنوب العربي ..؟؟ لابد وأن هذا الأمر يتجاهله الكثيرين ويفضلون تسجيل العموميات وتدوين ما حدث تحت بند التآمر الدولي دونما البحث عن البند الصحيح الذي يذهب وغن غضب من غضب إلى الجهل المركب ، إلى العقول الفارغة من ما يحيط حولها ، تلكم العقول كانت على أجساد قوية تعرف كيف تحمل البندقية ، وتعرف كيف تضرب بالبندقية ، ولكنها لا تعرف أين توجه البندقية ...

الجهل ولا شيء غير الجهل هو من قاد الجنوب العربي إلى مقتله الأول يوم سيق إلى مجزرة التاريخ ، هنالك جلد الجنوب العربي وزج به في قارعة التاريخ ، أقتات الوطن أقوام ضنوا أنهم بشجاعتهم وقوتهم إنما يأخذونه إلى الحرية والاستقلال وهم إنما أخذوه إلى مجزرة مازال بعض الجزارين أحياء ، ومنهم من أرث الجزارة عن أبائه فضنوا أنهم على الصراط المستقيم ...

كفى ..

يكفينا ما يزيد عن أربعة عقود مضت ، أخفيت القضية ، وزور التاريخ ، وانتهز من انتهز فترة الغي القاتمة ، يكفينا ما ذقنا وحان الموعد ليتحرر الجنوب العربي من ما سكن فيه غواية ، حان الوقت للمعرفة ، لنعرف تاريخنا الجنوبي العربي كما هو ، لنتحدث بلغة صحيحة ليتعلم من مازال في الظلام يعيش ويركض ويريد أن يثور ...

حان الوقت لنعرف ما هي القضية الجنوبية العربية ، ليس عيباً أن نتعلم ، بل العيب أن نرفض التعليم والنور تحت راية شق الصفوف ، وأين هي الصفوف ..؟؟ ، هي مشقوقة من رأسها الأكبر وحتى أصغر أبناء الجنوب العربي كل على غير هدى ، هل توجد صفوف حقيقية أم هي اجتهادات فيها الإصابة وفيها الخطأ ، وما أكثر الخاطئين ، والخالطين ...

في موقع ( صوت الجنوب ) وجه أحدهم نقداً لاذعاً إلى قادة التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) ، فإذا بمسئولي الصفحة السياسية يدقون الموضوع اللاذع بمسمار ويثبتونه على رأس الموقع في خطوة جديرة بالإشادة لأنها حملت تصرفاً جد تاريخي في مرحلة تعج بأحاديث التاريخ المزعوم ، والتاريخ المصلوب ظلماً وعدوانا ...

شيء من القدرة على احتمال تبعات التاريخ لا يعني شقاً للصفوف المشقوقة أصلاً ، وشيئاً على الثقة في القدرات يعني مزيداً من صلابة الوطن في مواجهته الحتمية المقبلة ، فالمعرفة جزء من النصر وإلا عدنا إلى اليمن الجنوبي ، وأعدنا الحزب المقبور ، وصفقنا للأوثان التي تسمى بالرموز ...

أحياتاًكثيرة يضطر المرء أن يلملم جراجه ويهرب من ماضيه راغباً في نسيانه خاصة حينما يكون الماضي عبئاً ثقيلاً وصوراً قبيحة وذكريات مشوهة ، فينطلق هارباً طالباً ملاذاً جديداً مختارا رحمة البعد عن كل مايذكره بذلك الماضي القاسي

لكن ـ ـ ـ أحياناً يظل طعم الماضي يحرق بمرارته الحاضر والمستقبل حين تضيق نظرة الإنسان فلا يعود يبصر غير الدروب الضيقة والمسافات المظلمة المضنية والنهايات الدامية المخيفة التي تملأ زواياها ظلال سوداء كئيبة

ناسياً أن الحياة يجب ألا تتوقف عند محطة واحدة

لأنها فعلاً ـ ـ ـ لاتقف عند محطة وتنتهي ، بل هي قطار مندفع ينقلنا من محطة إلى آحرى ومن موقف إلى آخرومن سعادة إلى شقاء ، ومن دمع إلى ابتسام

فكل ليل مهما طال ، لابد أن يأتي من بعده صباح مشرق ، فالحياة ليست دروباً موحشة مرهقة فقط ، بل هي أيضاً أفق واسع وبحر تتجدد أمواجه

فلماذا بعد أن يقرر الإنسان أن يهجر كهوف ماضيه الموحشة يختار أن يبني بيته من كوابيس الماضي وأشباح ذكرياته ؟

أعلم أنه من الصعب على المرء نسيان نار مستعرة تتأجج بداخله ، ولكنه حتماً يستطيع أن يحاول اخمادها كي لاتحرقه وتحرق آماله في غد جديد مختلف

وهذا لايعني أن ينسلخ من ماضيه ويمحوه من سجل تاريخه وحياته لأن ذلك ، لن يحدث حقيقة ، فالماضي بحلوه ومره جزء هام من حياتنا وفي بناء حاضرنا ـ ـ ومستقبلنا مهما كان قاسياً كئيباً ومؤلماً ، فمن لاماضي له لاحاضر ولامستقبل له أيضاً

إذا كان مهماً أن يتعلم المرء كيف يستفيد من ماضيه في بناء غد جديد يتجنب فيه أخطاء ذلك الماضي دون الإغراق في تذكر عذاباته ـ ـ وتقليب مواجعه مادام قد قرر منذ البداية أن يطوي صفحته وإلا لبقى في كهوفه المظلمه يجتر الآمه ويقتات من عذاباته ويشرب من حميم أحزانه ناسياً أو متناسياً أن الماضي لايعود أبداً وأن عليه أن يفكر بما هو آت فهذه هي الحياة ـ ـ ليل ونهار ـ ـ فصول أربعة ـ ـ أمس وحاضر وغد ـ ـ فلماذا لانعيش متغيراتها بكل ما تحمله لنا ، نستفيد من تجدد نهاراتها

فذلك حتماً سيكون أفضل واجدى من تقليب صفحات قديمه والنبش في قبور مغلقة ـ ـ والعيش في بين الركام والإطلال ـ ـ واستنشاق الرماد

وتبقى هناك كلمة

مابين ندمنا على ماض ذهب ولن يعود ، وقلقنا على غد مجهول لانعرف بم قد يجيء ، تضيع اللحظة الحاضرة

فمتى سنفيق ؟
__________________
(الشهيد البطل محسن علي مثنى طوئرة)
المهندس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس