في ذكرى نكسه حضرموت!! الكاتب بو عمر
في ذكرى النكسة الحضرمية ..
الجزء الأول
ها نحن على عتبة الثلاثين من نوفمبر 2007م ، هنا ذكرى نكسة الأمة الحضرمية ، نكسة تفوق نكسة العرب في حزيرانهم الكئيب ، نكسة الشعب الحضرمي التي شهدت تأمراً خبيثاً بين مصر واليمن والبريطانيين ليساق الشعب الحضرمي لهوية يمانية لا تمثله من أي صبغة كانت ، على أعتاب هذه الذكرى لابد من وقفة مراجعة للذات الحضرمية أولاً فهي الذائقة لمرارة النكسة والمكتوية بنارها ...
سيحتفل اليمنيين الجنوبيين بيوم الثلاثين من نوفمبر ، وقد يشاركهم الاحتفال اشقائهم من أبناء اليمن الشمالية ، لكن هل هذا يعني ان يتفقد أياً منهم حال الحضارمة في خضم مزاعمهم وخزعبلاتهم ، هنا نعود فقط ليوم الفاتح من سبتمبر العظيم الذي جاء فيه الصوت الحضرمي عالياً رخيماً مطالباً بحضرموت ، حضرموت التاريخية التي يحتفل اليمنيين بالشطريين جنوباً وشمالاً وكلهم يمن بضم حضرموت إلى يمنهم ، حضرموت هنا محك إرادة سياسية حكمت من خلالها قسراً وأدخلت في متاهات خطط لها أبالسة اليمن ومن شاركهم الظلم لحضرموت ...
اليوم ونحن على مسافة تبعد أربعين عاماً من ذلكم اليوم الكئيب الذي به دخلت حضرموت مرحلة مظلمة من تاريخها الحضاري ، ولعل هذه الأربعين فيها قليل من الأمتياز الحضرمي مقارنة بحقب زمنية أخرى تفوق فيها الإنسان الحضرمي وكان فيها مؤثراً في بيئته ومحيطه بل أنه في حقب أخرى أمتد تأثيره إلى مساحات أبعد من حدوده الطبيعية المتعارف عليها ...
القراءة في الحضارمة وفي تكويناتهم وقدراتهم ليست منهجاً فعالاً فقد اجتهد فيه الكثير من أبناء الوطن الحضرمي وحتى العربي فضلاً عن المستشرقين الغربيين ، إذن القراءة هنا ليست بالأمر المستجد والذي قد يضيف شيئاً مؤثراً في الحضارمة بمقدار ما هو مهم استنباط الواقع الحضرمي وهو يفيق من غفلة أو من خديعة إلحاقه باليمن جنوباً أو شمالاً أو اليمن الموحد ...
جدير في هذه المرحلة من عمر الأمة الحضرمية أن يتعرف الحضرمي على خصاله الذاتية ليكتشف أن الهوة شاسعة بينه وبين كثير من أقرانه العرب فضلاً عن أؤلئك الغاصبين لماهية الهوية الحضرمية وتاريخها ورصيدها الحضاري والبشري ، هنا حالة متقدمة في التفكير لتأتي الإجابات منطقية عن حالة التراجع الحضاري للحضارمة حتى وإن كان هناك شيء من الألق والتميز والنبوغ لدى الحضارمة عن مغتصبي هويتهم تحديداً ...
لسنا في موضع لنقارن الهوية الحضرمية باليمنية فنحن هنا نفقد الحضارمة أمتيازهم وهنا خطأ كبير لطالما وقع فيه الكثيرين من أبناء حضرموت ، فالمقارنة يجب أن تقترن بشعوب لها وجود حقيقي في التاريخ البشري أما أن يقارن أبناء الشعب الحضرمي حراكهم وحضورهم بمن لا وجود لهم في التاريخ البشري بل أن هذا التاريخ يثبت ضياع الذات اليمنية كلها بحقب الاستعمارات المختلفة سواء كانت الفارسية أو التركية أو الحبشية فهنا مجال يؤكد خطأ كبير في هذه المقارنة ...
على أعتاب الثلاثين من نوفمبر يجب أن يستدرك الحضارمة أفراداً وجماعات مسئوليتهم الحقيقة في الانعتاق من اليمن بكل شيء ، هنا تكمن نجاح التأسيس لمرحلة ما قبل الاستقلال ، نعم هم في الجنوب يجعجعون كما كان من قبلهم رموز الشيوعية الملعونة ، يأخذون من ما يجدون أمامهم شيئاً يصنعون به حضورهم الممسوخ ، جنوبيين نعم ولكنهم يمانيين ، هم جزء من اليمن وإن رفضوا الانتماء لليمن يضلون يمنيين شأنهم وحقهم تكوين حالهم السياسي كما يريدون لكن عليهم أن يعوا حقيقتين هامتين ، أولهما أنهم يمنيين وثانيها أن حضرموت ليست منهم وهي من كل ما هم فيه براء ...
أربعين عاماً مرت ، تعلمنا فيه الكثير ، وحان الوقت لزرع الاستقلال الحضرمي بحقيقته التي يجب أن تكون اعتبار حضرموت محتلة ليست مجالاً للمراهنة على الحصول على مكسب سياسي ما بل هذا يمثل حقيقة و واقع يجب ليس الرصد له والتمترس خلفه بل يجب دعمه والسير به قُدماً بتغذيته من المنهج الحضرمي التاريخي عبر استجماع الأفكار الأولى ودعمها بأفكار مستجدة قد تصنع في فترة ما واقع التحرير الكامل للتراب الوطني الحضرمي ...
قد يستهجن أبناء اليمن جنوبه وشماله حديثنا ، أمر في الطبيعة البشرية صحيح وصحي ، فهؤلاء فاقدين لوجودهم الحضاري ، فاقدين لهويتهم ، لا وجود لتاريخهم بغير إضافة الأكاذيب والأساطير والخزعبلات ، هذا شأنهم وقدرهم ولنا معاشر القوم الحضارمة شأننا وقدرنا في العالمين ، وليست عنصرية الانتماء للهوية والحضارة الحضرمية بل هي مكتسب لنا حق فيه شأننا شأن الشعوب الحية التي تأتي عليها حقب زمنية تخبو فيها وتسطع في حقب أخرى أنوارها ...
الذات الحضرمية هي الرهان ، والذات الحضرمية هي من يجب أن تفرض مفاهيم الحضور حتى على مسافة بعيدة من العام 1967م ، مفاهيم الحضور تبدأ بالخلاص من بقايا اليمن واقعاً ، ليس بمجرد الازدراء بل بإعادة الصياغة للمفاهيم فاليمن يمن بجنوبه وشماله وحضرموت شيء لا يمت بشيء لهذا اليمن حتى وإن كانت صياغة فدرالية يحاول بعض مروجي الدعارة السياسية سياقتها حيناً بعد آخر في محاولة جادة لتثبيط الفكرة الحضرمية ، وهنا تكمن جوهر القضية ...
على عتبة الذكرى الأربعين نتساءل ماذا خسر العالم بتواري الحضارمة ..؟؟؟ ويمكن الصياغة للسؤال ماذا قدم الحضارمة للعالم بالثوب اليمني ..؟؟؟ ، سؤال أكاد أجزم بقطع القول أن إجابته مرهونة في روما حيث يمكث البابا وكبار القساوسة النصارى ، أربعين عاماً كان للدور التنصيري اتساعه الكبير وعمله الدؤوب في الشرق الآسيوي هناك حيث كان للحضارمة بصمتهم وحضورهم وحتى هذا اليوم مازالت بقايا ذلك الصخب تتردد ، فإذا كان للحضارمة دورهم الدعوي فأيضاً لهم حضورهم الوطني الذي ساق للشرق استقلاله السياسي ...
ليست منّة حضرمية بل واجب ديني كان فيه للحضرميين قدرتهم الذاتية في تطويع كل مكتسباتهم الذاتية في التفوق الحضاري والبشري لمواجهة خطوب وأهوال كانوا فيها الأجدر بمرحلة تاريخية محددة لم تنحصر يوماً في ذلك الشرق الآسيوي بل للغرب الأفريقي نصيب كما كان للوسط الآسيوي نصيب آخر ، حالة الحضارمة تلك هي خسارة العالم كله ، خسارة تكبتدها اقتصاديات الأرض كما تكبتدها قلوب كان يمكن أن تذهب للإسلام وتكفر بما سواه ...
من مرحلة يمنية ملحدة إلى أخرى هي أقرب للعصور الوسطى في مضامين تلك العصور من همجية وتخلف وتعصب ، هنا تأرجح الحضارمة في أربعين عاماً تامة ، تأرجحوا وتراجعت فيهم قدراتهم الفردية والجماعية ، وليس حلياً أن نجلد ذاتنا أو نبرر حالتنا بل الأجدر والأهم هو التربص في تلكم المقدرات والإمكانيات القادرة على تحريك الحضرمي نحو نبوغه ونباهته ونجابته ...
نعم .. نحن بحاجة ماسة لبيئة تحتوي إمكانياتنا وقدراتنا ، ونعم نحن بحاجة لاستقلال وطني على أرضنا الحضرمية المحتلة ، لكن لنحصل على الأرض كاملة لابد وأن نلتفت إلى مكمن القوة والجدارة ، هنا نستحصل على تفردنا ، ومن هذا الجانب سيكون استقلالنا واقع لأن لا أحد يستطيع أن يواجهه ما تفرزه الهوية الحضرمية وفي التاريخ عبر وعظات لمن تأمل وأدرك ...
للمزيد من مواضيعي
الكاتب: بوعمر
وهذا يابو عمر الا يحز في النفس ان نقراء من سياسي وكاتب حضرمي ، لطالما ابناء الجنوب وضعوا الانسان الحضرمي في اولويات صفوفهم وقلدوه اعلى المراتب وجعلوه الامين عليهم ، اهكذا يقابل الجميل بالجحود يابو عمر
قل لي يابو عمر اي تاريخ قرءته يؤكد لك ان عدن ولحج وابين ارض يمانيه ، لم نسمع بهذا الا من الاحتلال واذنابه ،ساترك الاخوان الكرام يعرفوا ماذا لدينا في الجنوب العربي ، رغم اننا واثقون ان مثل تلك الدعوات والطروحات لم تاتي الا من اُناس لايريدون الخير لا لحضرموت ولا لغيرها ، ويريدون ان نخرج من مأزق ليدخلونا في غيره ، وذلك لن يحصل ولا يكون مادام الجماهير الجنوبيه قد تراكمت لديها دروس الماضي البغيض ، فمهلاً ان الغد المشرق قادم للجنوب والجنوبيين من المهره الى المندب
التعديل الأخير تم بواسطة السحاب ; 2009-08-24 الساعة 01:13 AM
|