و أنا هنا سأدلوا بدلوي حول المقابلة...
في البداية هناك أمر مهم ربما فات على الرئيس على سالم البيض... بي بي سي اليوم ليست ك بي بي سي الأمس فلم يبقى منها سوى الإسم و أنا أقصد هنا ال بي بي سي العربية! يبدوا أن وجود المنافسات على ساحة الإعلام العربي قد ادت إلى أن يكون لأشخاص مثل العواضي برامجهم الخاصة بهم في هذه القناة العريقة رغم مستواهم الضحل.
بصراحة أنا لم أرى في أي وسيلة إعلام غير عربية مذيع يقاطع ضيفة بهذا الأسلوب الخالي من أدب الحوار و من أين لباقة.... بحيث لا يعطيه الفرصة للإجابة على الإسئلة!!!
بالرغم من هذا و بالرغم من الأخطاء و السلبيات التي رافقت المقابلة إلا أن الرئيس إستطاع أن يوصل الكثير من الرسائل الهامة... و هذا هو الهدف من المقابلة!!
- ربما نختلف مع البيض في بعض الأمور و لكن الحقيقة أن الرجل يعمل و يبذل جهد يشكر عليه على الصعيد الخارجي و لكن الصعوبات التي أمامه كبيرة... لهذا عليه أن يقبل بمثل هذه المقابلات حتى يستطيع أن يوصل صوت الجنوب إلى العالم الخارجي... و يجب أن نضع في حسابنا أن أمور كهذه يمكن أن تتكرر في المستقبل و لكن لننظر للأمور ببراغماتية و تعتبر الإعلام وسيلة لإيصال رسائل للمتلقي العربي رغم الأضرار الجانبية!!
- البيض نجح في إيصال المطلب الجنوبي للمشاهد العربي و كان هجومه على النظام في صنعاء مركزا بحيث عراه تماما!!
- البيض لم يستسلم لمحاولات المذيع إستفزازه و عمل أكثر من مرة على إعادته إلى لب الموضوع... ألا وهو الوضع الحالي في الجنوب!!
- البيض نجح في أن يفقد علي عبدالله صالح أي مصداقية و أظهره و كأنه قاطع طريق أو زعيم عصابة لا يجدي حتى الحوار معه... لأنه و بكل بساطة فاقد لأي مصداقية!!
- البيض كان مصرا حتى النهاية على فك الإرتباط... لأن كل الحلول الأخرى قد فات أوانها كما أنه أظهر أن الشعب في الجنوب هو من يحدد ما يريده.
البيض كان مقصرا في النقاط التالية و ربما يحتاج الأمر منه إلى مراجعتها حتى يتم التعاطي معها بأسلوب أفضل في المستقبل...
- إيقاف المذيع عند حده عندما يخرج إلى مواضيع خاصة... رغم أن ذلك لن يكون سهلا إذا كان المذيع بمستوى و قاحة العواضي.
- مسألة شرعية الرئيس علي سالم البيض يجب أن يوضحها الرئيس بشكل أفضل بالعودة إلى شرعية الدولتين التي توحدتا و توقيعه على الوحدة و على فك الإرتباط و كذا إتفاق غالبية قوى الحراك على إعتباره الرئيس الشرعي للجنوب.
هناك نقطة ضعف أساسية تواجه البيض... ألا و هي عدم توحد الجنوبيين وراءه... و نقطة الضعف هذه ستسبب له الكثير من المتاعب في المقابلات و خارج المقابلات و لكن على البيض أن يعرف كيف يبررها على الأقل في المقابلات.
- الحديث عن ما بعد فك الإرتباط كان فيه بعض اللخبطة رغم أن فيها أمور جميلة كان المفروض أن يتعمق فيها المذيع... ذكر البيض أن المستقبل لتجارب وطنية تضم كل التيارات اليسارية و اليمنية و الدينية مثالا... ثم كانت اللخبطة في الحديث عن لجان تدرس و حدة جديدة!!! أنا من رأيي أن الرئيس كان يكفي أن يشير إلى فشل الوحدات الإنفرادية و يطالب بإتباع أسلوب الإتحاد الأوروبي مستقبلا لتوحيد الأمة العربية أو على الأقل الجزيرة العربية
- إصلاح الوحدة كما كان يريدها المذيع غير ممكنة... رغم وضوح رد الرئيس إلا أني أرى أن يكون الرد كالتالي... عندما تكتشف أن الطريق الذي تسير فيه خاطئ فمن الحكمة العودة إلى نقطة البداية و القيام بمحاولة جديدة بأسلوب جديد بدلا من المكابرة و الإستمرار في الطريق الأعوج حتى النهاية
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري
|