أؤيد ماتفضل به بعض ممن سبقوني ,في أن الشيخ طارق الفضلي لم يسكن قلوب وعقول شرفاء الجنوب,ولم يحظى بكل هذا التقدير والإحترام إلا لموقفه المشرف والشجاع لنصرة القضية الجنوبية ,ومؤازرته لإخوانه من قيادات وقواعد الحراك الجنوبي السلمي , وليس كونه شيخ لقبيلة آل فضل فحسب فانضمامه إلى الحراك الجنوبي قد شكل منعطف وتحول هام في مسيرة الحراك ,ولا ينكر هذا إلا جاحد (هذا رأيي الشخصي) مع أني ضد تمجيد الأفراد والشخصيات ,فالوطن الجنوبي ملك للجميع ,ونحن بهذا لا ولن نقلل من جهود من كانوا سباقين في النضال ,وإنتهاج سبيل الحراك السلمي الجنوبي أمثال القادة الأبطال باعوم والنوبة ,ومن لحق بهم من قادة الحراك في الداخل والخارج دون أستثناء ..
لذلك لم ولن ينظر للشيخ طارق الفضلي وأهميته من زاوية أنه فضلي أو يمثل قبيلة آل فضل ,فالجنوب يزخر بالقبائل التي يكون لنا الفخر في لو أنها لحقت بهذا الركب التحرري السلمي ,ولكن نحن في ظرف بحاجة ماسة فيه إلى الأفعال وليس الأقوال فقط, وهذا لم نطلبه نحن ,بل تلح علينا بطلبه دماء الشهداء والجرحى من شرفاء الجنوب الذين قدموا ارواحهم رخيصة لأجل عزتنا وكرامتنا جميعا ...
فموقف الشيخ (أي شيخ قبيلة كان) يظل هو ذلك الموقف النبيل والمشرف لشخصه ,سواء كان في موقعه ومكانته كشيخ لقبيلته ,أو كوطني غيور على أرضه وعرضه وشرفه ,وموقفه هذا سوف يسجله له التاريخ بأحرف من نور ...
وإذا وجدنا من رعايا وأتباع هذا الشيخ أو ذاك ,كما حصل من تصرف بعض قبائل المراقشة فيما أورده الموضوع اعلاه ,في أن برروا موقفهم هذا بأنه دفاعا عن الوحدة والوطن الواحد ,وعدم العودة إلى الماضي السحيق كما وصفوه ,فنقول لهم:
لاخير في وحدة ولا في وطن واحد, يهان فيه العزيز,ويذل فيه الكريم ,ويعلو فيه شأن الحقير اللئيم ..
لاخير في وحدة شعارها الغنيمة والفيد ,وسياسة حكامها الكيد !
لاخير في وحدة يعتبرنا دعاتها المتشدقون بها أننا الفرع الذي يجب أن يعود إلى أحضان أصله ..
لاخير في وحدة سلبت فيها اراضينا التي هي رمز لكرامتنا , أو بيعت بثمن بخس دراهم معدودات!!
فمتى تعي قبائل المراقشة ,أو غيرها من قبائل الجنوب أنه يراد لها أن تكون قبائل تابعة لقبائل الشمال (حاشد وغيرها)!
متى يدركون أن هذه الهيبة والمكانة سوف تتلاشى يوم بعد يوم ,إذا لم ينهض المارد الجنوبي ليعيد لها مجدها وعزتها وشرفها !!