زلزال الأحمر وحراك الجنوب
مما لا شك فيه إننا نحن أبناء الجنوب كنا ننتظر لقاء الشيخ حميد الأحمر في قناةالجزيرة بفارق الصبر وذلك نظراً لما سبق ذلك اللقاء من تجاذبات ومد وجزر وخطابات سبقت في عمران للشيخ حميد الأحمر ودعوات كثيرة للنظام ومطالبته بتغيير سياساته الخاطئة التي تضع المصلحة الخاصة فوق مصلحة الوطن وتضع القبيلة فوق القانون وتسخر القوانين والتشريعات لحماية الفاسدين والمتنفذين وقيام النظام بتكريس الفشل وذلك عبر سياسته التي تعبر عن غباء واضح في كل المجالات سواءً منها السياسية والإقتصادية والإجتماعية . وبالإضافة إلى قيام ذلك النظام بإعمال سياسة فرق تسد وقيامة بزرع الفتن والتشجيع لها وإمدادها بكل وسائل الإبقاء والإستدامة . ومما لا شك فيه أن فشل النظام اليمني قد صنف دولياً ضمن الدول الفاشلة وهذا قد يجعل كثيراً من دول العالم تعيد تقييم تعاملها مع الجمهورية العربية اليمنية وفقاً لذلك .. هنا جاء اللقاء المنتظر والذي كان بالفعل زلزال قوي لم يتوقعه الجميع بأن يكون خطاب من خلال منبر إعلامي كبير موجه لشخص الرئيس مباشرة يطالبه بالتنحي ومغادرة السلطة وفي حالة رفضة سوف يعرض نفسه للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى . هذه جرأة غير معهودة لم نسمعها من قبل وبحسب إعتقادي أنها تعبر عن خلاف شديد وبنفس الوقت شعور بالمسؤولية من قبل ذلك الشاب والذي تبين أنه يتمتع بذكاء وبحس وطني إن صح تعبيري .. ومن هنا يأتي موقف أبناء الجنوب من ذلك الخطاب ومدى الإستفادة منه على الصعيد الداخلي والخارجي بإعتبار الشيخ حميد واحداًمن رؤوس هرمه ومن بيادقه إلى وقت قريب . ولا يهم أن يكون الخلاف لمصلحة شخصية أو لمصلحة وطنية ما يهم أنه قد قام بتعرية ذلك النظام على منبر مهم بل قد قام بتعرية رئيس النظام شخصياً وفضحه أمام العالم وبيان مفاسده وأكاذيبه ولعبه الغبي وغباءه السياسي وكشف كثيراً من أوراقه وتعاملاته المبنية على المصلحة الخاصة والنظر إليها فوق مصلحة الوطن وبإعتباره عضواً في مجلس النواب فقد كشف الغطاء عن ذلك المجلس الفاسد حسب وصفه وبين مدى إخلاص المجلس لشخص الرئيس أكثر من إخلاصه لليمن وقضاياه .وعليه فإننا نرجوا من الحراك السلمي في الداخل والقيادات في الخارج أن يجعلوا من ذلك الخطاب ورقة من ضمن الأوراق الكثيرة والتي من خلالها نستطيع أن نقول للعالم أننا لسنا مفترين على النظام اليمني وهذه شهادة من قمة هرمه تفضحه وتبين سياساته ونحن أبناء الجنوب إحدى ضحاياه وخداعه وكذبه وأن ما وقع علينا من ظلم ونهب وتدمير وسلب وإقصاء كان عملاً مبيتاً له وذلك من خلال ما قام به أبناء الشمال بعد الوحدة مباشرة ورجوعاً إلى مذكرات الشيخ عبدالله الأحمر والتي أفصح عن الكثير من خلال مذكراته عن المؤامرات التي حيكت لإفشال وثيقة العهد والإتفاق والإنقضاض على الوحدة من خلال تطفيش الجنوبيين والتي تمت بالفعل وأنتهت بعد ذلك بتدمير الألوية الجنوبية في عمران وذمار وبالتالي إحتلال الجنوب بالقوة العسكرية والقضاء على جميع إتفاقيات الوحدة وتطبيق دستور الجمهورية العربية اليمنية وقيام النظام بإستباحة جمهورية اليمن الديمقراطية أرضاً وإنسانا ... ومن هنا يأتي لقاء الشيخ حميد الأحمر بخطاب يعتبر زلزال قوي أنصف أهل الجنوب أمام الرأي العام المحلي والدولي وبين أنهم على حق وأن ما يدعونه صحيح وليس إلا قليل من كثير تعرضوا له وبهذا يجب على الجنوبيين أن يستغلوا ذلك الخطاب لنصرة القضية الجنوبية وأن يبنى عليه وأن يكون ورقة بيدي الجنوبيين
بقلم / حادي العيس
|