عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-01-13, 07:48 AM   #55
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,015
افتراضي

*يوم التصالح و التسامح و التضامن*

قال الله تعالى ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)

و نحن نحتفل هذه الايام بذكرى اعلان التصالح و التسامح و التضامن الذي له قيمه دينيه قبل ان يكون قيمه وطنيه و الذي يحث عليه ديننا الاسلامي الحنيف ، بقرءانه العظيم ، و سنة رسولنا الكريم عليه الصلاه و السلام ،
حقا انه التصالح و التسامح الذي اطلقه الحراك الجنوبي السلمي من جمعية ردفان الخيريه بعدن ، في 13 يناير 2006 م ، و توج ذلك بقيام المسيرات و الاعتصامات المليونيه السلميه في سائر الساحات الجنوبيه منذ 7 /7/2007 م ، من اجل استعادة الحقوق المغتصبه و الحريات المهدوره ، لذلك فانه ينبغي على كافه المكونات الجنوبيه و الحركات الوطنيه ، و في المقدمه المجلس الانتقالي الجنوبي و الحراك الجنوبي السلمي و المقاومه الجنوبيه أخذ العظه و العبره من الماضي ، و من المنعطفات و الصراعات و الاخفاقات التي واكبت مسيرتنا الوطنيه التحرريه لشعبنا الجنوبي منذ الستينات و بعد الاستقلال الوطني و قيام النظام الوحدوي الارتجالي ، و حتى وقتنا الحاضر ، و ما تعرض له جنوبنا الحبيب من حروب تكفيريه تدميريه اهلكت الحرث و النسل في عام 94 م وعام 2015 م ، و التي اجهضت و الغت الوحده الاندماجيه بين دوله الجنوب و دوله الشمال ،
و السؤال الذي يضع نفسه لماذا لا نستلهم من الماضي الدروس المستفاده ، حتى نتجاوز السلبيات و الاخفاقات و الصراعات ، و نأخذ بالايجابيات و الانجازات و نطورها ( فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ) ، كما يجب التزام الجميع بمبدأ الحوار و التصالح و التسامح و التضامن و التوافق مع الخصوم و مع من نختلف معهم في القضايا الوطنيه المصيريه و السياسيه ، و العمل على قبول الاخر ، وان كان رأيه و خياراته الوطنيه تختلف عن آرا
ئنا و خياراتنا ، فمن مجانبة الصواب ان يعتقد هذا المكون او ذاك انه يمتلك الحقيقه المطلقه ، وانه الممثل الشرعي و الوحيد لشعب الجنوب و غيره على ضلال ، وان رأيه هو الصواب و رأي غيره هو الخطأ ،
و عليه فان التعاطي مع قضايانا المطلبيه و الحقوقيه و السياسيه يجب ان يكون بالتعاون على البر و التقوى ، ولا نتعاون على الأثم و العدوان ، نتعاون فيما نتفق عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما نختلف عليه ، و نجعل من مبدأ التصالح و التسامح و التضامن الذي انطلق في يوم 13 يناير 2006 و في 7 /7/2007 منهاج حياة و ميثاق شرف ، و نحصن انفسنا بالدين الاسلامي الحنيف ، دين الوسطيه و الاعتدال ، و السماحه و الامان و التصالح و الوئام و التوحد و الايثار ، و التسامح و السلام ، فالاسلام هو الحصن الحصين و الركن الركين و صمام الامان لحاضرنا و مستقبلنا و معاشنا و معادنا ،
فلا تخوين و لا اقصاء و لا فساد ولا إفساد ، و لا تصارع و لا تخاصم ، و لا تحقير و لا تبديع ، و لا غلو ولا تطرف ، ولا تنطع و لا تشدد ، ولا افراط ولا تفريط ، ولا تكفير ولا تفجير ، متحررين من التعصبات المناطقيه و الحزبيه و المذهبيه و الطائفيه ، قال الله تعالى (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) ،
وامام هذا المشهد السياسي المتازم فانه يجب العمل على عقد مؤتمر جنوبي جامع ، و المطالبه بمنح الشعب الجنوبي حقه الشرعي في تقرير مصيره و يكون ذلك من خلال التنسيق و التفاوض مع الاخوه في الشرعيه و القوى الوطنيه في الشمال و دول التحالف و مجلس الامن ، و العمل فورا على وقف الحروب العبثيه الهمجيه التي تدار رحاها بين المتصارعين في اليمن ، و اصلاح ذات البين و ترسيخ الامن و الاستقرار و وضع حد للفساد و الدمار و نهب الاراضي العامه و الخاصه ، و البناء العشوائي و تعكير صفو السكينه العامه ، في مدينه عدن ، عدن المدنيه الحضاريه ، و عدن الوادعه المسالمه ، كل تلك الاختلالات الامنيه و الحقوقيه و الافساد في الارض يتعارض تماما مع منهج الاسلام ، و مع مبدأ
التصالح و التسامح و مع استحقاقات شعبنا الحقوقيه و السياسيه و المصيريه ،
مذكرين ان التصالح و التسامح الذي رفع في 13 يناير 2006 و في 7 /7/2007 يتجاوز و يجب ما قبل هذا التاريخ فقط و ليس ما يحصل بعد هذا التاريخ ، كما ان الاسلام يجب ما قبله و ليس ما بعده ، و من الخطأ الكبير و الظلم الجسيم ان يستمر البعض في القتل و الظلم و الفساد و الافساد
، و البسط على الاراضي العامه و الخاصه ، و الاخلال الامني و البناء العشوائي ، منطلقا من الشعار الظالم ( اقتل وايقع صلح ) ، و اظلم و انهب و سيكون بعد ذلك تصالح و تسامح ، و هولاء هم الاخسرون اعمالا ، و الذين ينطبق عليهم قوله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) ،
قال صلى الله عليه واله و سلم ( من اخذ شبرا من الارض ظلما طوقه الله الى سبع ارضين يوم القيامه ) ،

و قال الشاعر :
وانما الامم بالاخلاق ما بقيت *
فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا

و قال اخر :
تبقى الامور باهل الخير ما اصطلحوا
*
فان تولوا فبالاشرار تنقاد *
وهل يبلغ البنيان يوما تمامه *
اذا كنت تبنيه و غيرك يهدم *


ختاما : التوحد التوحد ، و التصالح و التسامح ، يامن تمثلون شرف و كرامه امتكم ، الصمود و الصمود ، و المصابره و المرابطه ، يا طليعه و ربان جنوبنا الحبيب ، و عليكم بالجماعه فانما ياكل الذئب من الغنم القاصيه ، و ياسارية الجبل الجبل ، و من اسرعى الذئب فقد ظلم ، و بارك الله في مسيرتكم التصالحيه و النضاليه و التحرريه السلميه ، و الله معكم و لن يتركم اعمالكم ،
قال الله تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) .

صدق الله العظيم .

و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم .
علي المفلحي متواجد حالياً   رد مع اقتباس