عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-08-05, 01:50 PM   #1
بوعمر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 368
افتراضي ((( بن محفوظ .. الحراك والعراك وحضرموت )))

بن محفوظ .. الحراك والعراك وحضرموت





مقدمة :
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
من حسنت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وما بين الناس ، ومن تزين بما ليس فيه شانه الله







مدخل :
الدكتور عبدالله بن مرعي بن محفوظ عذراً فما جاء منكم يستحق أن نكون ها هنا بحضرميتنا من أقصاها إلى أقصاها ، فبارك الله فيكم وفينا وفي موطننا الحضرمي ...



قرأنا مقالكم المنشور في موقع نبأ نيوز بتاريخ الخامس من أغسطس 2009م وتأملنا فيه طويلاً حيث دعوتم إلى التوحد على منهجية ما توحدت به مملكة آل سعود تحت راية امامها العظيم عبدالعزيز طيب الله ثراه ، وهي وحدة ولاشك من أعظم ما خرجت به الأمم والدول في العصور المتأخرة لأنها حكمت بشرع الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فكانت بلاد الحرمين ومهبط الوحي الأمين خير أنموذج لأهل الأرض في عالم تتلاطم أمواجه وتتداخل فيه المصالح والمطامع ، وما كان من آل سعود جيل بعد آخر إلا أن كانوا كما أراد لهم والدهم يسيرون على خطى الإمام فصنعوا الدولة السعودية الحديثة وأصبحوا علامة لصناعة الدول المعاصرة ...

كنا ومازلنا على ذات حضرميتنا الخالصة نقتات منها كيفية القدرة على صناعة المنجزات ، وها أنتم وكما أشرتم في مقالكم جزء من تركيبة ذاك المجتمع العربي السعودي تعطونه ويعطيكم ، خصال حضرمية ألفتها كل المعمورة تتشبث في نطاقات المفاهيم الحضرمية وتتأصل مع مختلف المجتمعات ، وهي صفة حضرمية نظل نحمد الله تعالى على ما أنزلها بنا ، وتلك أفضال الله تعالى وهو خير المنزلين ...

ولكن نحن لم نكن يوماً يمانيين ولن نكون ، لن نكون في باطن اليمن ، فنحن حضارمة تتأصل فينا قيمتنا وأصولنا ومرجعياتنا لتتشبث بالأرض التي منها امرؤ القيس والأشعث بن قيس وعظيمنا الصحابي الجليل وائل بن حجر رضي الله عنه ، ولسنا ها هنا لنسرد ونوثق في حضرموت فلهذا مقامات جاء في ذكرها الكثيرين ، ولكن نحن في مقام ما أطلقتم عليه عراكاً وهو حراك نبتغي فيه استعادة حضورنا في إطار مشروعنا السياسي الأول ...

من حضرموت صنع المحامي والمناضل الأستاذ / شيخان الحبشي يرحمه الله مشروع الجنوب العربي ، مشروع سياسي ضم المستعمرة عدن وكل المحميات البريطانية ، مشروع تحرري سياسي رفيع برفعة الوطن الذي ينجب الأفذاذ أمثال شيخان الحبشي ، يومها كانت الصراعات تفتك بنا ، كانت السلطنات والمشيخات تتقاتل على اللاشيء ، ليس في حضرموت وحدها بل في كل نطاقات هذا الجنوب العربي ، ليخطوا شيخان بالوطن الذي آمن به خطوة نحو المجد ويتحالف مع المناضلين الوطنين ويشكلوا قاعدة للجنوب العربي ...

دخل الجنوب العربي في مفاوضات مع بريطانيا العظمى ، خاض معركة المفاوضات مع البريطانيين حتى بلغ هيئة الأمم المتحدة وخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة وحصل على قرارها الخاص باستقلال الجنوب العربي في الحادي عشر من كانون الأول / ديسمبر 1963م ، وحصل بوعد الاستقلال من بريطانيا في التاسع من كانون الثاني / يناير 1968م مع شرط دفع بريطانيا للتعويضات عن احتلالها لمدينة عدن لمدة مائة وثلاثين عاماً ...

سيدي الكريم ..
هل تأملت في كل ثورات العرب ، لن تجد فيها مثلما كان يأتي به الجهبذ المناضل شيخان الحبشي ، كل الأمم تطالب المحتل الرحيل عن أوطانها غير هذا الحضرمي النجيب أرغم بريطانيا بعظمتها وتيجانها أن تقر التعويضات لصالح الجنوب العربي ، لهذا تحالفت قوى الظلام بريطانيا ومصر واليمن وحتى السعودية في مؤامرة رخيصة ضد الجنوب العربي وابتدعوا صنيعة التآمر ما يسمى الجبهة القومية التي افتعلت ثورة ما يسمى 14 اكتوبر لتظفر بحكم الجنوب العربي وتأخذنا إلى جريمة التاريخ التي تقول أنك شاهد عليه ويسمى الجنوب العربي بـ " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " في الثلاثين من نوفمبر 1967م ، لهذا نقول للعرب نكستين واحدة منها عندنا ...

إذا كنتم من ضحايا الجمهورية اليمنية الجنوبية فكل ما على الجنوب العربي ضحايا دونما استناء لأحد من كان ، سحل العلماء والأدباء والمفكرين ، وصودرت الأملاك تحت راية التأميم ، ومفاهيم الماركسية السيوعية القذرة ، وتطاول السفلة والجهلاء على الوطن في حضرموت والجنوب العربي وتحول المشروع السياسي الجنوبي إلى كارثة إنسانية تغافل عنها العالم على مدار ثلاثون عاماً تقريباً ليذهب ما تبقى من الجنوب مهاناً معدماً رخيصاً بلا ثمن إلى دولة ما يسمى الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م ، هكذا بدون ثمن ...

ما تسميه عراكاً نطلق عليه حراكاً صوب ما يجب أن نكون ، لنا الحق في الحياة شأننا شأن كل العالم ، كالهولنديين والأسبان والطليان وحتى الأكوادريين ، لماذا ننتمي إلى هوية ليست لنا ، لسنا يمنيين ، ولن نكون ، لنا حقوق في أرضنا يحق لنا أن ننتج النفط والمعادنوالأسماك والفواكة ، يحق لنا أن نقيم المصانع ونكتب عليها ( انتاج الجنوب العربي ) ...

القضية ليست كما رسمتها تنمية وعدالة اجتماعية ، القضية وطن ، الوطن منهوب منهوك ، الوطن مسلوب ، الهوية تقتل ، الكرامة تهان ، هذه قضية الجنوب العربي شأنها شأن قضية فلسطين هنالك محتل ، وهنالك مظالم على الأرض ، حتى مطامع اليمن فينا تتجاوزنا ، ولو كان بمقدور رئيس العصابة اليمنية علي صالح لقتل الثلاثة مليون جنوبي لينعم هو وشرذمته بهذه التركة الجنوبية ...

وللعرب نقول ..

ليصنعوا نموذجهم الوحدوي حيثما أرادوا ، ليصنعوا وحدة بين المغرب والجزائر ، وأخرى بين قطر والبحرين ، والأردن وفلسطين ، ومصر والسودان ، أي وحدة يشاءون ليصنعوها أما نحن فكفانا منها ما كفانا ، خذلنا كل العرب في صيف 1994م وهم يرون كيف كانت عدن تستباح جهاراً نهاراً تنهب وتسلب وهم يتابعون ويقهقون ...
بوعمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس