
زنجبار – لندن " عدن برس " خاص : 25 – 7 – 2009
علم "عدن برس" في زنجبار ومن مصادر مختلفة أن حالة من الغليان تشهدها العديد من مناطق الجنوب كردود أفعال - تختلف من منطقة الى أخرى – على ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال من أفعال لا إنسانية في حق المدنيين من أبناء الجنوب ، ولم تعرف نتائجها بعد بسبب قطع الاتصالات الهاتفية عن العديد من مناطق الجنوب الملتهبة . ، من جانبه أكد الشيخ طارق الفضلي في رده على سؤال " عدن برس " عن تداعيات أحداث اليوم (الخميس) قائلا : " لقد اختار شعبنا في الجنوب الخيار السلمي في نضاله ، ونحن في المجلس الأعلى لقيادة الثورة المؤقت نؤكد على تمسكنا بذلك الخيار ، مع احتفاظنا بحق الدفاع عن أنفسنا ونسائنا وأطفالنا بكل ما أوتينا من امكانيات " .
وبشأن ما يعتمل في الجنوب من ردود أفعال غاضبة من قبل أبناء الجنوب قال الشيخ طارق : " أننافي مجلس الأعلى لقيادة الثورة السلمية المؤقت نحمل السلطة كامل المسئولية عما حدث وسيحدث من ردود أفعال يقوم بها أبناء الجنوب من مختلف الشرائح السياسية والاجتماعية " .
وكانت سلطات الاحتلال قد واجهت صباح الخميس 23 يوليو المهرجان الذي دعت إليه القيادة المؤقتة للثورة السلمية في الجنوب ، بالرصاص الحي من مختلف الأسلحة ، مما أدى الى سقوط مالا يقل عن أربعة عشر شهيد والعشرات من الجرحى ، وصفت حالات البعض منهم بالخطيرة .
وقد نشرت قوات العديد من الأصناف المختلفة من وحداتها العسكرية على الطرق المؤدية الى زنجبار عاصمة محافظة أبين لمنع المشاركين من الوصول اليها ، وأحكمت السيطرة على مداخل المدينة بنشر الأطقم والمصفحات وناقلات الجند في شوارع المدينة وفي النقاط العسكرية حيث أوقفت القوات العسكرية المتموضعة في نقطة شقرة شرقي زنجبار في اليوم السابق ليوم المهرجان ، العشرات من السيارات التي تحمل على متنها مشاركين من أبناء مديريات المنطقة الوسطى (لودر، الوضيع ، مودية ، مكيراس ، جيشان)، وحاولت منعهم من الدخول للمشاركة في المهرجان السلمي الا أنهم صمموا على الدخول والمشاركة فنزلوا من على متن السيارات وساروا في مسيرة مرددين هتافات (ثورة ثورة يا جنوب ،وبرع برع يا استعمار ) وغيرها من الشعارات والهتافات المنددة بالاحتلال والرافضة له وسط إطلاق كثيف للنيران من مختلف أنواع الرشاشات المتوسطة والخفيفة حتى تجاوزوا مدينة شقرة سيرا على الأقدام ، ومن ثم استغلوا سيارات النقل الخاصة بالجنوبيين التي كان أصحابها يتوقفون لنقل أخوانهم وإيصالهم الى القرب من النقاط العسكرية الأخرى ليواصلو المسير حتى وصل منهم المئات في وقت متأخر من الليل متجاوزين النقاط العسكرية سيرا على الأقدام .
وكان المهرجان الذي بدأ سلميا قد أفتتح بآية من الذكر الحكيم ثم توالت الكلمات لعدد من قيادات ونشطاء الثورة السلمية المؤقت والتي كان أبرزها كلمة ألقاها الشيخ طارق بن ناصر الفضلي النائب الأول لرئيس مجلس قيادة الثورة السلمية المؤقت والتي أكد فيها أنه لا بد من رحيل المحتل من الجنوب وترك الجنوب وأهله ينعمون بخيرات بلادهم ، وأكد فيها أيضا على تمسك الثورة السلمية بالخيار السلمي كخيار أمثل وليس أوحد ، وكلمة بعث بها المناضل والقيادي الجنوبي البارز في الخارج محمد على أحمد وتلاها نيابة عنه الناشط ناصر محسن الفضلي والتي دعا فيها أبناء الجنوب إلى التلاحم والتمسك بالخيار السلمي ليثبتوا للعالم أنهم شعب حضاري قادر على مواكبة العالم .
وفي ختام المهرجان وأثناء توجه المشاركين إلى الاعتصام المفتوح في المخيم المنصوب أمام منزل الشيخ طارق الفضلي ، الذي دعا إليه المهرجان ، باشرت قوات الاحتلال إطلاقها للنيران من مختلف الأسلحة ، على المشاركين ، مما أدى إلى سقوط العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح.
الجدير ذكره أن عملية إطلاق النيران من مختلف الأسلحة من قبل قوات الاحتلال لم تتوقف عند ذلك بل ظلت مستمرة لساعات تركز أكثرها على منزل السيخ طارق الفضلي مما أدى الى اختراق عدد من القذائف الصاروخية للمنزل واحراق محتويات دورين منه ، حيث باشرت حراساته الخاصة بالرد باطلاق النار من رشاشاتها الخاصة واستمرت المواجهات لساعات ، وعلى الصعيد نفسه قام غاضبون من المواطنين والشباب أثناء مواصلتهم لاعمالهم الاحتجاجية برشق سيارتين نوع "أوبل" تابعتين لشرطة النجدة بالحجارة حتى غادرهما الجنود وقاموا باشعال النيران فيهما وتم احراقهما كليا .