بسم الله الرحمن الرحيم
البيان السياسي الصادر عن الدورة الثانية للهيئة القيادية للحزب الاشتراكي في الجنوب
دورة الوفاء لشهداء تحرير الجنوب ) المنعقدة *في العاصمة عدن خلال الفترة : 23-24- إبريل- 2018م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
عقدت الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي في الجنوب دورتها الثانية برئاسة الأستاذ / علي منصر محمد، عضو المكتب السياسي رئيس الهيئة القيادية؛
حيث يأتي انعقاد هذه الدورة بعد مرور ثلاثة أعوام على انعقاد الاجتماع التأسيسي الأول للهيئة، وفي خضم تطورات ومتغيرات مفصلية هامة شهدها ويشهدها الشمال والجنوب.
كما شهدت الفترة ما بين الدورتين أحداث وتطورات دراماتيكية متسارعة أفضت نتائجها إلى أحداث دامية وحرب ضروس اِلتهمت الأخضر، واليابس وطالت كافة مناحي الحياة، أشعل فتيلها الانقلابيون الحوثيون وحليفهم صالح للإطاحة بالشرعية والاستيلاء على مؤسسات الدولة بالقوة، والعبث بمدّخرات البلاد، وغزو واجتياح المحافظات الواحدة تلو الأخرى وكان الجنوب الهدف الرئيس لتلك الحرب الإجرامية المقيتة التي لازال سعيرها يشتعل حتى اليوم، وما ترتّب عليها من تداعيات ونتائج تدميريّة هائلة غير مسبوقة .
لقد اجتاحت المليشيات الحوثية والوحدات العسكرية الموالية لصالح الجنوب في مارس 2015م، بالإضافة للوحدات العسكرية السابقة المتواجدة في الجنوب منذ حرب صيف 94م ظناً منهم بأن الظروف قد أصبحت مواتية لتحقيق مآربهم وأهدافهم العدوانية للسيطرة مجدداً على الجنوب، والقضاء على الحراك السلمي الجنوبي، وتصفية حساباتهم مع خصومهم السياسيين، وأيقنوا بأن النصر الشامل بات في متناول اليد بيد أن حساباتهم وتقديراتهم للأوضاع ذهبت أدراج الرياح، وتحطمت على صخرة صمود وأسطورة المقاومة الجنوبية الباسلة التي ضمت في صفوفها بعض الأفراد من الوحدات العسكرية الصغيرة، وبدعم وإسناد قوي من الأشقاء في دول التحالف العربي وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة بإعلان عاصفة الحزم في الوقت المناسب استجابةً لطلب فخامة الأخ الرئيس/ عبدربه منصور هادي بالتدخل العسكري، وما أحدثته من تحول نوعي في موازين القوى العسكرية، لقد اجترحت المقاومة الجنوبية مآثر كفاحية خالدة يسجلها التأريخ بأحرف من نور وستظل محفورة في ذاكرة الأجيال القادمة، وقدّمت قوافل من الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية الطاهرة تربة الوطن الغالي، وغطت رفاتهم خارطة الجنوب من أقصاه إلى أقصاه، ولا يفوتنا الإشارة إلى الآلاف المؤلفة من الجرحى والمقاتلين الأشاوس الذين ذادوا بشرف وإباء وشموخ عن الأرض، والكرامة ولازالوا مرابطين في الجبهات للذود عن حياض الوطن وسلامة أراضيه، ونعتز أيَّما اعتزاز بمشاركة أعضاء حزبنا وكوادره وأنصاره في تحرير الجنوب، ونيل الكثير منهم شرف الشهادة في الدفاع عن الأرض والإنسان، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نحني هاماتنا إجلالاً وإكباراً للشهداء والجرحى، وكل الرجال الميامين الذين تقدموا الصفوف لتحرير الجنوب من دنس الغزو الحوثي العفاشي المدعوم إيرانياً.
كما حيَّت الهيئة القيادية الذكرى الثانية لتحرير مدينة المكلا من عناصر الإرهاب والتطرف؛ حيث مثَّل هذا التحرير انتصارا لتأريخ حضرموت وثقافتها الحضارية والمدنية النابذة لكل أشكال التطرف والإرهاب.
وفي جو مفعم بالمسؤولية والحرص على مدى يومين متتاليين ناقشت الهيئة المواضيع المدرجة في جدول أعمالها، حيث استهلت الدورة بكلمة ضافية للأستاذ: علي منصر محمد، تناولت القضايا المتصلة بالمشهد السياسي الراهن وتجلياته على أكثر من صعيد، وغيرها من القضايا المرتبطة بحياة الحزب الداخلية في المجالات السياسية، والتنظيمية، والثقافية، والإعلامية، وتوثيق العلاقات القوية مع الجماهير. وقد أوصت الدورة على أهمية الرجوع إليها في سياق إعداد البيان السياسي الصادر عن هذه الدورة .
وبعد المناقشات والمداولات أكدت الدورة على :
أولاً: إن الضمانة الأكيدة لصيانة الانتصارات المحققة، وتحقيق انتصارات جديدة ،وإكسابها طابع الاستمرارية على طريق استعادة الدولة مرهونًا أساسا بانجاز المهام الآتية:
1- استكمال إعادة بناء مؤسسات الدولة المدنية في الجنوب على أسس صحيحة وسليمة، وعلى قاعدة التوافق، والشراكة الوطنية الجنوبية الحقيقية، والأخذ بمعايير: النزاهة، والكفاءة، والإخلاص، ومعايير شغل الوظيفة، والموقف الايجابي لمواجهة العدون الحوثي العفاشي، وإعادة بناء وتأهيل كامل المؤسسات المدنية، والخدمية منها لتقديم خدماتها للمواطنين، وتطوير هذه العملية وبدون إبطاء أو تأخير، وإضفاء الطابع المؤسسي لعملها؛ ليشمل كل المؤسسات بما فيها مؤسسات القضاء، والنيابة العامة، والخدمات، وفي مجال التربية، والجامعات وغيرها من مؤسسات الدولة.
2- الإسراع في استكمال بناء وترتيب الأوضاع الأمنية، والعسكرية في محافظات الجنوب؛ لترسيخ دعائم الأمن، والاستقرار فيها، وتأمين الحياة الطبيعية، والقضاء على مظاهر الانفلات الأمني، والمظاهر المسلحة، والاغتيالات. وتقديم مرتكبيها للقضاء للفصل فيها وإعادة دمج، وتوحيد تلك المؤسسات على أسس وطنية صحيحة، واستيعاب ما تبقى من أفراد المقاومة الجنوبية، والعسكريين الذين تم إقصاءهم ما بعد حرب صيف 1994م، لاسيما القادرين منهم على العمل، ومنح الآخرين مستحقاتهم القانونية المكتسبة، وإن تتم هذه العملية بالعمل المشترك مع قيادة الدولة، ودول التحالف، والمقاومة الجنوبية.
3- إن الجنوب الحبيب ينبغي أن يكون لجميع أبنائه وكلهم شركاء في صنع حاضره، ورسم معالم مستقبله، وصيانة أمنه، واستقراره، ونمائه، دون إقصاء أو تهميش أو تجاهل لرأي فئات وشرائح المجتمع بتعبيراتها السياسية، والاجتماعية بعيدا عن التصنيفات، والتقييمات للأفراد أو الجماعات على أسس مناطقية أو من حيث الاختلاف في الرؤى السياسية، والابتعاد عن أي ممارسات ضارة تستهدف شق الصف الجنوبي، وتكثيف الجهود من أجل تحصين الجبهة الداخلية؛ لقطع الطريق على دعاة الفرقة وتمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي، والقبول بالرأي والرأي الآخر برحابة صدر ونفس طويل.
4- إن الجنوب الذي نتطلع إليه ليس جنوب ما قبل 1967م، ولا جنوب ما بعد 1967، ولا جنوب ما بعد 1990م،
إنه جنوب جديد، وبتفكير سياسي جديد، ومضامين جديدة، جنوب يؤمن بالديموقراطية، والتعددية السياسية، جنوب الوئام، والتوافق، والعيش المشترك، وبناء الدولة المدنية المعاصرة التي ننشدها جميعا ،جنوب يرسم معالم مستقبله شعبنا الأبي بإرادة حرة وبدون وصاية من أحد .
5- تطبيق أسس ومبادئ ونهج وثقافة التصالح والتسامح والتضامن في الممارسة العملية واقتران الأقوال بالأفعال، وطي صفحات دورات العنف السياسي المؤلمة وإهالة التراب عليها، وتوطين أنفسنا على الحوار *في القضايا الخلافية، والقبول بالآخر، وفتح صفحة جديدة من الوئام والتوافق الجنوبي لمواجهة المخاطر والصعوبات والتحديات ومظاهر العنف والإرهاب، والتطرف، والعصبية بكل أشكالها، ووقف أعمال نهب وتخريب المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، والبسط على الأراضي وتزايد هوس البناء العشوائي وإثارة الفوضى من قبل بعض القوى والأفراد التي تهدد أمن واستقرار المواطن والسكينة العامة .
6- الشروع في إجراء واستكمال الحوارات السابقة وبشكل جاد ومسؤول بين القوى الوطنية الجنوبية وخلال فترة زمنية محددة ، بين المجلس الانتقالي الذي مثل تشكيلة خطوة ايجابية على الطريق الصحيح، والمكونات الحراكية، والنخب السياسية، والمدنية، والشخصيات الوطنية الجنوبية وبشكل سريع؛ بهدف التوصل إلى صيغة توافقية من شأنها تطوير، وتوسيع، وتصويب قاعدة التحالفات الوطنية الجنوبية، وتحويل المجلس الانتقالي إلى حامل سياسي جامع لكل القوى الوطنية الجنوبية ويغدو بمثابة كتلة وطنية تاريخية وائتلاف وطني موسع؛ يستوعب كل الأطراف وبناء مؤسساته على قاعدة الشراكة مع وجود الاستقلالية السياسية والتنظيمية لكل فصيل.
*
ثانيا: وحول النشاط المعادي للجنوب، وتصدير الإرهاب إليه وبالرغم من الضربات الموجعة التي وجّهت إلى القوى الإرهابية، وتقطيع أوصالها في الجنوب، والقضاء على العديد من أوكارها في أكثر من مكان بدعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة وبعض الدول الصديقة، لازالت بعض القوى الموغلة في عدائها السافر للجنوب تعمل بوتيرة عالية لتصدير وترحيل أفواج جديدة من الإرهابيين ومن مناطق مختلفة إلى الجنوب وحاضرته الجميلة عدن بدعم بقايا النظام السابق المعروفة برعايتها وحمايتها وتمويلها للإرهاب، وتسهيل تحركاته؛ بغية إحداث حالة من الاضطرابات والإرباكات الأمنية، والاغتيالات للقيادات العسكرية والأمنية وأئمة *المساجد، والقوى السياسية المناوئة للإرهاب، وتحريك جيوبها الداخلية، وإحياء نشاط خلاياها النائمة، واستقطاب أطراف جديدة للدخول في هذه الأعمال المشينة للقيام بأعمال التخريب والإرهاب، وتحويل الجنوب إلى ساحة للمواجهات العسكرية بهدف الإساءة إليه.
وفي الوقت الذي تدين الهيئة القيادية الأعمال الإرهابية التي شهدها ويشهدها الجنوب، *وتدين اغتيال عضو الصليب الأحمر الدولي (حنَّا لحود) في محافظة تعز، كما أنها تحيي بحرارة الانتصارات العظمية على قوى الإرهاب في: حضرموت، وعدن، *ولحج، وشبوة، وأبين، وغيرها من المحافظات والتي مثَّلت إضافة جديدة للانتصارات السابقة.
ثالثا:
1- وقفت الهيئة القيادية مطولا أمام قضايا الناس ومعاناتهم والمتمثل أبرزها في: عدم دفع رواتب موظفي جهازي الدولة المدنية والعسكرية في وقتها؛ وما رافق ذلك من عملية انخفاض لقيمة الشرائية للعملة الوطنية والتي دفعت بملايين الناس إلى مستوى خط الفقر المدقع ناهيك عن انتشار الفساد، وضعف الخدمات الصحية، وارتفاع تكاليف العلاج، وضعف الاهتمام بالعملية التعليمية، وانتشار ظاهرة الغش، والبسط على معالم وآثار عدن ، وانتشار حمل السلاح وإطلاق الأعيرة النارية العشوائية؛ وما تسببه من إزهاق للكثير من الأرواح، وانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب على وجه التحديد؛ ولهذا فإن الهيئة القيادية تدعو الحكومة، وكافة الفعالية السياسية، والمجتمعية إلى القيام بواجباتها ووضع حد لهذه الظاهرة والعمل لما شأنه خلق جو يساعد على استقرار حياة الناس وأمنهم المعيشي.
2- نجدِّد موقفنا بدعوة كافة القوى إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ،والسكينة العامة من قبل الجميع وفي هذه الظروف الاستثنائية، ووقف أي تعديات تستهدف العبث بما تبقى من تلك الممتلكات، والعمل مع مختلف القوى الجنوبية لخلق اصطفاف وطني جنوبي؛ لمواجهة أعمال النهب والتخريب، وإثارة الفوضى التي تهدد أمن واستقرار وسلامة المواطنين في الجنوب؛ وفي هذا الصدد ندين وبشدة اقتحام منزل الشهيد: عبد الفتاح إسماعيل أحد رموز الدولة والحزب في الجنوب، والاستيلاء عليه والعبث بمحتوياته، ونطالب السلطة القيام بدورها بإخراج المقتحمين، واستعادة المنزل، ومحاسبة من أقدم على هذا العمل العبثي وتقديمهم للمحاكمة،
كما تدعو الهيئة القيادية إلى اتخاذ مواقف مماثلة إزاء الضالعين في الاستيلاء على منازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة دون أي مسوغ قانوني.
رابعا: وفي سياق الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، واستئناف المشاورات تمهيدا لاستئناف العملية السياسية وبمشاركة كل الأطراف المرتبطة بالأزمة السياسية بأبعادها المختلفة؛ ونظرا لاستفحال الحالة الإنسانية جراء الحرب التي طال أمدها فإن الهيئة القيادية للحزب تؤكد على المسائل الآتية:
1- الترحيب بتعيين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفت وقدومه إلى اليمن ،وتتطّلع الهيئة إلى أن يحرز المبعوث الأممي النجاح في مهمته وتوسيع دائرة التواصل مع كل الأطراف مع التأكيد بأن القضية الجنوبية تمثل البوابة الرئيسية ومفتاح الحل لأي تسوية سياسية قادمة وبدونها ستظل الأزمة قائمة وما يترتب على ذلك من نتائج سلبية لا تساعد على استتباب واستقرار الأوضاع في اليمن والمنطقة
2- إن المرجعيات الثلاث المتداولة للتسوية السياسية لم تتضمن حلا جذريا للقضية الجنوبية حيث تم تجاوزها وغض الطرف عنها؛ وعليه يجب تصويب هذا الاختلال في إطار الترتيبات القادمة والتسوية السياسية في اليمن.
3- تجدد الهيئة القيادية دعوتها إلى كل المكونات الوطنية الجنوبية إلى إعطاء اهتمام متزايد لمتطلبات المرحلة التي تستدعي حث الخطى لتوحيد الصف الجنوبي في إطار قيادة وطنية موحدة وبرؤية موحدة، والتوافق على وفد موحد استعدادا للاستحقاقات السياسية القادمة؛ بما يحقق أماني وتطلعات شعب الجنوب، في تقرير مصيره، واستعادة دولته.
خامسا: تؤكد الهيئة القيادية على ضرورة دعم الإخوة في الشمال من أجل تصعيد نضالهم لتحرير المحافظات، والمدن، والمناطق من سيطرة القوى الانقلابية وهزيمة مشروعهم الانقلابي السلالي الطائفي الانعزالي وحليفهم النظام الإيراني واستعادة الدولة وإحلال الأمن والسلام.
هذا وقد اتخذت الدورة العديد من القرارات، والتوصيات في ختام أعمالها أهمها:
أولا: إضافة الأخوين: 1- أبوبكر بارجاء 2- علي كرامة، إلى عضوية رئاسة الهيئة القيادية، كما أقرت تشكيل سكرتارية الهيئة القيادية على النحو الآتي:
1- ياسين أحمد صالح
2- أحمد حرمل
3- زيد ثابت محسن
4- عتيق باحقيبة
5- وضاح اليمن الحريري
6- دفاع صالح ناجي حربي
7- د. صباح شرف
8- ثابت سالم بن سهيل
9- وآعد عبد الملك
10- محسن حسن فريد ، 11- انتصار خميس
* * * صادر عن الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي في الجنوب
* * * * * *عدن 24- إبريل_ 2018م.