[علي المفلحي]

رسالة الهيئة الأكاديمية الجنوبية الموجهة إلى سعادة السفير مارتن غريفيثس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن..
بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة السفير مارين جريفيتس ممثل الأمين العام للام المتحدة إلى اليمن المحترم
سيدي العزيز
يسر الهيئة الأكاديمية الجنوبية ان تعبر لكم عن بالغ تهنيها الحارة لنيلكم ثقة المجتمع الدولي باختياركم ممثلاً شخصياً للأمين العام للام المتحدة إلى اليمن , ومتمنيين لكم طيب الإقامة في عدن حاضرة الجنوب وعاصمتها السياسية والتاريخية الأبدية , والتوفيق في مهمتكم الإنسانية النبيلة .
ويطيب لنا بمناسبة زياراتكم التاريخية الهامة إلى عدن والتي تعد أول المؤشرات السياسية والدبلوماسية لنجاح مهمتكم وجهودكم الإنسانية من اجل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في اليمن. إن نصارحكم القول بتواضع ومصداقية وشفافية , بأن أي جهد أو مساعي لمعالجة الأزمة في اليمن , إذا لم تأخذ بجدية حقائق الوقائع والمتغيرات التي حدثت على مستوى الشمال والجنوب , كما هي أو تحاول تكريس ذات المنهج في البحث عن حلول تتعسف الواقع , ولا تنطلق من الجذور والمسببات الحقيقة لازمة الوحدة بين الشمال والجنوب , أو تدور في فلك البحث عن حلول ترقيعية أو منقوصة أو مفروضة على حساب إرادة الشعب في الجنوب , ولا تلبي تطلعاته وأماله وأهدافه المشروعة في التحرر والانعتاق واستعادة دولته الحرة المستقلة, على كامل جغرافيا ترابه الوطني لحدوده المعترف بها دولياً , والمنصوص عليها بوثيقة استقلال الجنوب العربي في نوفمبر 1967م , سيكون خطاً كبيراً , وننبه من خطورة الإقدام او للجوء إليه , لما يمكن إن تولد عنه من نتائج كارثيه مدمرة , لا تحقق الأمن والاستقرار في الجنوب والشمال والمنطقة ولن تؤدي إلا إلى مزيد من التازيم للأوضاع وإعادة إنتاج وتدوير دوامة العنف والثارات والصراعات والحروب , وتدفع الأمور نحو المجهول , وفوض الإرهاب والتطرف بصورة أكثر عنفا ودموية .
وبالاستناد إلى ما تقدم ذكره فان الهيئة الأكاديمية الجنوبية تؤكد على عدد من الحقائق التالية :-
1- هناك واقع جديد تشكل في الجنوب منذ مارس 2015م , وهناك حقائق وتحولات فرضت تمكين هذا الواقع , أهم ملامحها قدرة الجنوبيين على تعزيز جبهتهم الداخلية , والتعاطي بمسؤولية وبإيجابية مع المتغيرات التي فرضتها الحرب وما نتج عنها من متغيرات , وعلى المجتمع الدولي والإقليمي الاعتراف بهذا الواقع وقراءته بإنصاف وموضوعية كونه المؤشر الحقيقي الضامن الذي يمكن ان تبنى عليه أي حلول أو معالجات صحيحة وسليمة .
2- إن وحدة 22 مايو 1990م التي وقعها النظامين والحزبين السياسيين , قد أنتهت ولم يعد لها وجود في الواقع لا في الأرض ولا في نفوس ومشاعر الجنوبيين , وأن الحقيقة التي ينبغي أن يدركها الجميع إن هناك واقعاً جيو سياسي يتشكل على مستوى الجنوب وأن المصلحة تقضي حفاظاً على أواصر العلاقة والمحبة بين الشعبيين في الشمال والجنوب , ضمان أستمرار أنسياب المصالح المشتركة لتحقيق الأمن الأستقرار, هو فك الأرتباط والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990م .
3- أن حق شعب الجنوب في تقرير المصير وحقه في الحرية والكرامة وإستعادة دولته الوطنية المستقلة بحدودها الدولية المعترف بها دولياً في بيان الأستقرار في 30 نوفمبر 1967م هو حق أصيل تقره القوانين والأعراف والمواثيق الدولية , وهو حق لا يمكن التنازل عنه أو المساومة أو الألتفاف عليه إطلاقا .
4- أن فشل حكومة الشرعية في إدارة المناطق المحررة مقابلة وتوفير أحتياجات السكان , يعكس فسادها ومشبوهية دورها حيث أصبحت جزء من المشكلة , وما يحصل في عدن والجنوب من فوضى وأضطرابات أمنية وأعمال إرهابية , تقف خلفها أياد بعض الأطراف النافذة في الحكومة في كثير منها . حيث تستخدم تلك الأطراف سلطاتها الشرعية وسيلة لحماية وتمويل وتسهيل حركة وتنقل تلك الجماعات الإرهابية والعناصر التخريبية ويتأكد ذلك من خلال إعاقة محاكمة تلك العناصر المتورطة بالإعمال الإرهابية والإفراج عنها بأوامر فوقية من السجون .
5- إن الهيئة الأكاديمية الجنوبية تنبه من أي محاولة لتكرار وإستنساخ تجربة الحوار الوطني ومن محاولة بعض القوة والأطراف الشمالية من صناعة كيانات أو هيئات أو شخصيات وهمية تدع تمثيل الجنوب في أي مفوضات أو حوارات سياسية دونا عن إرادة وتطلعت شعبة, مثلما حصل في الحوار الوطني عام 2012م بقصد خلط الأوراق وتغيب الجنوب وتهميشه سياسياً هو أمر ينبغي عدم اغفاله , فالجنوب اليوم بيد أبناءه وأن شعب الجنوب هو من يملك حق أختيار من يمثله أو يعبر عن إرادته الوطنية الحرة .
6- أن الجنوب شعباً ومقاومة شريك أساسي وفاعل إلى جانب أشقاؤه في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حتى تحقيق كامل أهداف عاصفة الحزم والأمل ودحر وإفشال المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة.
7- لقد تأكد بالملموس بما لا يدع مجال لشك للقوات المقاومة الجنوبية والنخب الحضرمية والشبوانية والحزام الأمني وأجهزة أمن العاصمة عدن قد كان ومازال لها دوراً عظيماً في ترسيخ الأمن والاستقرار إلى حد كبير في المناطق المحررة , وفي أجتثاث عناصر تنظيم القاعدة .
تقبلوا فائق تقديرنا واحترامنا,
دكتور / حسين مثنى العاقل
رئيس الهيئة الأكاديمية الجنوبية عدن..

*) الهيئة الأكاديمية الجنوبية :- هي هيئة تأسست في 16 ديسمبر 2007م في العاصمة عدن تضمن نخبة من الكفاءة العلمية لأساتذة الجامعة والباحثين الاكاديميين الجنوبيين، تتبنى الدفاع عن حق شعب الجنوب في الانتصار لعدالة قضيته السياسية، وأستعادة دولته المستقلة.