'
قتل علي عبدالله صالح، عبارة لم يصدقها الشارع اليمني، حتى بعد أن رأوا جثمانهِ، كان يخال لهم أن ينطق قائلاً الزعيم لايموت .
هذا الغول الذي أبتلع اليمن ثلاثة وثلاثون سنة، لم يكن بالحسبان أن يموت في مراسم كهذه، لا طبول تقرع له، ولا جنود تحمله في تابوت باكية لرحيلة، دون موسيقى عسكرية، في مشهد صامت، أنتهى مشوار علي عبدالله صالح ..
من أسمى نفسه الزعيم، لم يكن الا زعيم نفسه، فالزعماء حين يرحلون، يبلل ثراهم دموع شعوبهم، ويتحولون إلى رموز، تظل الأجيال تحفظ سيرتهم، أما صالح فلم يكن إلا آله من طين، قدسها ثلة من الفاسدين، واليوم هدمت الآله، بأيدي من قاسموه الكفر بالوطن، والمواطنة، اليوم القاتل، والمقتول .. ذبحوا اليمن من الوريد إلى الوريد، وأقتتلوا فيما بينهم .
الراقص على رؤوس الأفاعي، يموت في جحر مظلم كالفئران .
لن تبكيه صنعاء التي أخرس صوتها، ولا تعز التي أغتال ثورتها، ولن يكون مقتلهِ للجنوبيين إلا عرسًا، لشعب سلبهم أرضهم، وهويتهم، وأستباح دمهم !
إلى هامش التاريخ، يامن أغرقت الارض بالدم ، وأخرست الحق بشراء الذمم، وعمدت الوحدة بالمدفعية، والظلم .
- زينة الغلابي 💙
|