*المجلس الانتقالي ودوره في عالم اليوم!!!!!*
-------------------------------------------------
إن عالم اليوم بقواه الإقليمية والدولية لا ينظر، مع الأسف، إلى الحقوق السياسية والوطنية لأي طرف في أي نزاع إلا من خلال حجمه وقوته وتماسكه،
بمعنى أن ميزان القوى العسكري على الأرض هو الذي يقود إلى/ أو يفرض التسويات السياسية، وأي شيء دون ذلك ليس سوى تفاصيل مكملة.
ومن هذا المنطلق يتعين على الجنوبيين أن يحسبوا ،أولاً بطريقة رياضية عامة ماذا لديهم غير التأييد الشعبي؟ لأن المرحلة الشاقة تتطلب ما هو أكثر من الحالة الجماهيرية…
بمعنى هل تلك "الأحزمة والنخب" وكل أشكال "المقاومات" يمكن أن تشكل قوة موحدة في لحظة حرجة؟
وهل بإمكان "المجلس الإنتقالي" أن يستكمل "بطريقة نموذجية" حواراً موضوعياً مع المكونات القريبة، وينجح في بناء الثقة وتجسير الثغرات مع الآخرين؟
*وهل لديه قنوات حقيقية ليفهم ماذا يريد الإقليم غداً، وليس اليوم فقط؟*
من الممكن جداً أن يصبح الجنوب مشروع سياسي كبير يدعمه الإقليم والعالم، لكنه من الممكن أيضاً أن *يصبح في يد الآخرين مجرد ورقة في أي تسويات قادمة.*
لهذا فإن على من يمثل الجنوب أن يراكم أوراق القوة مثلما راكم الدماء. وعليه أن يتمتع برشاقة عالية وديناميكية غير مسبوقة،
خاصة والظروف، المحمّلة بأثقال تفوق قدرات الجنوب المحاط بالخصوم، تتطلب مطابخ وعقول وكواليس، وتتطلب الإبتعاد عن صناعة "القائد الرمز"،
فالناس تكره ملامح التاريخ الذي أوصلها إلى هذا الحال، مثلما تكره أن ترى في الواقع ما يذكرها ببداية مشوار الستينات والسبعينات الذي أغلق الفضاءات وفتح لها ثقب تنفذ منه إلى عالم المصائب المتلاحقة.
وأولاً وآخراً على الجميع إدراك أن من يعدّ نفسه لمواجهة السيناريو الأسوأ هو الذي سينتصر،
✍ د احمد علي عبد اللاه
*- خبير نفطي وكاتب
|