*المسجد الاقصى المبارك*
*يستغيث*
بسم الله الرحمن الرحيم (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
وقال صلى الله عليه واله وسلم

لا تشد الرحال الا الى ثلاثه مساجد ،المسجد الحرام ،ومسجدي هذا ،والمسجد الاقصى).
ان امتنا العربيه والاسلاميه ،وهي تواجه اليوم تحديا سافرا ،وعدوانا غاشما من قبل إسرائيل الارهابيه واعوانها ،وتعمل جاهدة على تهويد القدس الشريف ،والمسجد الاقصى المبارك ،اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ،ومسرى ومعراج رسولنا الكريم صلى الله عليه واله وسلم ،فان الواجب على امتنا العربيه والاسلاميه حكاما ومحكومين ،وقادة ومقتدين ،ان يرتفعو الى مستوى المسئوليه التاريخيه ،وان يحتكموا الى كتاب الله القرآن الكريم ،وسنة نبينا محمد الصادق الامين والتاسي بامجادنا الاخيار والاخذ باهم العوامل والاسباب التي كانت المفاتيح في تحقيق النصر والفتح المبين ،وانتشال الامه من كبوتها ،ورفع راية الاسلام عاليا ،خاصة وان امتنا تواجه اليوم اخطر تحد عرفته في تاريخها من قبل الصهاينه الاشرار.
بالامس كان اسلافنا الاحرار يهتفون في المناسبات الدينيه والفتوحات الاسلاميه قائلين

الله اكبر وحده صدق وعده ،ونصر عبده ،واعز جنده ،وهزم الاحزاب وحده) فكانت هذه الكلمات ترددها الالسن ،وتترجمها سيوف جند الاسلام ،حيث كانت تتهاوى تحت ضرباتهم عروش الجبابره والقياصره والاكاسره المعتدين ،ورموز الغزاه الصليبين والصهيونيين الحاقدين.
(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ،بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)
واليوم ومع الاسف نردد هذه الكلمات والتكبيرات ،فلا تتجاوز حناجرنا ،واذا ما اردنا ترجمتها امام المعتدين الاسرائيليين الارهابيين ،فنكتفي بكلمات جوفاء ،واحتجاجات عن استحياء ،والاحتكام الى اعوان الصهاينه واشياعهم ،والذين يمدونها باسباب القوه والبقاء والعدوان.
وبالله عليكم يا اخوه الاسلام كيف يكون الذائب راعيا والخصم الجائر قاضيا ،وهم الذين سلمو فلسطين العربيه بقدسها الشريف ،ومسجدها الاقصى المبارك ،لقمه سائغه ،وغنيمه بارده للعدو الصهيوني.
ان الافاعي وان لانت ملامسها * عند التقلب في انيابها العطب.
ولا ننسى وعد بالفور وزير الخارجيه البريطاني باقامه وطن قومي لليهود في فلسطين العربيه ،قال الرئيس البريطاني تشرشل

لقد كان اخراج القدس من سيطرة الاسلام هو حلم المسيحيين واليهود على السواء ،ان سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود ،ان القدس قد خرجت من ايدي المسلمين ولن تعود الى المسلمين في اي مفاوضات بين المسلمين واليهود).
وقال احد قاده المسيحيين المتصهينين

ما دام هذا القرآن موجود عند المسلمين فلن تستطيع اوروبا السيطره على الشرق ،ولا ان تكون هي نفسها في امان).
وصدق الله القائل

وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).
(وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواَ)
ولن يستطيعوا باذن الله ،وسيظل الاسلام خالدا مخلدا حتى يرث الله الارض ومن عليها.
(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)
لقد تناسينا ان الاسلام يرشدنا بان الجنه والحريه والكرامه تحت ظلال السيوف والمدافع وان ما اخذ بالقوه لا يمكن ان يسترد الا بالقوه ،وبنفس درب الجهاد والنضال والكفاح المتواصل ،الذي سار عليه رسولنا المجاهد العظيم صلى الله عليه واله وسلم ،وصحابته الميامين (فما ترك قوم الجهاد الا ذلو) قال الله تعالى

وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ).
انها قوه الردع التي تجعل العدوا الصهيوني ينكسر امام امتنا خائبا وهو حسير.
والسئوال الذي يضع نفسه ،لماذا نجد مجلس الامن ،او بالاحرى مجلس الخوف والنفاق ،يسمح للصهيونيين والصليبيين والشوعيين ،بامتلاك اسلحة الدمار الشامل ،بينما لا يسمح لانظمتنا العربيه والاسلاميه بامتلاك اي اسلحه متطوره لردع المعتدين؟
وبالله عليكم يا اخوه الاسلام كيف يطيب لنا المقام ،وننعم بالعيش والمنام بينما المسجد الاقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لا يزال يرزح تحت الاحتلال ،مكبلا بالاغلال ،وموصدا بالاقلاق وبكيمرات التجسس الذكيه الاكترونيه الصهيونيه ،واستمرار اسرائيل الارهابيه بالحفريات تحت المسجد الاقصى لهدمه حتى تقيم على انقاضه هيكلهم المزعوم؟
كيف يطيب لنا العيش ونشعر بامننا وعزتنا وحريتنا وكرامتنا ،بينما نرى اهالينا في فلسطين يمنعون من تاديه الصلوات في المسجد الاقصى المبارك ؟ بل ويتعرضون للقتل والتعذيب والتنكيل والسجن امام بوابات المسجد الاقصى وهم يؤدون صلاه الجمعه والصلوات المفروضه دون ان يكون هناك من حسيب او نكير ،نرى ونسمع صراخ وانات اهالينا الفلسطينيين من اطفال رضع ،وشيوخ ركع ،ورجال ونساء عزل ،امام بوابات المسجد الاقصى والقدس الشريف والمخيمات وفي الضفه الغربيه وغزه ،وهم يتعرضون يوميا للتقتيل والتنكيل والتعذيب والسجن ،وتدنيس المسجد الاقصى بانعل الصهاينه الانجاس ،والمستوطنين شذاذ الافاق ،ويتعرض اهلنا في فلسطين لابشع عدوان واحتلال في التاريخ ،من قبل اسرائيل النازيه واعوانها من المسيحيين المتصهينيين.
ان المسجد الاقصى المبارك يستغيث واهلنا في القدس والضفه الغربيه وغزه يستنجدون بامة العروبه والاسلام ،ويستغيثون مناشدين(واإسلاماه ،وامحمداه ،وامعتصماه ،واصلاحاه ،واناصراه).
وهم يتعرضون للتنكيل والتقتيل والاعتقال فلا هناك من معتصم مجيب ،ولا من ناصر قريب ،ولا صلاح جديد ،ولا من قائد مكين يبحر بامتنا الى بر الامن والايمان ،والسلامه والاسلام ،والى بر الحريه والعداله والعزه والكرامه والسلام ،فلا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ،والله اكبر وهوا حسبنا ونعم الوكيل نعم المولا ونعم النصير.
وبعد..فهل آن الاوان ان يستيقظ الضمير العربي والاسلامي من سباته العميق ويستجيب لاستنقاذ المسجد الاقصى المبارك من الاحتلال الصهيوني الارهابي ،واغاثة اهلنا الفلسطينيين وتخليصهم من الاغلال والاستبداد والشتات؟ هل من يدود عن المخيمات ويحمي الاعراض والمقدسات؟ هل من صحوه اسلاميه جهاديه ثوريه ،نفتح بها اعينا عميا ،واذانا صما ،وقلوبا قلفا ،ونحرر بها انفسنا وضمائرنا من اغلال الجبن والانقسام ،واليأس والانهزام ،والشقاق والخصام ،والاتفاق على كلمه سواء؟ حتى تتوحد قلوبنا واهدافنا ،وتصفو ارواحنا ،وتزكو نفوسنا ،ونكون عباد الله اخوانا ،وكمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟
هل من معتصم مجيب ،وصلاح جديد ،وناصر قريب ،يلم شعثنا ،ويضمد جراحنا ،ويحرر اراضينا ،ويوقف الفتن والحروب فيما بيننا ،وينتصر لاهلنا في فلسطين ،ويطهر المسجد الاقصى من رجس الصهاينه الاشرار؟ هل حان الوقت ان تقوم الانظمه العربيه بحقن الدماء التي تسفك وتسيل هدرا بين شعوبنا العربيه والاسلاميه ،في افغانستان والعراق وسوريا ولبنان ومصر وفلسطين وليبيا واليمن شمالا وجنوبا؟ اما آن الاوان لهذه الحروب الاهليه العبثيه الخاسره ان تضع اوزارها؟ انها فتنه واجنده الصهيونيين والصليبيين والماسونيين ،انها حرب صليبيه ،تنفذها امتنا بالوكاله ،وذالك تنفيذا (لاتفاقيه سايكس بيكو ،والفوضى الخلاقه) واعاده تقسيم الشرق الاوسط من جديد ،تقسيم المقسم وتجزئة المجزا ،تمهيدا لقيام دوله اسرائيل النازيه من النيل الى الفرات ،والله المستعان ،ترى هل من مدكر ،هل من متعظ ام على قلوب اقفالها؟ هل حان الوقت للدول الغربيه الاستعماريه ان تكفر عن ذنوبها ،بما اقترفته من جرائم ومظالم في حق شعوبنا؟ وتعمل جاهده على ترسيخ الامن والسلم الدوليين ،وذالك بالكف عن صناعه ورعايه وتصدير الارهاب العالمي ،وارغام اسرائيل الارهابيه بالانسحاب فورا من فلسطين بقدسا الشريف والمسجد الاقصى ،ومن سائر الاراضي العربيه ،حتى يعم الامن والتعايش السلمي بين سائر الشعوب ،ونعيش جميعا متسامحين متصالحين متكافلين (لكم دينكم ولناديننا).
اما آن لهذا الليل البهيم الذي يغشى امتنا ان ينجلي؟
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ)
ويحتكمون في حل منازعاتهم الى المنهج القرآني العظيم ،وسنة رسولنا الكريم ،والالتزام بالحوار السلمي الشوروي الديمقراطي ،حتى يقدر للشعوبنا العربيه و الاسلاميه ،ان يكون لها حضورها الريادي في مسيرة قافله الاسره الدوليه السلميه ،كما اراد الله لها ذالك ،وكما يجب ان تكون(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).
ولا ريب فان من مقاصد ديننا الاسلامي الحنيف ،هوا ان تحيا شعوبنا العربيه و الاسلاميه بقلوب متراحمه واحاسيس مشتركه ومسئوله ،تسموا بها عن الصغاير والاحقاد والخلافات الجانبيه ،والحروب الاهليه ،وتحولهم من مواقع الهزيمه والذله والفرقه والخصام داخل انفسهم الى مدارج القوه والعزه والحريه والتوحد والانتصار ،وحتى تتوحد كل امكانيات امتنا الايمانيه والروحيه والماديه والقدرات الدفاعيه ،لردع العدو الصهيوني المتربص بنا جميعا.
قال الله تعالى

وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
يا امة الاسلام لاتترددي *
هبي فمثلكي امه لا تقعدي
الله اكرمنا بنور محمد *
فعن البصائر يا ظلام تبددي.
وبالله عليكم يا امة الاسلام لماذا نرى اليهود في كل انحاء العالم يحرمون قتل بعضهم بعضا واستباحة دمائهم واعراضهم واموالهم ،رغم اختلاف مدارسهم الفكريه والجهويه والحزبيه والدينيه ،وكذالك نجد المسيحيين في اوربا وسائر بلدان العالم يعيشون في امن وتسامح وازدهار ،مع اختلاف طوائفهم الدينيه المختلفه ،بينما نحن معشر المسلمين نقتل بعضنا البعض بدم بارد ،ونستبيح دمائنا واعراضنا واموالنا ،ونقوم باهلاك الحرث والنسل والحجر والشجر ،وكل كائن حي ،وتدمير البنيان والافساد في الارض ،والله المستعان ،قال الله تعالى :ُ(مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًاَ)
وهذا رسولنا محمد صلى الله عليه واله وسلم يحذرنا وينذرنا قائلا

اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ،كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).
وفي خطبته عليه الصلاه والسلام في حجه الوداع قال

ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا وفي شهركم هذا ،الا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض).
وقال سيدنا عمر رضي الله عنه

لقد كنا اذلاء في الجاهليه فاعزنا الله بالاسلام ،فمهما طلبنا العزه بغيره اذلنا الله).
اجل هل من عوده الى عقيده الامن والعزه والايمان ،والعدل والسلامة والاسلام ،عقيده التكافل والتصالح والامان ،والتوحد والتسامح والوئام ،والخاليه من الظلم والفقر والعوز والحرمان ،ومن الغلو والتطرف والتشدد والافراط والتفريط ،والتحقير والتكفير؟ هل من عوده الى الشريعه الاسلاميه السمحاء ،والمحجه البيضاء والتي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك ،انها شريعه الوسطيه والاعتدال ،والتي تسع الناس جميعا والقائمه على المحبه والاخاء ،والعدل والوفاء ،وكفاله حقوق الانسان ،والتعايش السلمي بين سائر البشر ،على اختلاف اجناسهم والوانهم واديانهم ،قال الله تعالى

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)صدق الله العظيم.
اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث ،اللهم عجل بنصر امتنا على اسرائيل الارهابيه واشياعها ،واعد المسجد الاقصى المبارك وفلسطين بقدسها الشريف الى الحضيره العربيه والاسلاميه ،اللهم آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى واله وصحبه وسلم
تقديم /يحيى عبدالله قحطان.