[علي المفلحي]

بعد يوم طويل وحرب بيانات لابد لليل أن ينجلي.

منذ صباح أمس وحتى فجر هذا اليوم تابعت مجريات الأحداث والتطورات في الجنوب دقيقة بدقيقة وساعة بساعة بعد الأعلان عن المجلس الأنتقالي الجنوبي الذي أفرح شعب الجنوب من أقصاه لأقصاه ، وأنتظرت حقيقة أسمع رأي شرعية هادي حتى خرح بيان هزيل يحمل بطياته تناقضات واضحة ، والمؤكد بأنه صيغ بسرعة وأستعجال دون أن تلتفت شرعية هادي للتناقض الواضح به .

ففي فقرة يذكر بأن الشرعية تدعم حق الجنوب وفقرة أخرى يُطلق على المجلس الأنتقالي (مايُسمى بالمجلس الأنتقالي) ولايعترف به وهنا تقع شرعية هادي بمطب لاقرار له ، لذلك أصبح الأن هادي بحكم الواقع الجنوبي الجديد الذي سطره الشعب الجنوبي بمليونية الشهيرة التي هزت أركان شرعية أول رئيس دولة بلا دولة على غِرار وزير بلا وزارة .

الموقف الأن في الجنوب تبدل وتغير ولن تستطيع شرعية هادي مهما تحججت بمخرجات الحوار أو قرارات مجلس الأمن أوالمبادرة الخليجية فكل ذلك أصبح تاريخ والواقع يفرض نفسه ، والأهم أن كل تلك القرارات لاتعني الشعب الجنوبي لأنه بكل بساطة لاعلاقة له بها مُطلقاً ، فالشعب الجنوبي صاحب الأرض المُغتصبة حررها بدماء شبابه ورجاله ونساءه ولن يكون هناك عودة لما قبل الرابع من مايو الجاري ففي هذا اليوم التاريخي أنتزع الشعب حقه من براثن الأحتلال الشمالي الذي غزاه عام 1994 ، وهنا أنتهى تاريخ ليبدأ تاريخ جديد يقوده الزبيدي بتكليف من الشعب مصدر السلطات ،وعليه فأن أي مناورة أومحاولة ستقوم بها شرعية هادي فبلاشك ستواجه بحزم من الشعب الجنوبي صاحب الحق والقرار النهائي.

وأخيراً أنبه الشعب الجنوبي من الإشاعات التي راجت خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية تحاول تثبيط عزمته وأظهار ماحصل بأنه أنقلاب على الشرعية كما أنقلب عليها تحالف الحوثي صالح ، وهذا أمر غاية في الخطورة وتدليس وخلط للأحداث والوقائع ، فشعب الجنوب أسترد حق بينما تحالف الحوثي صالح أغتصب حق شرعية هادي وهنا تكمن الحقيقة التي يحاول إعلام بالذات الإخوان ترويجها كأنها حقيقة بالفعل لأنهم الخاسر الأكبر في كل ماجرى وقد لايلاحظ ذلك كثيرين ولكن من يُتابع آلتهم الإعلامية يكتشف مدى خسارتهم للجنوب تلك الدجاجة التي كانو يحلمون أن تبيض لهم ذهباً.
وأخيراً إذا الشعب أراد الحياة فلابد لليل أن ينجلي وها هي سنوات الظلم والأحتلال