عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-03-29, 03:44 PM   #1
سم الدحابيش
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2014-04-17
المشاركات: 2,143
افتراضي نازحي الحديدة وتعز والجوف قنابل موقوتة!

نازحي الحديدة وتعز والجوف قنابل موقوتة!

سأبدأ مقالي هذا (بالتذكير) بأنه عند اندلاع القتال الشرس في شوارع وحواري العاصمة الجنوبية عدن بين أبطال المقاومة الجنوبية وخفافيش الظلام الحوفاشية، وعندما بدأت المليشيات الإرهابية الحوثعفاشية تقصف العمارات والمنازل والملاجيء بالمدفعية وتقتل الأطفال والشيوخ والنساء قنصا ثم تقوم حتى بقتل المرضى في المستشفيات وقتل الطاقم الطبي وحرق المصفاة وكل المؤسسات الحكومية والخاصة لم يدر بخلد أي جنوبي أن يذهب إلى تعز أو إلى إب أو إلى صنعاء..في الوقت الذي كانت فيه هذه المناطق تتمتع بالاستقرار والهدوء والجو المعتدل والمناظر الخلابة .. ومن ذهب هناك هربا من عدن أثناء الحرب هم من أبناء الجمهورية العربية اليمنية المستوطنين في عدن.

أما الجنوبيون الحقيقيون فقد ذهبوا إلى حضرموت المحافظة الجنوبية القاحلة هربا من جحيم الحرب الطاحنة ومن بطش العدو البربري الغاشم فوجدوا بحمد الله اذرع وأحضان أهالي حضرموت في استقبالهم ففتحوا لهم البيوت واسكنوهم في الفنادق الخاصة وتكفلوا بمأكلهم ومشربهم وحتى بعلاجهم ومصاريفهم (في بعض الحالات) ولم يتخلوا عنهم أبدا حتى عادوا سالمين غانمين إلى عدن، ولم يتبعون ذلك بمَنٍ أو أذى بل ولم يعتبروا مافعلوه سوى واجب أدوه وهم يدعون الله أن يتقبله وأن يكونوا قد أدوه على أكمل وجه وإن كانوا مازالوا بعد كل ذلك يشعرون بانهم كانوا مقصرين!!

وهذا مايجعلني أتساءل وأتعجب لماذا لانرى أهالي المحافظات التي تعاني من الحرب في الجمهورية العربية اليمنية يلجأون إلى محافظاتهم المجاورة بدلا من الإتجاه جنوبا حيث الجدب والحصار وخلاياهم الإرهابية ترتع وتفجر؟!!

هل من المنطقي أن يخرج أنسان مهدد بالموت من منطقة إلى منطقة أخرى فيها خطر الموت أضعافا مضاعفة ؟!!

قد يعتقد بعض السذج بأن عنوان المقال تحريضي ضد شريحة من الناس "البسطاء" الذين هربوا من ديارهم بسبب بشاعة الحرب وإجرام الإنقلابيين ولكن في الحقيقة أنه ليس كلام تحريضي وإنما تقرير واقع نراه بأم أعيننا.

فمن يسمون ب"النازحين" وخاصة من محافظتي الحديدة وتعز قد أصبحت عدن المدمرة والمحاصرة من قبل حكومة معاشيق تكتظ بهم ولامكان لموطيء قدم دون أن يتواجد وينتشر هؤلاء كالجراد والقمل والضفادع في مصر أيام سيدنا موسى!

وكأنه قد قُدّر على هذه المدينة الحنون المسالمة أن يخنقها الجميع دفعة واحدة لتلفظ أنفاسها الأخيرة ببطء شديد مع أنها تُحسن حتى لمن يسيء إليها يوميا! وهذه هي المفارقة! لأن هؤلاء النازحين لم يأتوا حباً في العاصمة الجنوبية عدن وإنما لإفشال أي استحقاقات قادمة بدأت تلوح بشائرها في الأفق...

فهذا التغيير الديمغرافي إضافة إلى مئات الآلآف ممن تم توطينهم في المدينة الخضراء ومدينة إنماء وعدة مدن تم بناؤها في السنوات الأخيرة في العاصمة عدن هدفه خلط الأوراق وإرباك المشهد الجنوبي والتشويش على الثورة الجنوبية الباسلة.

حيث تم توزيع أبناء الجمهورية العربية فيها ليقوموا بتخريب عاصمتنا من داخلها وهم يعملون كخلايا متخفية ولكنها نشطة بالليل والنهار ، وكل ماحدث ويحدث من استيطان مستمر من قبل أبناء الجمهورية العربية اليمنية منذ عام 1994م هو عمل منظّم ومخطط له منذ سنوات طويلة من قبل الإرهابي المخلوع عفاش الدم وزبانيته وعن سابق إصرار وترصد.. وأن مايسمى ب"النازحين" من محافظتي الحديدة وتعز ماهم إلاّ جزء من هذا المخطط الشيطاني الكبير وبمساعدة من بعض المدعين كذبا وزورا تأييدهم "للشرعية"!

والدليل على صحة كلامي هو أن محافظة إب الخضراء ذات المناظر الخلابة والجو المعتدل والارض الخصبة والتي لايوجد بها قتال بل وربما الأفضل حالا من العاصمة عدن في كثير من النواحي هي أقرب لمحافظتي الحديدة وتعز من العاصمة عدن التي تبعد عن هاتين المحافظتين بمئات الكيلومترات!

كما أن الكثير من المؤسسات والأحياء في عدن لازالت مدمرة، ومازال سكانها الأصليين يعيشون ظروفا مأساوية.. وهي يوميا تكتوي بنار الحر الحارقة والأزمات والإختناقات المفتعلة من كهرباء وغاز ونفط من قبل حكومة معاشيق الخائنة للإمانة ولايوجد فيها مناظر خلابة أو أراض خصبة أو أمطار أو مياه أو أي شيء يجعلها مميزة أو أفضل حالا من محافظتي إب وصنعاء.. فما الذي يجعل مايسمى ب "النازحين" يأتون إلى عدن ولايذهبون إلى إب أو إلى صنعاء؟؟!!

والشيء بالشيء يذكر ..فقد سمعنا عن نزوح مئات الأسر اليمنية إلى حضرموت "بحجة" أن الحرب في محافظة الجوف فرضت عليهم الهروب إلى مناطق آمنة ولم يجدوا أفضل من حضرموت!!!

وقد قامت جمعيات "إصلاحية" بالعناية بهم وتوفير كل مايلزمهم من طعام وشراب وخيم وفرش وأدوات للطبخ للإستيطان في حضرموت وربما بعد أشهر سيبنون عشوائيات وسيبسطون على أرضي حضرموت ويدعون بأنهم أصحابها الأصليين!!!

بينما أهالي حضرموت يعانون من شظف الحياة القاسية وقلة ذات اليد بكل شموخ وعزة نفس ودون أن يسألون الناس إلحافا حتى ظن الجاهلون أنهم أغنياء من التعفف!

في الوقت الذي تتمتع فيه دويلة مأرب الأحمرية بمزايا أكبر بآلاف المرات من تلك المزايا التي تتمتع بها حضرموت (وخاصة واديها التي نزح إليها أبناء الجوف)!!

ومأرب بالطبع أقرب إلى محافظة الجوف من حضرموت البعيدة عنها بمئات الكيلومترات!.. وبدلا من أن يذهب نازحي الجوف إلى دويلة مأرب الأحمرية الغنية والتي تنهمر عليها المساعدات التركية والقطرية من كل جانب ويحتفظون فيها بنفطهم وغازهم لأنفسهم نجد أبناء الجوف يذهبون إلى حضرموت التي مازال يعاني أهلها كثيرا ويصبرون على لأوائها صبر الأولياء ويصمتون بمنتهى الكرامة والكبرياء.

فما هو السبب ياترى في هذا النزوح اليمني جنوبا؟ ولماذا الآن أكثر من ذي قبل ؟ وهل سيتحول مايسمى ب "النازحين" إلى قنابل موقوتة في الأيام القادمة؟ ؟!!


التعديل الأخير تم بواسطة سم الدحابيش ; 2017-03-29 الساعة 03:46 PM
سم الدحابيش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس