عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-12-25, 09:13 PM   #10
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

أديب السيد
25 ديسمبر، 2015 ·
*لله .. للتأريخ .. لماذا انتصرت مقاومة الجنوب* ..؟
*أديب السيد*
لكل مقاوم جنوبي حر ..
لكل جنوبي شريف ..
لكل شريف حر في العالم ..
لم ينتصر الجنوب بسهولة .. ولم يكن نصره بفعل حيثيات حديثة ودعومات ومضلات رغم انها عامل مساعد هام .. لكنها ليست سبب رئيس .. والشواهد عديدة وانظروا الى جيرانكم في اليمن الشمالي ماذا حققوا .. عندما لا تكون الارادة حاضرة وقوية ..
لقد انتصر الجنوب بارادة فولاذية لم تستطع قمعها دبابات عفاش ومجنزراته وجيشه ومخابراته ووحدات الويته .. منذ 2007م ..
انتصر الجنوب بمبادئ احراره ودماء شهدائه الطاهرة الزكية النقية التي روت تربته وسقت شجرة الحرية التي ستكون وارفة ومثمرة بإذن الله…
الجنوب ترسخت فيه الحرية منذ زمن .. اجياله الماضية والحالية والقادمة لم ولن ترضى ان تعيش لحظة واحدة مهانة خاضعة ذليلة .. ولم تكن يوما متكيفة مع الطغيان والهمجية والتجبر والعدوان .. رغم الخذلان ..
ابطال المقاومة الجنوبية الباسلة جميعا ..مع امتياز شباب الحراك الجنوبي .. في كل جبهات القتال .. بتقدم الصفوف وصنع النصر بارادتهم الصلبة وروحهم المعنوية المشحونة بالصمود والنضال منذ سنوات… والحرية او الموت ..
حقيقة انقلها لكم…
شبابنا شباب الحراك الجنوبي " المقاومة الجنوبية " الابطال في اغلب جبهات القتال المهمة .. لم تكن تأتيهم مضلات الدعم والاكل والماء ولا الذخائر والقناصات والليزر ....
شبابنا الابطال الذين تشربوا النضال الدؤوب للتخلص من الاحتلال اليمني الشمالي الغاشم بجميع فصائله التتارية الكهنوتية والفاشية والمتأسلمة .. كانوا لا يجدون الماء في الجبهات والشعاب والجبال والهضاب .. من يومين وثلاثة ايام كانوا يقضونها دون أكل ولا حبة رز او كسرة خبز ..
أتدرون ما كانوا يأكلون .. ؟
مثلا بسيطا :
والله انهم في جبهة المسيمير أكلوا اوراق الشجر المرة لسد جوعهم ومن اجل البقاء والصمود في جبهات القتال…
أتدرون انهم كانوا يقضون عشرات الساعات دون ان يشربوا قطرة ماء .. ؟ لقد كانوا يبللوا شفاههم بعرقهم المنساب من جباههم الشاحبة .. وبنباتات بعض الاشجار الجبلية ..
انهم رجال مقاومة حرة صادقة .. مقاومة نبعت من حرية ومن معاناة .. وليست مقاومة الاستثناء والعرض والطلب او مقاومة (مقاولة ) المزايدات والمناقصات ..
بل هي مقاومة حقيقية كانت ولا تزال وستبقى اساس حياتهم وايامهم وساعاتهم ودقائقهم .. مقاومة لا يملك اكثر واحد فيهم غير نصف جعبة بالكاد تصل 60 طلقة رصاص كلاشنكوف فيما هناك من قاوم ومعه 10 طلقات ..
هناك شهيد .. استشهد في المسيمير وهو لديه طلقة كندا واحدة.. يريد ان يسددها نحو العدو .. فالتقطته قناصة الاعداء.
وللتذكير .. احرارنا في الجبهات لم يجدوا سفر الاكل الجاهزة ولا مظلات السندوتش بالكرافت او الهمبرجر او اللحم الممروق او المندي والحنيذ ..
لم يجدوا شدات وملايين ابو عقال او جواني الريالات .. مثل غيرهم .. بل لم يجدوا ذخائر لمواجهة العدو .. فمنهم من باع ذهب زوجته واخرين باعوا غنم امهاتهم .. وبعضهم رهنوا اراضيهم الزراعية ..
لهذا انتصر الجنوب .. وانتصرت المناطق الاشد فقرا وبؤسا وبأسا والاكثر وطنية وثبات على الهدف ..
في عدن مثلا .. كان شبابها يتناوبون على قطعة كلاشنكوف.. فيما اللصوص وضعاف النفوس واشباه الرجال ينقلون القناصات والرشاشات الى قراهم ومنازلهم ليبيعونها بعد الحرب بفتات المال الزائل ..
في عدن .. عن أي شيء سأحدثكم .. ؟ ..
أعن أم ترى جسد ولدها الشاب.. تخترقه رصاصات الاعداء وهو يسعى لانقاذ مجموعة من زملاءه محاصرون .. فيدفع حياته ثمنا لتخليص اصدقاءه وزملاءه ..
أم اقول لكم .. عن أم ( خنساء ) عصرها.. فقدت اربعة من ابناءها في ميادين الشرف .. ام عن اطفال فقدوا جميع افراد اسرهم ..
في عدن ..
هل تريدونني أحدثكم .. عن زوجة واطفالها وهم يشاهدون بأم اعينهم عائلهم الوحيد وأملهم في الحياة .. وجمجمته تتفجر برصاص قناصة العدو وهو يقاتل في الميدان ..؟
أم احدثكم .. عن والد كهل .. يرى ولده الجريح ينزف ولا يستطيع اسعافه ويعجز عن الاقتراب اليه لتقدمه بالسن .. فيستشهد الشاب امام والده ..
وفي لحج وابين والضالع وشبوة وحضرموت ... نماذج كثيرة .. سطرتها وقائع التضحيات التي قدمها شعب الجنوب ..
وقائع حقيقية .. لم يصل اليها خيال صانعي افلام الهوليود والبوليود…
أم تريدونني أن أحدثكم .. عن الشهداء والجرحى.. وكيف قضوا واستبسلوا .. وقدموا جماجمهم وارواحهم على اكفهم .. وفضلوا الاستشهاد على ان يولوا الادبار .. او يتهادنوا مع الغزاة التتار ..
قصص الشهداء لن تستطيع كلمات ان تسطرها .. ستخجل اللغة وحروفها .. وتجهش العبارات والصفحات من هولها .. الحزن نفسه سيحزن .. والقهر ذاته سيقهر .. لن يستطيع ملف ان يحملها .. ولا وصف ان يوفيها حقها ..
قصص ووقائع .. تدمي القلب وتذيقه الأمر .. وتبكي الصم الحجر ..
منهم من استشهد وتقطعت اوصاله .. واخر تمزقت اطرافه .. ومنهم من تفجرت جماجمهم .. واحرقت جثثهم ..
شهداء قضوا في سبيل الله والوطن والكرامة والعرض والارض .. مقبلين غير مدبيرين .. بعضهم استشهد بعد ان نفذت منه الذخيرة .. وأبى الاستسلام للعدو وفضل الشهادة .. ومنهم من جرح وظل ينزف الى عانقت روحه رحاب الله ..
(( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) صدق الله العظيم.
أبعد هذا .. يريدون منا أن نعود عن الهدف الذي خطه لنا هؤلاء الشهداء الابرار ..؟ أيريدوننا أن نقبل أن نتجاوز حدود المتاح المحدود لنعود الى حضيرة همج الشمال واحزابهم ومليشياتهم واقزامهم .. ؟
كلا .. ورب الكعبة ..
ووالله وتالله وبالله .. لإن وضعوا الشمس في يميننا والقمر في يسارنا على ان نعود للوحدة مع الشيعة المجوس والزيود المعتدين وحلفاءهم باليمن الشمالي .. او نعود عن مذهبنا الشافعي الوسطي او عن استقلال دولتنا الجنوبية .. ما عدنا عنها حتى ينصرنا الله أو نهلك دونه .
أديب السيد
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس