الانسجام والتُّجذّر الخفي بين حزبي الغنّة واللّغوة.
===== كتب :مهندس/ عزيز العيدروس
تتبعا" للاحداث علي مدي تاريخ الحزبين الوليدين و فكرة نشوئهما الواحدية المنطلق من قبل حزب ثالث يعدوه بمثابة الاب الروحي لهما، فلايخفي علي كل ذي اطلاع بتاريخ اليمن الاحدث القريب،فالمؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه مخلوع اليمن صالح المؤسس الفعلي لتجمع الاصلاح اليمني الاخواني ذات الفكر الاخواني المتطرف ولاغراض سياسية تمت بها تصفيات حسابية في تلك الفترة في الاعوام الاولي من ولادة الوحدة اليمنية يعلمها الجميع ، وكذا اعطاء الضوء الاخضر لنشوء الحركة الحوثية ومحاربتها علنا" والحفاظ علي استمرارها سريا" الي ان تم تحولها الي حزب انصار الله كانت من قبل الاب الروحي ذاته صاحب الفكرة والتاسيس لحزاب الاخوان نفسه.لايختلف اثنين علي احادية مصدر المنشاء بغظ الطرف عن الاحداث والاهداف التي تمت صنع ولادة الحزبين لاجلها.اضحت مبادي الحزبين ( الغنة ) الاصلاح الاخواني و ( اللغوة ) حزب انصار الله غير ثابته وذو توجهات تتغير بيسر حيال اي طاري يبرز علي الساحة اليمنية. ابان استقرار الحكم السياسي الذي تفرد به المؤتمر الشعبي العام كان حريصا" علي خلق العداء الفعلي بين الحزبين واعتمد علي قيادات عسكرية محسوبة علي حزب الغنة الاخواني في حربه مع حركة حزب اللغوة ونشبت حروب بالفعل اتسمت بمحاربة الدولة للحوثيين واستمرت علي مايربو الستة الحروب وبفعل قوة الدولة كانت تتمكن وباستمرار من هزيمة الحركة الحوثية وسحقها الا ان حرص صاحب فكرة التاسيس كانت تحول دون ذلك لتمكن فرصة ثانية للملمة اوضاع الحركة الحوثية لتبرز من جديد وهكذا تكرر السيناريو طيلة الحروب التي سجلت مع الحوثيين وفي نطاق جغرافي محصور لايعدي حدود محافظة صعدة اليمنية.
وعند اختباط الموازين وحيازة حزب الغنة الاخواني علي التاييد الخارجي من دول تدعم الحركات الاخوانية وبقوة و تماشيا" مع بزوغ ثورات الربيع العربي استغني تجمع اليمن للاصلاح الاخواني عن صاحب مشروع ولادته - مؤتمر شعبي صالح المخلوع - بل الاكثر من ذلك سخرت لديه الامكانيات ليحشد الجماهير ويدعي لرفض النظام لينفرد تجمع اخوانيي اليمن بسدة الحكم ويتقلد زمام امور حكم البلد ، مما حذي برئيس النظام حينها علي صالح الي مغازلة الحوثيين وبطرق اكثر قربا" بل وبوعود مساندتهم ليتكمنوا من الوصول الي عاصمة الدولة وتقلد الحكم السياسي فيها، هنا بدأت تبرز ملامح خلاف حقيقية وحروب في مناطق محددة في دماج صعدة ومحافظة عمران القريبة من صنعاء ، وعند تسجيل انتصارات محسوبة للحوثيين لمس قيادات حزب الاصلاح المساندة الفعلية من القوات التي احتفظ بها صالح وبشكل مباشر استشعر أصحاب الغنة الاخوانيين وتخلوا عن مبادئهم واسلوب العداء مع حوثيي اللغوة فسارعوا بتشكيل وفد رفيع المستوي تكون من قيادات صاحبة قرار وانطلقوا الي كهف مران الرئيسي للتفاوض مع سيد الكهوف هناك وتقديم تنازلات تحول دون اقتراب الحوثيين من عاصمة الحكم صنعاء ، ولكن اقتناص الفرص التي كانت حينها سانحة للحوثيين المتمثلة بمساعدة قوات الجيش التي يمتلكها صالح والدعم الخارجي من طهران التي طالما حلمت بوجود فرصة سانحة كهذه ان يقترب حزب تعده حليف ضعيف وسري ان تمد يد العون المادي والمعنوي ليحقق الحوثيين مكاسب اكبر .
هنا حاول تجمع اصلاحيو اليمن الاخوانيين بعد رفض الحوثيين التفاوض معهم ، الدفاع وعلي استحياء الا ان خطط الحوثيين السياسية المدعومة من المخلوع وكذا من الخارج تمكن الحوثيين من دخول عاصمة الحكم وانفردوا بصنع واصدار القرار دون مبالاه من الحكومة الشرعية التي مازالت لاحول لها ولا قوة تمكنها من تغيير مجريات الاحداث. وكان الاحوانيين في حزب تجمع اليمن للاصلاح علي قدرة كبيرة ان يلملموا الاوضاع والعودة للمجابهة وتسجيل انتصارات علي الاوضاع لما يمتلكوه من امكانات مادية وقاعدة شعبية ودعم دولي، لو اكتفي الحوثيين بالمكوث في صنعاء وماجاورها من محافظات شمالية تخوفا" لما بدر من انسجام اعلامي شكلي بين الحوثيين والحراك الجنوبي المتسيد في محافظات الدولة الجنوبية السابقة ، ولكن تسرع الحوثيين والتوجه صوب الجنوب ولد نوع من الاريحية التامة في نفوس الاصلاحيين وتحولوا من العدو المحارب للحوثيين الي الوفي المساند لهم تخوفا" من اي انتصار او كسب تاييد سياسي عربي او عالمي يحظي به الجنوبيين.
كل التفينيد السابق البسيط لدور الحزبين (الغنة واللغوة) لم يضفي شي جديد علي انطباع علاقتهما الاساسية الاولي وهي الحرص علي ان لا يتم التفريط بالجنوب او السماح باستقلاله لما يمثله مصلحه يجتمع عليها اهداف الحزبين وثالثهما الاب الروحي صاحب فكرة تاسيسهما.
|