أشكرك على الرد أخي الكريم ابو حسام
إستنتاجي بانك استندت في مقالك الى ماكتبه الدكتور السقاف في صحيفة عدن الغد مجرد تخمين وذلك بسبب وضعك للرابط اسفل موضوعك كما انني لم أقرأ ردك على الأخ علي المفلحي
وأما اجتهادك لتعريف مصطلح فك الإرتباط فهو محل اعتبار واحترام
ومع احترامي الشديد للمحامي السقاف وعلمي التام بأنه متخصص في القانون الدولي إلاَّ أنه ليس بنبي لايخطيء ولا كلامه قرآن لايأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه وأنه رغم تبحره في هذا العلم والمجال
قد يخطيء في التقدير كبشر وهذا شيء طبيعي وليس في ذلك أي علاقة "بالعاطفة" وانما بخلفيات المصطلح نفسه سياسيا وعمليا وتاريخيا
كما انه ليس بيني بين المحامي السقاف اي خصومة شخصية ولاحتى أدنى معرفة لامن قريب ولامن بعيد.
وعودة لتعليقك بأن الجنوب في عام 1994م لم يكن دولة مستقلة فقد فندت في ردي سابقا بأن إعلان فك الإرتباط الذي تم في 21 مايو 1994م هو إعلان شرعي وقانوني لأنه تم بإرادة سياسية جنوبية ثم أعقبه استفنتاء شعبي بخروج المليونية في عدن لتأييد فك ارتباط الجنوب مع الجمهورية العربية اليمنية (بغض النظر عن ان مايسمى بالوحدة قد تمت سابقا طواعية) لان اعلان فك الارتباط حق أصيل للشعب الجنوبي وحتى للقيادة السياسية التي لم تكن أصلا شرعية حينها لان الشعب الجنوبي لم ينتخبها ولكنها في حكم القانون الدولي حكومات الأمر الواقع ويتم التعامل معها في الأمم المتحدة على أساس أنها قانونية حتى وإن كانت فاشية! (يمكنك سؤال المحامي السقاف عن صحة المعلومة عن تعامل الأمم المتحدة مع حكومات الدول الغير منتخبة والفاشية وهي تمثل غالبية الأنظمة في العالم )
أما بالنسبة للإستفتاء على الدستور فهذا أمر ثانوي ولايؤثر على شرعية وقانونية إعلان فك الإرتباط في 21 مايو 1994م لان سوريا ومصر قد تم استفتاء شعبيهما بالفعل على الدستور الموحد ومع ذلك تم فك الإرتباط بينهما بسلالة ودون مشاكل ولم يكن الإستفتاء عائقاَ بأي حال من الأحوال أمام فك الإرتباط.
بل على العكس فإن عدم الإستفتاء على الدستور نقطة في صالحنا ولكن على افتراض أنها تمت بالفعل فإنها لاتمنع بأي حال من الأحوال الجنوبيين من حقهم في إعلان فك الإرتباط وإنهاء الوحدة سياسيا أسوة بما حدث مابين سوريا ومصر وهو ماحدث بالفعل أي أننا قد استنفدنا مصطلحي فك الإرتباط وحق تقرير المصير في حينه بتاريخ 21 يونيو 1994م.
بما معناه بأنه سواء تم الاستفتاء في الجنوب على الدستور أم لا فإن إعلان القيادة السياسية في الجنوب فك الإرتباط هو إعلان قانوني وشرعي
ويعني عمليا انتهاء الوحدة سياسيا بين البلدين وأن الإجتياح للجنوب من قبل عصابات الارهاب اليمنية ماهو إلآّ اعتداء غاشم وغزو بربري خارجي من دولة جارة وليست حرب أهلية داخلية.
ولكن حينما تقول بأن الجنوب في عام 1994م لم يكن دولة فأنت هنا لاتعترف بقانونية إعلان فك الإرتباط
وتعتبر أن مايسمى بالوحدة حينها بأنها كانت شرعية وقانونية حتى بعد إعلان فك الارتباط! ويستتبع ذلك بأن الغزو اليمني للجنوب كان شرعيا وقانونيا وأنها حرب اهلية وان شهداء الجنوب مجرد ضحايا حرب داخلية! وطبقا لكل ماسبق أريد تفسيرا مقنعا على أي أساس تطالبون اليوم بفك الإرتباط إذا كنتم تعتبرون ان الجنوب حتى بعد إعلانه فك ارتباطه سياسيا عن الجمهورية اليمنية كان مايزال في وحدة شرعية؟!
أخي أبو حسام قولك أعلاه "هذا استاذ في القانون الدولي يعي مايكتب وتاطيرة في وقتة طبعا وهناك الاستاذ سعيد طالب يعمل بصمت" هذا القول ليس حجة ولا رد على تساؤلاتي التي أعدتها مجددا هنا لأنني لم اجد منك ردا شافيا عليها ومازلت استشكل اعتبارك ان الجنوب كان مايزال في وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية حتى بعد إعلان قياداته السياسية فك الارتباط وإصرارك على استمرار شرعية الوحدة وقتها!!!!
الملف كبير بالفعل ولكن ماعلاقتنا نحن كجنوبيين بابناء اليمن وانفجارهم السكاني؟!
إذا كنت تقصد الاستيطان اليمني في الجنوب فهذه لها حلول سياسية وقانونية في إطار اللعبة السياسية الكاملة وتحذير الدكتور السقاف وإيجاد الحلول لمشكلة الإستيطان اليمني هو جهد مشكور ولكن المشكلة أن حلول الدكتور السقاف صعبة المنال في هذه الظروف الإستثنائية حيث تحتاج إلى ميزانية ضخمة لتوطين المهاجرين الجنوبيين في الجنوب تتجاوز المئات من المليارات!
وتعقيبا على خلاصتك قلت بأن البيض استخدم مصطلح فك الإرتباط وأن العطاس أيضا استند إلى نفس المصطلح وعزّا ذلك إلأى أن إعلان (ج.ي.د) وليس إعلان عودة ( ج.ي.د.ش) واعتماد التسمية السابقة بأن ذلك معناه أننا أذا أردنا ساتعادة الجنوب بحدوده السابقة فعلينا أن نطالب بفك الإرتباط لأن الدولة التي توحدت مع الجمهورية العربية اليمنية كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وليس جمهورية اليمن الديمقراطية بدون كلمة "شعبية" والتي تم إعلانها عقب فك الإرتباط !

ولست أدري من هذا العبقري الذي أقنع العطاس بهذه الفكرة الغبية لأن إعلان فك الإرتباط "إعلان سياسي ببطلان عقد بين قيادتين سياسيتين" وليس له علاقة بتسمية البلاد من عدمه ((خااااصة بعد إعلان فك الإرتباط)) وكما يقول المثل العقد "شريعة" المتعاقدين وليس "تسمية" المتعاقدين.أما إذا تم الإعلان عن تسمية الجنوب بالتسمية جديدة ((ج.ي.د)) قبل إعلان فك الإرتباط فقد أتفق مع العطاس....

إضافة إلى أن اعتماد دستور الجمهوري اليمنية في جمهورية اليمن الديمقراطية المعلنة بعد فك الإرتباط فيعتبر شأن سيادي يخص جمهورية اليمن الديمقراطية وليس له علاقة مطلقا بإعلان مايسمى ب"الوحدة" أو إعلان فك الإرتباط
"فمثلا" لو اعتمدت جمهورية مصر الدستور الإمريكي فلايعني ذلك أن مصر صارت جزءا من أمريكا وإنما معناه أنها اختارت دستورها لسبب ما.. وتستطيع بكل تأكيد لاحقا إذا أرادت إلغائه واختيار مايناسبها.
أي أنه قرار سيادي بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ولايدخل ضمن النطاق القانوني والشرعي لما يسمى بالوحدة الفاشلة أو يتعارض مع قانونية فك الإرتباط. كما أن التسمية الجديدة واعتماد الدستور اليمني لايؤثر على قانونية حدودنا السابقة لأن إعلان فك الإرتباط نص على ذلك بوضوح.
كما أنه من حق أي دولة أن تغير إسمها بالإسم الذي تريده وبدون تدخل حتى من الأمم التحدة وإنما فقط تقوم بإعلام الأمم المتحدة من أجل تغيير التسمية في ملفاتها الرسمية هناك ولتتعامل الدول الأخرى معها بمقتضى التسمية الجديدة .
أما بالنسبة لرأي الجفري والذي يقول فيه بأن مصطلح "فك الإرتباط" يعني أنه يلزم الجنوبيين بالعودة إلى ماقبل 1990 كنظام دولة وليس كجغرافيا فهذا من بدع السيد الجفري لأن فك الإرتباط لاعلاقة له بنظام الحكم ولا بالدستور وإنما بحل عقد شراكة بين بلدين لهما حدودهما المستقلة.
ولكن دعني اتوقف عند نص وثيقة قيام دولة جمهورية اليمن الديمقراطية فكثير من الجنوبيين وحتى اليمنيين تذرعوا بأن الوثيقة لم تكن وثيقة إعلان فك الإرتباط وإنما إعلان عن قيام دولة جديدة مستقلة وهذا قفز متعمد على حيثيات النقاط الواردة في الإعلان وهي كالتالي:
((وفي الرابع من مايو ( أيار ) الجاري بدأت حرب الإبادة الشاملة على كل المحافظات الجنوبية والشرقية التي كانت تتكون منها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الدولة الشريكة بإقامة دولة الوحدة ))
وأسئلتي هي كالآتي:
لماذا يتحدث الذين اعلنوا الوثيقة وهم بالطبع حكومة الجنوب السابق عن "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" إذا لم يكن لهم أية علاقة قانونية ومباشرة بها؟!
ثانياَ: جاء في الإعلان أن عاصمة "جمهورية اليمن الديمقراطية" هي عدن فأين تقع عدن؟ اليست في الجنوب وكانت قبل مايسمى بالوحدة عاصمتها السياسية ؟
ثالثا: بقية المواد في نص الوثيقة لايلزمنا قانونيا بأي شيء تجاه مايسمى بالوحدة وإنما هي عبارة عن قرارات سيادية تخص حكومة الجنوب ويمكن تغييرها بجرة قلم!
من يقول بأن إعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية كان مصيبة وكارثة على الجنوب وانها تثبيت للوحدة فهو واهم بدون شك
فعلى سبيل المثال اتحدت دولة التشيك مع دولة السلوفاك وسموا الدولة الوليدة جمهورية تشيكوسلوفاكيا وحين تم فك الإرتباط بينهما سلميا قررت دولة التشيك تغيير تسمية دولتها ب" جمهورية تشيكيا" وأعلنت قيام دولة تشيكيا فلم ينكر عليها أحد هذا التغيير فلماذا أنكروا على الجنوبيين فقط ذلك؟!
أما قول بعض عملاء الجنوب بأن اعلان 21 مايو جاء والقوات التي اجتاحت الجنوب على ابواب عدن
فهو كذب محض ومفضوح لأن إعلان فك الإرتباط أو قيام دولة جمهورية اليمن الديمقراطية وعاصمتها عدن كان بتاريخ 21 مايو 1994م أي قبل حوالي شهرين من احتلال عصابات الجمهورية العربية اليمنية الإرهابية للجنوب. كما أن التأخر في هذا الإعلان لاينفي شرعيته وقانونيته وهذا هو الأهم.
وأيضا قول اليمنيين أن الجنوب بهذا الإعلان لم يعلن الإنفصال هو شيء يدين اليمنيين وغزوهم للجنوب فإذا كان الجنوب لم يعلن الإنفصال فلماذا شنوا الحرب ضد الجنوب أساسا وادّعوا أنه أعلن الإنفصال؟!
أخيرا ...ماتم نشره في الرابط الأخير غير موثوق فيه لأنه جاء من مصدر العدو ومعروف عن الإعلام اليمني بأنه يقوم بالتزوير والحذف والإضافة لأي نصوص لتوافق هواه فما بالكم بوثيقة تخص الجنوب .
المعذرة للإطالة وذلك لدواعي الشرح والتوضيح
تحياتي.