الأخ الفاضل أبو حسام
يبدو أنك استندت في موضوعك إلى ماقاله المحامي الدكتور محمد السقاف في مقاله المنشور في عدن الغد
والذي حدد "مصطلح فك الإرتباط" كمصطلح أنسب لتسمية القضية الجنوبية وذلك في ختام مقاله كالتالي:
((نقطة توضيحية لمن يطالب بحق تقرير المصير و بالاستقلال والاعتراف بالجنوب اقول ان هذه المطالب بهذه الصيغ غير دقيقة فالجنوب قد حصل علي حق تقرير مصيره عبر لجنة تصفية الاستعمار التابعة للامم المتحدة في ١٩٦٣-١٩٦٥
وحصل علي الاستقلال من بريطانيا في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧
وحصل علي الاعتراف الدولي من ١٢٣ دولة عدد اعضاء الامم المتحدة حينها حين قبلت عضويته في المنظمة الدولية
الصحيح هو في مطلب فك الارتباط واستفتاء الشعب حول هذا المطلب ولا حاجة لديه الي إعتراف دولي جديد لاستعادة دولته السابقة)).
اقرأ المزيد من عدن الغد | ذكرى 30 نوفمبر 1967- 1989 http://adengd.net/news/232741/#ixzz4RwO28Stv
في البداية سأوجز في عجالة بعض النقاط التي جاءت في مقالة الدكتور السقاف كالآتي:
1- تم الاعلان عن استقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967م في جنيف بسويسرا.
2- تم الاعتراف بالدولة الجنوبية اقليميا من خلال الجامعة العربية في 12 ديسمبر 1967م.
3- تم الاعتراف بالدولة الجنوبية دوليا في 14 ديسمبر 1967 اي بعد يومين من اعتراف الدول العربية بدولة الجنوب.
ثم عرج بنا على اتفاقيات مايسمى بالوحدة اليمنية والتجاوزات القانونية التي حدثت فيها ومن ثم الأزمات التي ظهرت في بواكيرها أي منذ العام 1990م
ومن ثم الفشل التام لما يسمى بالوحدة في عام 1994م.
المشكلة أن الدكتور السقاف لم يبرح مكانه عند اتفاقية اعلان الوحدة والأخطاء التي رافقتها وبقي يراوح في مكانه وكأن الإحتلال اليمني لم يحدث للجنوب مطلقاً!
رغم انه في احدى عباراته يقول:
((ودستور الوحدة لم يتم الاستفتاء عليه الا بعد عام من قيام دولة الوحدة في ١٥- ١٦ مايو ١٩٩١ واستبدل بدستور جديد في عام ١٩٩٤ بعد غزو الجنوب))
وهذا يدل على أن الدكتور يتناقض مع نفسه ويتضارب في اقوله! ..فإما أنه يعتبر الإحتلال اليمني الغاشم على الجنوب عام 1994م
((غزو بربري همجي)) من دولة خارجية على دولة الجنوب ذات السيادة.
وإما أنه يعتبر الجنوب فرع من الأصل وجزء تابع لدولة الإحتلال اليمني البربري العدواني
وبالتالي لاحاجة للجنوبيين بالمطالبة بالاستقلال!
فإذا قلنا بأن مصطلح فك الإرتباط هو المصطلح الأنسب للقضية الجنوبية فمعنى ذلك بأننا نقر بقانونية الاحتلال اليمني على أراضي الجنوب وبأننا دولة واحدة بإرادتنا ! ونقر بحق الاحتلال اليمني في نهب ثرواتنا ومواردنا وأراضينا!
وعليه فإنه لايلزم الارهابيين من قادة الاحتلال اليمني أن يحاسَبوا قانونيا على جرائم الابادة الجماعية والمجازر الوحشية التي مارسوها بحق الجنوبيين منذ عام 1994م حتى عام 2015م بل وحتى هذه اللحظة!
وإنما تعتبر تلك الحروب التي شنوها ضدنا مجرد "حرب أهليه داخلية في بلد واحد" ! وأن كل الشهداء والجرحى والأسرى الذين قتلوا وجرحوا وأسروا منذ 1994م حتى هذه اللحظة لاقيمة لدمائهم ولاحتى كقيمة قطرة ماء! وأن هذه الجرائم البربرية ماهي إلاَّ حوادث عرضية طبيعية تحدث في أية حرب أهلية داخلية بين طرفين متصارعين!
فهل انتم مستعدون للتضحية بدماء الشهداء والجرحى والأسرى وعذابات أسرهم وأطفالهم واعتماد مصطلح فك الإرتباط بدلا عن مصطلح الاستقلال الذي يقابل مصطلح الاحتلال؟!
وهل هناك مايمنع من ان يطالب الجنوبيون باستقلالهم من الاحتلال اليمني او حتى أي احتلال غيره لمجرد انه سبق لهم وان طالبوا باستقلالهم من الاحتلال البريطاني؟! في أي منطق هذا يصح؟!
وماعلاقة الإحتلال اليمني بالإحتلال البريطاني؟!
حتى نعلم تماما ماهو المصطلح المناسب لقضيتنا العادلة ولانتخبط في خضم المصطلحات القانونية المعقدة علينا أن ندرك بأن الجنوبيين قد استنفدوا بالفعل المصطلحين السابقين أي ((فك الإرتباط في 21 مايو 1994م وكذا حق تقرير المصير أيضا في وقتهما ومنذ زمن طويل))....
حيث تم بالفعل الاعلان قانونيا فك إرتباط دولة الجنوب مع جارتها الغادرة عبر قادتها الرسميين وعبر قنواتها الرسمية ..ومن ثم خرج الملايين من الجنوبيين مؤيدين للقيادة السياسية في اعلانها فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية قبل احتلال الجنوب وهو استفتاء شعبي واضح تم في وقته المناسب كما انه خرجت عدة المليونيات بعد الاحتلال اليمني للجنوب بواقع 16 مليونية متتالية ولمدة 8 سنوات متوالية أي بمعدل مليونيتين كل سنة تقريبا! وهذا أكبر استفتاء يحدث في التاريخ البشري "لحق تقرير المصير"!
أما بالنسبة للإعتراف الدولي لدولة الجنوب فماهو إلاَّ لعبة سياسية ومجرد
تحصيل حاصل سواء كان تحت مصطلح استقلال أم غيره.
الخلاصة:
((لكي نتخلص من الاحتلال يجب ان نطالب بالاستقلال)) لا أن نستجدي عدونا بفك اغلالنا وفك ارتباطنا معه! فما أخذ بالقوة لايسترد إلاّ بالقوة! وهو ماحدث بالفعل في الجنوب. ولم يبق لنا سوى أن نستمر على نهجنا وأن لانخفض من سقف مطالبنا حتى لاتضيع حقوقنا وسط تمييع سياسي وتواطؤ دولي
((مع الاخذ بعين الاعتبار كل الظروف المحيطة بنا وبما يتلائم مع مصلحتنا على المدى القريب والبعيد)).
شكري الجزيل لك على سعة صدرك مقدما.