http://adenghd.net/news/228230/#.WByTvnSm3qA
ثورة البسطاء
( دماء شهداء الجنوب لن تروح هدر )
عبارة يرددها الكثير قولا وكتابه .
فأما البسطاء فأنهم يرددونها بنوايا صادقة وبحرقت الأسف على رفاق دربهم ويتمنون يملكون شيئ يقدمونه وفاء لدماء من تعاهدوا معهم ، أو أن يقدموا شيئ لأسرهم .
لأنهم بسطاء والبسطاء صادقين قولا وفعل .
أما المتغنين بالعزف على أوتار حروف هذه الجملة فهم المتشدقين الذين يستخدمونها لدغدغة مشاعر البسطاء كلما سنحت لهم فرصة للطلوع والكسب ، لكنهم كاذبون لا يعملون ولا يواسون ولا يوفون ، ومن دماء البسطاء يسترزقون وفوق جثثهم يصعدون ، تراهم في السلم يتقدمون الصفوف وعند الشدائد بصدور البسطاء يحتمون .
قفوا أيها الصعاليك عند حدكم سنين وسنين وأنتم تتلونون وتتمسكنون وعلى أكتاف البسطاء تصعدون ومن عرقهم تكسبون .
كم تمسحتم بأقدام البسطاء عندما تكون لكم الحاجة منهم ، تتصلون فيهم تتقربون منهم تمدحونهم تبتسمون لهم حتى أطفالهم تداعبونهم وتحملونهم فوق أكتافكم .
فأن قضيتم حاجتكم أدرتم لهم ظهوركم وحضرتم الاتصالات عنهم وتعاليتم فتتجاهلونهم تارة وتنهرونهم تارة أخرى .
نسيتم خبزهم الذي أطعموكم إياه وباتوا وأطفالهم جياع .
نسيتم عرقهم ولفح حرارة الشمس لأجسادهم وهم يضلونكم .
كم هي الوعود الذي وعدتموهم بأن تحقيق الأمل وبلوغ الهدف قاب قوسين أو أدنى وأنما هي أيام فقط وأن الجنوب دولة معترف بها دوليا وأن ملف الجنوب أصبح على طاولة مجلس الأمن وأن دول عظام تبنت موقف الجنوب وملف قضيته .
كفاكم ضحك على الدقون يا من لا تملكون دقون ولا تعرق جباهكم خجلا وحياء .
أيها البسطاء بل يا ملايين البسطاء على أرض الجنوب .
من يقول لكم أننا مشارفين على تحقيق الحلم فهو كاذب .
مازلنا في بحر الظلمات تتقاذف بنا الأمواج لا ربان ولا بوصلة ولا سفينة صديقة تنقذنا .
( سيقولون عني أنني محطم أمال الشعب ، سيقولون عني أنني مثبط أحلام الشعب ، سيقولون عني كما سبق وأن قالوا )
لا يهمني أنا اصرخ بعالي صوتي لأستنهض بسطاء الجنوب .
قضيتنا سوف يضيعها سماسرة الجنوب .
قضيتنا لا تملك قيادة والعالم لن يتخاطب إلا مع قيادة .
قضياتنا لا تملك رؤيا مستقبلية .
قضيتنا مثل حمامة نتفوا ريشها وطلبوا منها أن تطير فكيف تطير الحمامة بلا ريش ولا أجنحة ولا ذيل .
قضيتنا علتها فيمن حولوها إلى بقرة حلوب أو دجاجة تبيض ذهبا .
قضيتنا علتها في أصنام صنعوها من قش التمر وقالوا هذه الذي تقربكم إلى ربكم زلفى .
قضيتنا علتها في قيادة عمياء خرساء صماء مشلولة لا تقوى أن تدفع عن نفسها طنين صوت البعوضة .
فعلا ما نتمسك بمن لا ينطق ولا يسمع ولا يرى ولا يتحرك .
لن يأتيكم الجنوب الى فوق مداكئ القات ولا إلى سرر الوكندات .
لن يأتي الجنوب بكثرت النقاشات ولا بالتمني والأماني ولا بدعاء .
لن يأتي الجنوب ونحن في كل يوم وفي كل ساعة نضيف إلى قائمة الأعداء عدو حتى أصبحت سوداء من كثرت أسماء الأعداء . كسواد قلوب الحاقدين على الجنوب .
بينما قائمة الأصدقاء خالية بيضاء لم نكسب صديق يتعاطف معنا أو ينصحنا ويرشدنا .
لأننا أستمسكنا بمن لا يملك لنفسه نفعا ولا يدرء عن نفسه ضرا .
ولأننا ما زلنا نخاطب العالم بالهتافات الثورية والشعارات التي تضر ولا تنفع ولا تحقق لنا هدف ولا تبلغنا غاية .
أيها البسطاء الثورة ثورتكم والدماء دمائكم والأرض أرضكم . فلا تدعوا اللصوص يسرقونها ويسترزقون منها وعلى أكتافكم يصعدون وفي الحطمة يقذفونكم وهم في الفردوس يعترشون .
أصرخوا بوجوههم كفى .
دعونا نكسب لنا صديق .
دعونا نلتمس لنا صراط مستقيم .
دعونا نسترشد بمواقع النجوم .
لعلنا نبلغ يومنا المعلوم .
هذا صوتي فلن تستطيعون تكميم فاهي .
أحجبوا كلماتي عن أن تنشرها الصحافة أو مواقع التواصل .
فأنها ستنفذ من خلف أضلعكم وتنبس بها ألسنتكم يوم تجرون إلى سقر زمرا .
✍ عبدالقادر زين بن جرادي