انعدام التوعية المناسبة للحد من الإرهاب في الداخل .. جعل الهيمنة العسكرية الأمريكية تنفرد لوحدها بمهمة القضاء على الإرهاب ..
التخلص من الإرهاب والإرهابيين في اليمن ينظر لها الناس على أنها مهمة خارجية ومن اختصاص الولايات المتحدة الأمريكية دون أي تفاعل واهتمام شعبي من الداخل للتخلص من الإرهاب بكافة أشكاله ..
كما ان عمليات القصف للإرهابيين في مواقعهم واوكارهم واينما كانوا في اليمن سوى في الجنوب او الشمال من قبل الطيران الحربي الأمريكي جعلت الرأي حولها منقسم إلى نصفين نصف معارض ونصف مؤيد وكأن الأمر لايعنينا..
صحيح أننا لانملك التفوق التكنالوجي في سلاح الطيران الحربي الذي تملكه امريكا لكن لنا دين الأمان قبل الإيمان دين الإسلام وورد في القرآن الكريم آيات دلائل تحرم قتل النفس التي حرم الله بغير حق وتحرم الاعتداء على الإنسان وإلحاق الضرر بنفسه وبماله وأهله وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة وأحاديث تهدينا لنفرق بين الجهاد في سبيل الله من أجل الدين وبين القتل والتدمير لخلق الرعب وترهيب الناس من أجل خراب البلاد وترويع البشر وضياع أمة الإسلام .
و كما ان تراثنا العربي وتقاليدنا وعرفنا خالصة من ثقافة العنف والإرهاب وفي سير وحكمة الأجداد توعية من آفة القتل والاعتداء والتخريب ..
لقد غاب عن حاضرنا أهمية التوعية من خطر الإرهاب وأصبح الإرهاب يحارب من الخارج
وهذا ما يجعل مهمة القضاء على الإرهاب ورقة تضغط بها القوى الدولية على إرادة الداخل وتملي على أنظمتنا أولويات مصالحها قبل مصالح أبناء البلد .
وعندما نتساءل عن دور المجتمع في الداخل في مكافحة ثقافة الإرهاب سنجد غياب ملحوظ لكل وسائل التوعية التي تواجه صانعي الإرهاب وقاداته في عمليات تطبيعها للإرهاب عبر الإعلام والسياسة والاقتصاد .
فلا توجد أي خطط مدروسة من الدولة أو حتى من قبل فئات المجتمع المثقفة وكيانات المجتمع المستقلة فلو واجه الإرهاب في اليمن سياسة توعوية من شأنها ترشد وتنبه الناس من الوسائل التي يستخدمها الإرهابيين لتطبيع سلوك الإرهاب في البيئة مثل استخدامهم وسائل إعلامية مختلفة لتكييف المجتمع على سلوك العنف وتبريره باسم الدفاع عن الدين والمذاهب واستغلال المنظمات الإرهابية لحالة الفقر التي تصيب الكثير من المجتمعات العربية خاصة تلك التي تشهد تحديات اقتصادية مثل الكثافة السكاتية وشحة في والموارد الطبيعية او تلك التي يتجه اهتمام انظمتها السياسية الى الجانب العسكري و الأمني لخلق جيش وامن يدين بالوﻻء للحاكم وليس للوطن والشعب فيثم استخدام الجانب الاقتصادي وسيلة لها لتوسيع دائرة الإرهاب مستغلة حاجة الشباب للوظيفة والزواج والدراسات العليا وعبر طموحهم في السياسة كذلك تستخدم منظمات الإرهاب الجانب السياسي وسيلة تستقطب بها الشباب للعمل السياسي ذات التوجه المتطرف ..
فأت وجدت التوعية المناسبة لمواجهة مثل هذه المخططات التي تنفذها المنظمات الإرهابية في مجتمعنا لكانت وجدت السياسة الأمريكية عوائق تقلل من افراطها باستخدام الحق المطلق في ضرب الإرهاب في اليمن وفي جزيرة العرب .. .
منى هيثم
|