[علي المفلحي]

من صفحة د/ياسين سعيد نعمان
اليوم حسم الشعب البريطاني أمره وقرر مواصلة حياته بدون الاتحاد الأوربي .. عندما هتف احد مشجعي الخروج 'كم انا سعيد بمغادرة اوربا' صححه الاخر نحن غادرنا الاتحاد الأوربي ولم نغادر أوروبا !!!! قد تبدو فذلكة لكنها تحمل غزارة في تفسير هذا القرار التاريخي والتخفيف من وطأته على أوربا بعد ان علقت الدوائر السياسية في اكثر من بلد اوربي على ان بريطانيا أدارت ظهرها لأوربا .
حملة الخروج استخدمت خطابا اقرب الى الشخصية البريطانية التي أخذت تطحنها مشاكل الحياة ..استنهضتها بقوة عندما جادلت حملة البقاء بأنها قادة على مواصلة حياتها بدون الاتحاد الأوربي ( الفاشل) وكانت حملة البقاء قد ركزت على الخسائر الاقتصادية التي يمكن ان تمنى بها بريطانيا من جراء الخروج دون ان تنتبه الى ما تعتمره هذا الشخصية التاريخية المركبة من عناصر التحدي ..كانت الهجرة حاضرة بقوة ، لكن الطريقة التي أدارت بها حملة الخروج هذه المسالة لا تخلو من تحريض يحمل محددات انعزالية ربما تكون لها اثار سلبية على بريطانيا نفسها خاصة وان الهجرة لم تكن نتائجها سيئة على النهوض العام الذي حدث في بريطانيا خلال الخمسة العقود الاخيرة .
في المحصلة النهائية لم يستطع الوحدويون الدفاع عن مشروعهم بجدارة كما هو حال كثير من الامم وكانت هذه النتيجة . ولننتظر ما سيحل بأسكتلندا كواحدة من تداعيات الخروج .