عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-06-12, 11:25 AM   #9
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

من الذاكرة ايام تقاسم كسرة الخبز والتلاحم الشعبي
بقلم،/ عبدالسلام محمد قاسم
5 رمضان 1437هجرية 10/6/2016م
~!~~~~~~~~~~~~~~~~~
تعود مخيالتي الى رمضان العام السابق عندما كانت الاسر في الضالع تقاسم المقاومين كسرت خبزها بلوحه جميلة من التكاتف والتلاحم والانسجام الشعبي فيما بينهم، ليؤكدون ان المقاومة ليست بالبندقية فحسب، بل وبخبز وماء وبشق تمر...
ففي كل زياراتنا للقرى ما بين وقتي العصر والمغرب من ايام رمضان تدهشنا مشاهد لا توصف من التلاحم الشعبي والتنافس الاسري على إرسال الطعام لابطال المقاومة في الجبهات. فثمة لحمة وطنية رأيناها مرارا في عدة مناطق من الضالع وليس آخرها مشهد الاطفال وهم يتدافعون من بيوتهم حاملين وجبات إفطار العشاء الى سيارات تكفلت بإيصاله لرجال المقاومة في عرين الجبهات. بالكلمات يصعب علينا تصوير هكذا مشهد، لأنهم رغم معاناتهم نتيجة الحصار الخاتق والعدوان الظالم على الجنوب عموما والضالع وخصوصا، يقاسمون أبطال المقاومة كسرة خبزهم ولقمة عيش أطفالهم
التي أضحى توفيرها جهادا حقيقيا. في تلك القرى التي زرناها، حقا وجدنا الضمير حيا والتماسك والتناغم وتوحد المشاعر قويا مع توحد الهدف. و وجدنا الجميع متبسمين، اطفالا وشبابا وشيوخا، وهم يحملون ألذ وأشهى ما جادت بها مطابخهم. المشهد كان أكثر من رائع، فقد التقينا طفلا يحمل طعاما يفوق قدرته، فحاولنا مساعدته ولكنه رد علينا بتلقائية الكبار:" أنا أوصله بيدي لأنال أجر المجاهدين في جبهات القتال" وقابلنا بعضا ممن بادروا وتبنوا إعداد ذات الوجبة الثورية المباركة، فتحدثوا أنهم ملتزمون التزاما دينيا و وطنيا في تقديم الغالي والثمين_ حتى الارواح_ فداء للوطن الغالي الجنوب. وطلبوا المعذرة من رجال المقاومة عن التقصير، مضيفين:" وانقلوا سلامنا للمقاتلين وقولوا لهم أنهم موجودون بقلب وضمير و وجدان كل طفل وام واب...". فيا له من تلاحم شعبي كبير وجدناه فأذهلنا فعلا، ولكن ذلك الذهول يتبعه ذهول ادهى واكبر يوما بعد يوم، حيث يتطور التنظيم وتتزايد الجهود التنافسية باستمرار ليس في التفنن في طباخة الوجبات فحسب، بل وفي ترتيب وتوزيع الوجبات وتشكيلها من كل انواع الاطعمة في كل وجبة حيث ظهر بأعلى مستوى من المساواة في مكونات كل وجبة كما لاحظناه، لنه لم يتوقف عند منطقة بعينها بل شمل معظم قراى الضالع وبعض القراء مثلا" من جحاف والحصين والشعيب في تناغم واحساس رائع انه التلاحم المجتمعي بين اطياف المجتمع من المقاتل في الصفوف الاولى الى الدعم لاجوستي الممتاز ماجمل ذلك المظهر والمنظر والحماس بين الجميع اللهم عد عينا رمضان بالامن والامان ،، لا تعود علينا ايام الاحتلال انك كريم مجيب الدعا
بقلم/ عبد السلام محمد قاسم
5رمضان 1437هجرية
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس