لا بقاء الشمالي بالجنوب سيُحيي عظام وحدة رميم. ولا إخراجه سيبعث باستقلال غائب.للعبة السياسية أوراق أخرى أنظف وأكثر فاعلية.
فمثلا ربع سكان جنوب السودان قبل استقلاله كانوا- وربما ما زالوا- من الشمال. ومع ذلك استقل الجنوب. فلا هؤلاء الشماليون القادمون من أقصى بلاد النوبة ومن غرب دارفور كانوا حائلاً أمام استقلال الجنوب أو جزء من اللعبة السياسية المحتدمة حينها أو ساطورا بيد الحزب الفلاني أو عبوة ناسفة بخاصرة جماعة متطرفة .ولا هؤلاء الشماليون -القاطنون بالجنوب-كانوا ذات يوم ورقة ضغط سياسية بيد الجنوب السوداني بوجه الشمال. ولا حتى الهوية والتسمية السودانية كانت محل خلاف عند الطرفين.. اللعبة تمت بأوراق أرقى وأنقى بما فيها حتى(( الصدام المسلح)).نحن هنا نتحدث عن السودان المتشابك الطوائف والأديان والأعراق الإثنية.
البسطاء لا يصلحوا ان يكونوا وسيلة تركيع للخصوم السياسيين أو وسيلة لإشاعة الفوضى والإرهاب أو كروت على طاولة أي لعبة إلا عند قليلي البصيرة والدهاء من اللاعبين. وتحت كلمة البسطاء ضع ألف خط, حتى لا يختلط الحق بالباطل..(فللعبة أوراقها).
صلاح السقلدي
|