عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-09, 05:14 AM   #360
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

الدكتور ياسين سعيد نعمان يخرج عن صمته ويفتح النار على الجميع-نص التصريح
➖➖➖➖➖➖

عدن اوبزيرفر/خاص

كتب الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني، مقالاً جديداً أوضح فيه موقفه بشان الأحداث الخطيرة التي تشهدها اليمن.

ينشر "عدن اوبزيرفر" فيما يلي، النص الكامل لمقال الدكتور ياسين كما ورد:

مرة ثانية شرقوا أو غربوا ، أقتلوا بعضكم ،فجروا منازل بعضكم ،دمروا المدن والقرى ، فخخوا المساجد واقتلوا المصلين ، قنبلوا المدن بالطائرات ، واصلوا حروب الإبادة لبعضكم البعض ، إشعلوا روح الإنتقام ، افتحوا مزيدا من النوافذ والأبواب إلى الكراهية ، أغلقوا منافذ التصالح والتعايش ، اخترقوا وحدة المجتمع بالخطاب الطائفي الانقسامي البغيض ، اغرقوا البلاد في بحور الدماء ، امسحوا الدماء عن أيديكم فوق جسم الوطن والوحدة والدين ، كل ذلك لن يمكن الراغبين في العودة إلى الحكم أن يعودوا إليه ، ولن يساعد المتطلعين للسيطرة عليه أن يمضوا في هذا المشوار الصعب والمعقد ، ولن يمكن ذوي الثارات ممن نهبوا ثروات هذا البلد من تحقيق أهدافهم ، ولن …ولن… إلخ لسبب بسيط وهو أن التاريخ لا يتكرر إلا بصورة هزلية ، فخ التاريخ هذه المرة يعج بالأفخاخ التي صنعها هؤلاء جميعا .. ها هي تتفجر في وجوه الجميع بعد أن انقلبوا على الحوار وارتدوا عن الطريق الوحيد الذي كان كفيلا بإخراج اليمن إلى المكان الآمن واللآئق به بين الأمم .
ألا يعني لكم شيئا هذا الذي يحدث الآن ومنذ أن انقلب السلاح على الحوار ، السلاح الذي حذرنا منه حينما كان يطل علينا في صورة بارود وفتوى وإشهار قوة مستبطنة فسادها القديم أثناء الحوار ليقلب الطاولة على مسار السلام .
ليس لليمن من خيار غير العودة إلى الحوار والتعايش والقبول بالآخر والتوقف عن شحن المجتمع بالكراهية الطائفية والتي هي أبشع أدوات تقسيم المجتمع وإعداده لإبادة بعضه البعض . أفيقوا يا دعاة الحروب والفتنة والكراهية فليس لكم في هذا الوطن أكثر مما لأي مواطن فيه ، إستفيدوا من كل الحروب القديمةوأنظروا إلى اين انتهت أو ماذا حققت ، المنتصر مهزوم ، والمهزوم يبعث من تحت الرماد للإنتقام في دورات متلاحقة من العنف والقتل ومحاولات الاستئصال بعناوين يجري استدعاؤها لأغراض مختلفة تماما عما تحمله هذه العناوين من معاني أصيلة .

ماذا قدمت تعز للوطن اﻷم.؟؟؟،

كل أحﻼمهم الوطنية
الكبرى تعثرت، ﻷنها اصطدمت برغبات ‏« الطهابيش ‏» الكبار .
كان اﻷديب عبدالله عبدالوهاب نعمان أكثر عقﻼنية مقارنة بكثير من
رموز تعز، حين اختلف مع رئيس الوزراء عبدالله الكرشمي،
واحتدم خﻼف حاد حول شق وسفلتة طريق التربة - تعز، فوزير
اﻹعﻼم النعمان أصر على إنشاء الطريق ورئيس الوزراء رفض
بشدة، إلى درجة أن قال للنعمان : ‏« إذا شقيت الطريق جزمتك في
وجهي ‏» فتوجه النعمان وبثقل أسرته المشيخي والسياسي
والنضالي، وشق الطريق، وبعدها أرسل فردة حذاءه داخل ظرف
إلى رئيس الوزراء الكرشمي، وكتب عليه : ‏« لقد أوفيت بوعدي
فأوفي بوعدك ‏» ، وعلى أثرها وجه الكرشمي بمنع النعمان من
دخول اﻻجتماع اﻷسبوع لمجلس الوزراء، فتوجه النعمان إلى الباب
المقابل ‏«إذاعة صنعاء ‏» ووجه نداء مباشراً : ‏« أعزائنا المستمعين
إليكم بيان هام يلقيه وزير اﻹعﻼم عبدالله عبدالوهاب نعمان فيما
يلي نصه : ‏« قدمت حكومة المهندس عبدالله الكرشمي اليوم
استقالتها إلى فخامة رئيس الجمهورية القاضي عبدالرحمن
اﻹرياني ‏» ، وبهذا أطاح النعمان بحكومة الكرشمي، بعد ستة أشهر
من تشكيلها .
للنعمان خصوصية ‏« تعزية ‏» تستحق أن تمنحه لقب ‏« ابن تعز
البار ‏» ، فهو في السياسة كاﻷدب مفرط في تبجيل الخصوصية
التعزية، في حين ﻻ يمنطق هويته، فقد كتب وتغنت قصائده بكل
ربوع اليمن .
أنه حالة فريدة بحاجة إلى استقراء جديد، عن سيرة رجل شكل
حالة ‏« فيدرالية‏» فردية، أحب تعز وخدمها وأظهرها، كما لو كانت
خصوصياتها إيرادات وتشريعات محلية، في حين تغنى وامتدح كل
اليمن، وشدد على وحدة التراب الوطني كما لو أن ذلك قضايا
سيادية كالدستور والجيش والعملة .
أجدني ملزماً بإيراد عدد من اﻷمثلة عن رموز تعز الذين كرسوا
قدراتهم ونفوذهم لبناء المشروع الكبير، فضاعوا وضاعت
مشاريعهم، ﻷنها تصطدم بـ‏« طهابيش ‏» ، لهم مصالحهم ورؤاهم
المعجونة بالتناقضات : فهم يريدون بناء الدولة والقبيلة معاً،
ويحلمون بالتنمية في حين ﻻ يتركون السﻼح، ويدعون المستثمرين
ويخطفون السياح، ويدعون ﻻقتصاد قوي ويفجرون أنابيب النفط
وأعمدة الكهرباء، ويبحثون عن اﻷمن وﻻ يتوقفون عن التقطع
والثأر.
حاول ‏«بيت هائل ‏» بما لهم من ثقل اقتصادي محاكاة النعمان في
تعزيز الوﻻء للخصوصية التعزية، وغالباً ما اصطدم طموحهم بنزعة
الرئيس صالح التهكمية ضد تعز، فكان كلما قوت شوكته في
الحكم، أغلق شريان في جسد تعز، حتى أغلق المنفذين اللذين
كانت تطل منهما تعز على العالم : ميناء المخا، ومطار تعز .
حاول ‏« بيت هائل ‏» النهوض بتعز الجريحة من كبوتها، وتقدموا
للرئيس السابق بمشروع إعفاءهم من الضرائب خمس سنوات، على
أن يتسلم منهم تعز بعد ذلك وهي شبيهة بدبي، بمعنى بناء كامل
البنية التحتية لتعز، وإعمارها وتوظيف اﻷيدي العاملة فيها.
فكان رد الرئيس ‏«الﻼصالح ‏» خبيثاً، ظاهره فيه الرحمة، وباطنه
فيه العذاب : ‏« أعرف يا بيت هائل أنكم عترجعوا تعز مثل دبي،
لكن غدوة عتطلع المحويت تقول تشتي مثل تعز، ومنين أدي لها،
أنتم تشتوا تعملوا تكريس للمناطقية ‏» ... وهكذا نسف كامل
مشروعهم التعزي.
ربما كان الشيخ المناضل محمد علي عثمان يدرك مبكراً حجم الذي
يجب أن تكون عليه تعز، وهو اﻻتجاه نحو الفيدرالية، ففي أثناء
اجتماع لمجلس قيادة الثورة اختلف الشيخ عثمان مع أحد المشائخ
‏« الطهابيش ‏» الذين ابتلعوا الثورة والنضال، فخرج عثمان من قاعة
اﻻجتماعات غاضباً يدفع الباب برجله، ووجد أمامه الشيخ قاسم
بجاش الخرساني ‏(والد الزميل الكبير عبدالرحمن بجاش‏) ينتظره
في الصالة المقابلة، فقال عثمان للخرساني : هيا نمشي يا رجّال،
والله ﻷقسم أبوها من سمارة نزل ‏» .
بعد فترة قصيرة وُجِدَ الشيخ عثمان مقتوﻻً في أمام بيته في تعز
القديمة .!!
في تقديري أن تهديد الشيخ محمد علي عثمان ﻻ ينطوي على أي
تمييز عنصري، أو نزعة انفصالية، بل أراد به تحقيق حلمه الوطني
الكبير وهو الفيدرالية، فقد وجد في تعز مثقفين وعمال ورجال
أعمال ومهنيين ومشائخ يطوقون إلى بناء دولة مدنية يكون فيها
الدستور هو ‏«شيخ ‏» المشائخ، ومرجعية الجميع.
وهذا ما يشير إليه أحد الضباط المصريين في مذكراته، إذ كتب :
وحين وصلنا منطقة الحجرية قابلنا الشيخ عبدالحق اﻷغبري وكان
ﻷول مرة نجد ‏« شيخ مودرن ‏» فهو ﻻ يحمل السﻼح كثيراً، ويهتم
بالتعليم، ويرسل أوﻻده للدراسة في الجامعات الكبيرة ‏» ، والشيخ
اﻷغبري هو شقيق والدة الراحل عبدالعزيز عبدالغني .
وللشيخ اﻷغبري موقف يستحق اﻵن إعادة قراءة مدلوﻻته، فحين
ارتص الجميع ﻻستقبال الرئيس جمال عبدالناصر في مطار تعز،
تقدم الشيخ اﻷغبري وأخرج من حوزته صرة فيها جنيهات ذهب
حميري أصيل، وقدمها هدية للرئيس عبدالناصر فاستغرب الرئيس
من كرم هذا الشيخ، وهنا تدخل الرئيس السﻼل للتوضيح : ‏« فخامة
الرئيس هذا الشيخ عبدالحق اﻷغبري هو الشيخ الوحيد الذي يعطي
الدولة وﻻ يأخذ منها ‏» .
وحين توفي الشيخ اﻷغبري قال عنه محمد عبدالله صالح ‏( شقيق
الرئيس السابق ‏) اليوم توفي الرجل الذي لم نجده يوماً يصعد
سﻼلم مؤسسات الدولة ليطلب منها شيء ‏» .
كانت دائما نظرة أبناء ونخبة تعز تتسع لحلم الوطن الكبير، وبناء
الدولة المدنية اليمنية الحديثة، لذلك تعثرت كل أحﻼمهم، ولم يكن
بينهم من فكر على طريقة اﻷديب النعمان، من حيث اﻻنطﻼق من
الخصوصية ‏« التعزية‏» ، والشيخ العريقي واحد ممن تعثرت أحﻼمهم
الكبرى، وقد أغفل تاريخ الثورة اليمنية سهواً وعمداً سيرة مناضل
بحجم أحمد ناشر العريقي، هذا التاجر الذي كان يتصل بالضباط
اﻷحرار من أثيوبيا ليسألهم عن احتياجات خطتهم التحررية، وحين
دعاه السﻼل وقد أصبح رئيساً، قال له : ‏«يا شيخ أحمد ناشر
دعوتك ﻷقول لك : ماذا تحتاج أنت اﻵن، فقد خدمت الثورة والجمهورية كثيراً، وجاء الوقت لنرد لك الجميل ‏» ، فغضب الشيخ
ناشر وقال للسﻼل : ‏« ظنيتك طلبتني لحاجة تنقص الدولة .. أنا ﻻ
أطلب شيء من أحد ‏» .
كان الرجل مفرط في وﻻئه، وﻻ يستطيع احتراف ‏«الطهبشة ‏» ،
ويدعي النضال، ويبدأ بحلب خزينة الدولة.
وذات صباح في منتصف السبعينيات مر أحد ‏« الهاشميين ‏» وسط
شارع جمال بصنعاء ووجد الشيخ أحمد ناشر العريقي يجلس فوق
كرسي صغير أمام محل لبيع اﻷحذية، فقال له بتهكم فج : ‏« هاذي
نهايتك يا عريقي تبيع جزمات، بعد ما دفعت أموالك لحقك
اﻷحرار ‏» ، تصادف تهكم الرجل مع موعد ذهاب الطﻼب إلى
المدرسة، فابتسم العريقي بهدوء، ورد : ‏« يكفيني من الدنيا أن
استمتع برؤية هؤﻻء الطﻼب وهو يروحوا ويرجعوا من المدرسة ‏» .
انصرف ‏«الهاشمي ‏» وقد وقعت إجابة العريقي في نفسه
كالسهام، ويبدو أنه كان شديد اﻷدب، فعاد مسرعاً، ودنا يقبل
رأس العريقي : ‏«أنا آسف يا عم ناشر ‏»
الرجاء نشرها حتى لا ينسى التاريخ هؤلا الرجال
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس