عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-04, 06:10 PM   #169
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

أرى البعض ينظر للماضي بتشاؤم ومبالغة في تضخيم السلبيات وكان كل شيء كان غاتم ......كيف كنا قبل 1967م......وكيف كانت يافع والجنوب أليس مستشفانا كان المكوى والمجبر. ..والحرز والحلتيت. .وكانت مدارسنا. ...معلامة. .وجامعاتنا. ..تحفيظ القرآن فقط وليس بالتلاوات الصحيحة. .....كم متخرج كان من الثانوية. ..ونادرا كان لدينا جامعيين. ..سياراتنا رجولنا ومواشينا. ....قرأنا كانت لإتجاورها بيوت جديدة معزولة عن بعضها. ...حروبنا القبلية فرضت علينا بناء نوفذنا من حجار صغيرة مغتربينا كأن همهم من الغربة شراء السلاح للثارات. .....كانت عدن أبعد علينا من نيويورك ولندن. ...وكنا تصلها قرباء بعد عناء سفر لثلاثة أيام. ...صحيح كانت الأسر والقرى مترابطة اجتماعيا. ..وكنا نعتمد على رزقنا من الحقيف والمداحي والأرض والشجر وكانت للبقرة دور رئيسي في عيشنا. .وكنا عاميين كما نصنف أنفسنا وكنا نذهب من قرية إلى قرية لنجد من يكتب لنا رسالة ترسلها لحبيبنا الذي سيقراءاها بعد شهرين. ....
الحمد لله على كل حال. ...
تغير الوضع بعد الاستقلال الأول. .وأصبحنا. .مسؤلين عن أنفسنا. ..رأينا بفترات قصيرة تغيير سريع ومتواصل انتقلنا قرون إلى الأمام. .وشيء طبيعي أن تكون هناك أخطاء لهذا الاندفاع الحضاري. ...فمن لا يعمل لا يخطىء. ....فظهرت حياة انتقالية للريف من العزلة والتخلف والجهل والمرض إلى بناء صروح لبناء الإنسان. ..ظهرت المدارس. ..ظهرت المراكز الطبية. .ظهرت مراكز الوعي والثقافة. ...تسابق الناس للعمل الطوعي وتنافس المتنافسون للتبرعات لبناء أنفسنا وتطوير منطقتنا. .وخلال عدد بسيط من الزمن لا يتعدى أصابع اليد. .وجدنا أنفسنا وقد بنينا أكثر من مائة مدرسة بيافع وأكثر من ثمانية مراكز صحية وشقينا الطرقات إلى عاصمة المديرية. ..ووجدنا صفوف واسعة من أبناءنا يشقون طريقهم في المنافسات العلمية بمختلف التخصصات أطباء مهندسين طيارين إداريين معلمين وفنيين. .وكثير من احبتنا المغتربين نقلوا خبراتهم لبناء بلدان الجوار ونقلها إلى بلدهم وإلى قراهم. ......وأصبح لدينا مراكز أمن وشرطة ومحاكم وتعاونيات ومرشدين زراعيين وأسعار ثابتة مثلنا مثل العاصمة عدن تصلنا حصصنا من التمويل والتموين ولدينا الفهم والوعي والثقافة ورجال السياسة. ..هكذا وجدنا أنفسنا بعد 1967م ....ودخلونا بالوحدة وكان الأمل بأن يتواصل التطور للإنسان والوطن. ..ولكن عندما انتكست أحوالنا وخاننا من سلمنا له الأرض والثروة والسلطة فقد انتكست أمورنا وزادت السلبيات وطغت على الإيجابيات. ...فانتفضنا ومازلنا نحاول أن نعود إلى طريق البناء والنهوض وتطور الإنسان والوطن. ..

علينا أن نكون آمنين ولا ناكرين للواقع ولا ننظر لتاريخ بتشاؤم. .فلو شتمنا زمن فإن الزمن كان زماننا وأن بالغنا في مدح زمن فالواقع والحياة يخالفنا علينا أن نكون منصفين وواقعيين لأن الكلام عن الماضي أمانة لأننا كلنا عشناه وعملناه وصنعناه معا. .....بارك الله فيكم. .وربناء يعيد لنا أرضنا وسيادتنا واستقلالنا
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس