قبل سنوات من اليوم
كنت اعمل في صحيفة "الأيام"
كمحرر صحفي كان ذلك تحديدا في عامي 2008 و2009 .
وكان وقت حضوري للعمل يبدأ مع الساعة الـ 5 عصرا .
كنت أراه لحظة وصولي يصل إلى المكان حاملا كيس صغير فيه ماتيسر من القات وترمس صغير فيه مياه باردة
يجر الخطوات متثاقلا قادما من منزله القريب .
يقضي الرجل ساعات في مقيل "الأيام" ومع الساعة الـ 11 ليلا ينصرف من المكان حاملا "ترمس" خالية الوفاض من كل شيء .
كان ذلك في نهاية العام 2008 وبداية العام 2009 وبعد سنوات من انطلاق الحراك الجنوبي .
لم يكن الرجل ناشطا سياسيا لا في الحراك الجنوبي ولا في غيره وكانت الكثير من قيادات الحراك الجنوبي تلتقي في مقيل "الأيام" وتدعوه للمشاركة لكنه كان ينأى بنفسه عن كل شي .
انه "ياسين مكاوي".
مرت الأيام والليالي والسنين والرجل على وضعيته هذه ..
نائما حتى الـ12 ظهرا ومع الساعة الخامسة عصرا يجر خطاه إلى مقيل الأيام ويعود في ساعة متأخرة من المساء .
لسنوات طويلة من عمر الحراك لم يقل شيء
لم يكتب حرف لم ينبس ببنت شفة
قتل نظام المخلوع صالح المتظاهرين
طارد القيادات شردها واعتقلهم
قتل النشطاء واعتقلهم
ومكاوي يجر الخطى كل ليلة إلى ذات المقيل والعودة .
شكلت أمام عينه مجالس الحراك وهيأته ودعي إليها ورفض ..
واليوم يجلس على كرسيه الوثير هذا ليبيع قضية هو ليس صاحبها وليتحدث زورا وبهتانا باسم شعب وقضية لم يمثلها يوم ما ولم ينتسب إليها قط.
تحاول ماتسمى بالشرعية ان توجد ممثل وهمي نيابة عن الحراك الجنوبي وبائعا بالدين لقضية شعب الجنوب ولكنها لاتدرك أنها ستفشل مثلما فشل قبلها صالح والاصلاح والحوثي والقائمة تطول .
الله المستعان
*فتحي* *بن* *لزرق*
ِ
|