الجنوب وغياب الحامل السياسي
=================
كتب عبدالمنعم الرشيدي
يقول الشاعر أبو العتاهية:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
أن السفينة لاتجري على اليبس
يتحدث الشاعر عن حال المسلم الذي يطمح بالفوز بالجنة ولكنه لايعمل بالأسباب ،ويشبه حاله بحال السفينة التي لايمكنها أن تجري على اليابسة .
ينطبق قول الشاعر بهذا البيت الشعري بحال الجنوبيين ،فجميعنا نطمح بالتحرير والأستقلال واستعادة الدولة الجنوبية ،
ولكننا لانعمل بما يمكننا من استعادة دولتنا الجنوبية،جميعنا سياسيون وجميعنا منظرون ،وجميعنا قادة ومناضلون ، ننتظر من العالم أن يأتينا بدولة جاهزة ومفصلة على مقاس الفاشلون.
لاندر ماذا نعمل ،حفظنا شعار التحرير والأستقلال ، وفشلنا في إيجاد قيادة جنوبية موحدة وحامل سياسي يمثل الجنوب وقضيته العادلة.
جائتنا الفرص المتعددة ولم نستغلها ، سيطرنا على الأرض ولم نستطع أن نحكمها ، خرج المحتل من أرضنا ولم نتمكن من تأمينها.
من أعتلى منصباً حكومياً خائن وعميل ،ومن مكث في البيت وصمت فاشل وجبان ، ومن ذهب للحوار لايمثلنا.
الحوار لايعنينا ، والشرعية جزء من المحتل ، والحرب لاناقة لنا فيها ولاجمل .
إذن: ماذا نريد؟ وإلى إبن نحن ذاهبون؟ هل تسير الأمور في صالحنا أم العكس؟
جميعنا يدرك أن الأوضاع لاتسير وفق ما نريد، وجميعنا يعرف بحالة الشتات التي نعيشها وتعيشها القيادة،
وجميعنا يدرك بأن الأطراف المتصارعة مختلفون في الشمال ومتفقون في الجنوب ،
وجميعنا يدرك إيضاً أن الأطراف المختلفة في صنعاء سيتفقون ذات يوم وسيجلسون على طاولة حوار واحدة لرسم مستقبل اليمن.
هل نستمر على وضعنا الحالي؟؟ لماذا لم نستشعر بخطورة الوضع ونعمل على إيجاد حامل سياسي موحد وقيادة جنوبية تمثل الجنوب وقضيته في أي حوار قادم؟؟
هل الحوار القادم في دولة الكويت لايعنينا؟؟ وماذا نسمي من يحضر من الجنوبيين في هذه المفاوضات؟؟هل نسميه خائناً ولايمثل إلا نفسه؟
وماذا لو طلب من الجنوبيين اختيار قيادة موحدة لاي مفاوضات قادمة ينتج عنها مؤتمر الكويت؟ هل نحن جاهزون؟..
جميعنا يعيش في حالة تخبط ،وجميعنا لايعرف ماذا يحصل ، الكل ضد الكل ، والكل يعيش حالة الفشل ،، نتخذ قرارات ولا نعرف بنتائجها،
ندعو إلى مليونية دون أن نعرف بتبعاتها، هل ستعود علينا بالنفع أم سنهدم ما تبقى مما بنيناه خلال السنوات السابقة وقدمنا في سبيله قافلة من الشهداء والجرحى.
لك الله يا شعب الجنوب ، بليت بقيادة جنوبية فاشلة واحتلال ظالم لايعرف الرحمة.
قد يقول قائل أن هذا تشاؤم ،،لكن هذه حقيقة، وإذا اعترفنا بالحقيقة يمكننا السير نحو الطريق الصحيح ،
فلا يمكن أن يشفى المريض إلا إذا شخص المرض تشخيصاً صحيحاً.
ختاماً يقول الشاعر ابن زريق البغدادي:
أعطيت ملكاً فلم أحسن سياسته
وكل من لا يسوس الملك يخلعه
✍ عبد المنعم الرشيدي
|