اهدى البيض وعبدالرحمن الجفري القيادات الشمالية التي تستعد للمشاركة في مفاوضات الكويت برعاية خليجية واممية هدية على طبق من ذهب حينما وقعوا على وثيقة الاستقلال المباشر للجنوب وأكدوا انه مشروعهم السياسي الوحيد .
-لم يكن الوقت متوايا وﻻ مناسبا لاتخاذ موقف سياسي كهذا وفي ظل معطيات محلية ودولية تؤكد ان احد ما لن يتلفت الى هذه المواقف اﻻن على وجه التحديد ولن يتجاوز تأثيرها السياسي حديث عابر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ولليلة واحدة فقط.
-اثبتت اﻻحداث السياسية والميدانية وبعد 9 سنوات من عمر الحراك وعام من عمر الحرب ان الجنوب لم ولن يكون مهيء لواقعة استقلال مباشر وان الحل الحقيقي يكمن في انفصال جزئي وعلى مراحل وان خيار الفيدرالية المزمنة هو الخيار الحقيقي والآمن للجنوبيين من انفسهم قبل اي شيء اخر.
-اكد المجتمع الدولي والمحيط اﻻقليمي اكثر مم مليون مرة انه ﻻيؤيد انفصال مباشر للجنوب لكنه قد يقبل مشروع فيدرالي يتضمن خروجا امنا للجنوب.
-كان اﻻولى بالقيادات الجنوبية بدلا من اتخاذ مواقف متشرذمة اﻻتفاق على المشروع السياسي الذي قدنه العطاس قبل ايام وليس الوقوف عند فكرة ومبدأ(حبتي وﻻ الديك).
-مشكلة القيادات الجنوبية انها تتخذ مواقفها السياسية بناء على حالة الصراع والتوافق فيما بينها وليس وفق واقع الحال السياسي المحيط ومعطياته على اﻻرض ولكم ان تعودوا الى حالات التقارب بين هذه القيادات خﻻل اﻻعوام الماضية .
-اكثر اﻻطراف السياسية استفادة من المواقف المتشددة للقيادات الجنوبية اليوم هي الاطراف السياسية الشمالية التي ستجد في مثل هكذا موقف ذريعة ﻻقناع اﻻطراف الخليجية والتأكيد لها ان القيادات الجنوبية ﻻتزال بعيدة عن أرض الواقع.
-ليست المشكلة ككل في ان ترفع القيادات الجنوبية مشروع (استقلال الجنوب) ولكن المشكلة تكمن في خروج هذه القيادات بمشاريع مشرذمة في لحظة مفصلية وهامة من تاريخ الجنوب وشعبه.
-حان الوقت ان يتم اصﻻح مسار هذه القيادات فبالنظر إلى 9 سنوات من عمر الحراك يجد اﻻنسان انها فترة زمنية كافية ﻻنجاز الكثير في حال وجدت الناس القيادات الحقيقية والصادقة.
-ما الذي سيحدث اﻻن .. بكل بساطة ستذهب القيادات الجنوبية الى إيجاد تمثيل زائف للجنوب على شاكلة (مكاوي وباراس والقنع وغيرهم ) وسيقبل الخليج واﻻمم بذلك والسبب ان قياداتنا ﻻتزال تريد مزيدا من إشعال اﻻطارات بالشوارع صباح كل يوم .
قليلا من المصارحة .. نحن في الجنوب بحاجة الى مشاريع مقبولة يمكن لها ان تنجح ومادون ذلك فهو بيع الوهم للبسطاء.
وسير سير نحن بعدك كالحمير
بقلم فتحي بن لزرق
|