◑ قصـة أول دبابــة أمتلكـها سـلاح المقاومـــة الجنوبيــة فــي الضالـع
▣ سطّرت أروع صور الصمود بوجه غزاة سنحان ومران وغيرت مجرى الأحداث العسكرية
■ دبابـة الدُريـب لـم تكـن كدبابة دار البشائـر بصنـعاء التـي دارت حولها القصص والروايات البطولية
➖••➖•➖•➖•➖•➖••➖
◈ بقلـ✒ــم/شايف الحــدي
▣ في مثل هذه الأيام من العام الماضي أستجلب القائد/عيدروس الزُبيدي، القائد الأعلى للمقاومة الجنوبية أول دبابة إلى سلاح المقاومة الجنوبية بالضالع .
ومن هذه اللحظة التاريخية كانت بداية التحول في المعركة وأستطاعت هذه الدبابة -المتهالكة التي عفى عليها الزمن- من قلب موازين القوى العسكرية أثناء الحصار والقيود التي فرضتها ميليشيات الحوثي والجيش الموالي لها حينما قصفوا الضالع على يد قائد الإجرام المدعو عبدالله ضبعان التي عجزت قواته عن أقتحام مدينة الضالع والسيطرة عليها رغم الفارق الهائل في العدة والعتاد والإعداد بينهم وبين قوات المقاومة الجنوبية المدافعة عن المدينة وضواحيها ..؟!!
كان يوم الخميس الموافق 2015/3/26م على موعدٍ لوصولِ الدبابة الــ t55 من ردفان البطولة والشموخ وفي اليوم التالي قاد المدفعي العميد ركن/علي ناصر المعكر الدبابة إلى أعلى مرتفع الدُريب جنوبي جبل جحاف أعلى سلسلة جبلية في الجنوب تحت إشراف بطل من أبطال الصاعقة والمظلات ومهندس خطة تحرير الضالع الشهيد القائد البطل العميد ركن/ عمر ناجي الأزرقي "أبي عبدالله" ومن هناك تلقى الأوامر من القائد عيدروس الزُبيدي بدك تحصينات معسكري 33 مدرع والجرباء وكل المواقع العسكرية أصبحت هدفا لهذه الدبابة الأسطورة التي دوّن التاريخ صمودها أمام الآلة العسكرية لأكثر من خمسين دبابة للحرس الجمهوري وتمكنت من تحييد سلاح المدفعية وراجمات الصواريخ خلال 1400 ساعة حرب .
وبدأت أسطورتها تتجلى بعد أن أستطاعت تدمير قيادة المعسكري ومواقع الخزان ولسلاف وبردان والمظلوم والقشاع والخربة ومعسكر الأمن المركزي ولم تكن أسطورتها كدبابة دار البشائر بصنعاء التي دارت حولها القصص والأساطير والروايات البطولية.
أما دبابة الدُريب القديمة التي أعاد أبطال المقاومة الجنوبية إصلاحها والعبور بها بسلام من الرواسي الردفانية إلى الجبال الضالعية أستطاعت بفضل الله ثم بفضل طاقميها الفني والهندسي المؤهل الذي كان يوما ما ضمن صفوف ما كان يُعرف بجيش جمورية اليمن الديمقراطية الشعبية من تحويل كل المعسكرات والمواقع العسكرية في الضالع إلى مرمى لنيران فهوة مدفعها العتيق، حينها تذكرت وأنا أدوّن يوميات هذه الدبابة في مفكرتي مقولة الخبير الإستراتيجي العسكري للإتحاد السوفيتي سابقا "كارل فون كلاوزفيتز" في كتابه (فن الحرب) حينما أشار لي أحد الأصدقاء أثناء إقامتي في مدينة لينينجراد الروسية لهذا الكتاب الثري بالمعلومات القيمة والذي يقول في أحدى فصوله: ( إن بلوغ النصر لا يتحقق من خلال تدمير وسائط الخصم القتالية وإنما بكسر إرادته على الأستمرار في الصراع وصولا إلى إخضاعه ).
إن ما يؤكد هذه الحقيقة هو الصمود الضالعي على مدى شهرين أمام آلات العدوان وإن هذا الصمود ما كان له أن يتحقق لولا وجود الإرادة والعزيمة والصمود الأسطوري لأبناء الضالع ومن خلفهم دبابتهم الأسطورة التي عزفت سيمفونية النصر.
وكان دائما ما يشدنّي الشوق لتصويرها في يوميات الحرب في عدة مواقع وهي تتنقل من مكان إلى آخر حينما كان يتم تغيير مواقعها القتالية كتكتيك عسكري وإيهام العدو بأن هناك أكثر من دبابة تناورهم أثناء القصف.
وفي فجرِ يومِ الخامس والعشرين من مايو من العام الماضي سار أبطال الضالع خلف دبابتهم وهي تمشط الثكنات العسكرية معلنة بذلك هزيمة الغزاة وتحرير الضالع التي كانت أول المدن تحررا من قيود ميليشيات الحوثي والجيش الموالي لها.
حقيقةً لقد غيرت هذه الدبابة الأسطورة مجرى الأحداث العسكرية في الضالع وفتحت الطريق لإنتصارات المقاومة الجنوبية بــ800 قذيفة أمتلكتها هذه الدبابة التي سيذكرها التاريخ لدورها في تحرير الضالع بعد أن أستطاع طاقم من المهندسين بالمقاومة الجنوبية من إعادة إصلاحها فنيا وقتاليا .
إن من يدوّن حقيقة هذه الدبابة سيكتب التاريخ اسمه بأحرفٍ من نور وكيف أبى رجال "المقاومة الجنوبية" في الضالع إلاّ إعادة الروح إليها وإصلاحها بجهود ذاتية قبل وصول أي دعم من قبل قوات التحالف العربي.
إنها روح العزيمة والإصرار والمعاناة التي ولدت الأبداع في سلاح المقاومة الجنوبية وكيف تمكنت هذه الدبابة المتهالكة والخارجة عن الخدمة من تدمير تحصينات ميليشيات سنحان ومران وترجيح كفة المقاومة وتحقيق النصر العظيم صبيحة يوم 2015/5/25م، فقد كانت عنوان للإرادة والصمود الجنوبية التي لا تقهر أمام نخبة ألوية الحرس الجمهوري..؟!!
ولهذا يجب الحفاظ على هذه الدبابة ووضعها في متحف حربي أو موقع ريادي يليق بالدور الذي لعبته في إنهاء عربدة عشرين عاما لقوى 7/7 المتخلفة التي عاثت في الجنوب فسادا ونهبت ودمرت كل مقدرات شعب الجنوب، لتكون شاهدة على مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ الثورة الجنوبية ولكونها حولت مجرى المعركة إلى نصرٍ للضالع والجنوب ولم تكن كأكذوبة دبابة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م.
وهناك مقترح لنقلها من معسكر الزند بالضالع "معسكر الشهيد القائد بركان الشاعري" إلى ساحة العروض بالعاصمة عدن لتكون مزارا لكل أبناء الجنوب في متحفها المفتوح.
في الأخير لا يسعني إلاّ أن أحيي طاقميها الهندسي والفني الذي عمل ليلَ نهار من أجل تجهيزها في عز الحصار عن الضالع قلعة النضال والصمود ونترحم على كل الشهداء الذين سقطوا في الذّودُ عن حياضِ الوطن ونسأل الله العلي القدير أن يشفي جرحى طاقم الدبابة الذين جرحوا بجانبها أثناء معارك الشرف والبطولة وتحية خاصة لقائدها المدفعي المحنك العميد ركن/علي ناصر المعكر.
* من مدونات وأرشيف/شايف الحدي .. أنتظروا الجديد .
|