عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-03-18, 11:51 PM   #6
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

توحيد المجالس لتوحيد القرار!
……………

القضية الجنوبية منذ إنطلاقتها وهي تراوح مكانها لم تستطع أن تتحول من شقها الثوري التعبوي، إلى أفقها السياسية الواسعة والتي تعتبر مرحلة تتويج لا بد منها لأي حركة تحرر على مستوى العالم، وهي مقياس لمدى نجاح أو إخفاق الحراك الثوري.
ما تعانيه القضية منذ إنطلاقتها هو عدم توحيد الرؤى والجهود والقرار، فظلت تعاني في شقها السياسي، وسط محاولات بسيطة واجتهادات شخصية من بعض القيادات والتي حاولت الخروج والتمرد عن تقاليد القيادات وخاصة التأريخية منها، ولكن كانوا محل نقد وعرضة للتخوين والتبديع، وصل بالبعض الى سحب الوطنية منهم!.
استمر الحال على ما هو عليه سبع سنين عجاف وسط عجز وشلل في الجانب السياسي الى إن تغيرت اللعبة برمتها ليس على اليمن والقضية الجنوبية بل المنطقة بأكملها، فدخول الحوثي الى صنعاء وتدخل عاصفة الحزم وسط ذهول من الكل، توجب على جميع الأطراف والقوى المدركة والواعية إن تغيير من جلدها وإن تنزل قليلا من على الشجرة، وإن يترك الخبز لخبازه، فالمرحلة هي حرب مستعرة لها طريقها التي لا يعرفها الا رجال الميدان.
ومن قدر الله علينا إن ساحة المعركة كانت من عاصمتنا عدن أراد لها صانعي الحرب والقرار إن تكون على أرضنا لإنها مفتاح الحل والسيطرة على الجزيرة العربية كاملا، فالحوثي وعفاش سارعا إلى عدن دون غيرها، فلو بسطا سيطرتهما على الجنوب بشكل تام واخضاعه لسلطة صنعاء فهذا يعني إن اليمن بشماله وجنوبه كانت تحت الوصاية الإيرانية، ولو فشل الحوثي واستطاع الأخوة في الخليج من إخراج الحوثي منها فالجنوب وعاصمته عدن يكون جزء من حاضنته العربية والخليجية، لذلك كانت عدن أول محافظة تحررت بجهود الثوار من ابناء الجنوب ودعم من التحالف الخليجي .

فعدن كانت مفتاح الحل عند كل القوى المتصارعة في الداخل والخارج، وأي قفز على إرادة الشعب في هذا التوقيت فإن الوضع يظل ملتهب ومحتقن ولن تهدأ المنطقة أو تنعم بالسلام المنشود.
أمام الجنوبيين تحد كبير، وكل ما مر الوقت والوضع في عدن بهذه الصورة المتردية فهذا لن يخدم الا القوى المتربصة بالجنوب وقضيته وتزيد الوضع تعقيدا.
لا بد من توحيد جميع المجالس العسكرية في عدن تحت قيادة واحدة وتكون تابعة أو منسقة مع الشرعيات التي فرضت نفسها ووجودها في عدن من أجل وحدة القرار الجنوبي، وأي خروج عن هذا السياق فهذا يعني الدخول في تأزم أكثر واحتقان أكبر، قد يتوج باحتراب جنوبي داخلي، ونعيد تكرار اخطاء مرحلة الحراك والتي انتجت لنا اكثر من مكون وفصيل، وكان سببا في تراجع القضية وأفول نجمها ، ولم تظهر الى الوجود والمحيط العربي بسبب صراع القيادات التأريخية التي كانت جزء من المشكلة وعملت بقصد أو بدون قصد لإظهار الخلاف القديم واتساع دائرة الإستقطاب ولو على حساب الشعب الذي خذلوه وهو من وضع ثقته وقضيته بين أيديهم.

✍🏻 محمد بن زايد الكلدي
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس