الصراع من اجل " الهوية والذات والوجود والوطن "
امين المغني
أن بقاء الإنسان ووجوده وثباته على الأرض وتحقيق ذاته يعد محور*التحدي لانتزاع حقوقه المشروعة وتثبيت هويته الوطنية وممارسة حرياته منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها. *
ومن البديهي القول إن أي مجموعة من البشر لن تُحقق شيئاً صغر أم كبر ما لم تقوم بتحقيق ذاتها وتحديدها وتعريفها على نحو مستقل أولا وقبل كل شي.
والهوية الوطنية هي القالب الذي تُقدّم به أي جماعة نفسها للآخرين، وعلى أساسها تكون الحقوق والواجبات، والعيش والمصير المشترك. وتقوم هذه الهوية على عناصر عدة: الانتماء للأرض، الانتظام العام في المجتمع وفق مبدأ أخلاقي، وضمن نسيج مجتمعي متماسك، قائم على التعاون والمحبة واحترام العادات والتقاليد.
كما تعني الوعي الذي يجب أن نربي عليه أولادنا في حب الوطن والإخلاص له والتضحية في سبيله حفظاً لأهلنا ومستقبل أولادنا ليبقى وطناً منيعاً ضد الفاسدين والمخربين والطامعين والأعداء والمحتلين.
وفي هذا السياق، فقد خاض شعب الجنوب العربي منذ وقت مبكر أشكال عدّة للمقاومة الشعبية ضد الاستعمار البريطاني ابتداء بالمسيرات والاحتجاجات السلمية، والعصيان المدني، والعمل الدبلوماسي، ومرورا بالكفاح المسلح وانتهاء بالمفاوضات. وفي هذه الرحلة الكفاحية الطويلة، تشكلت مكونات وحركات نضالية عديدة تنوعت بين جبهات وتنظيمات سياسية واجتماعية ونقابات عمالية. *بعض من تلك المكونات اختطت النهج السلمي لتحقيق استقلال شعب الجنوب العربي، وقد تم إقصائها مبكراً، ول حيث قامت المملكة المتوكلية وبعد ذلك العربية اليمنية بحملة دبلوماسية في المنظمات الدولية والامم المتحدة والجامغة العربية تتمثل برفض استقلال الجنوب العربي باعتبار ان الجنوب فرع يجب ان يعود الى الاصل وفي الداخل عن طريق عملائها الذين زرعتهم منذ تشكيل الجبهة القومية والتخطيط لذلك مثلما هو واضح في ميثاق الجبهة القومية ذات المحتوى القومي المفرغ من الهوية الوطنية لشعب الجنوب العربي كوسيلة للاحتيال والالتفاف *والسيطرة علية من خارج حدود الجنوب بواسطة الادوات المزروعة والمخترقة للعمل الوطني النضالي الجنوبي.*
|