لا البينات ولا الدعوات ولا المناشدات للتحالف وللشرعية تنفع .
لاشك بأن البعض قد لاحظ صمتي خلال الأيام القليلة الماضية عن ما يحدث من تطورات في الجنوب بعد مقالي الأخير قبل أيام ، وهذا الأمر صبح وأشكر كل من سأل عني ، وهو في الحقيقة ليس اختفاء وإنما مرحلة رصد وتقييم وأستنتاج .
ما لاحظته في الأونة الأخيرة كثر التذمر حتى وصل في بعض الأحيان حد الأشتباك مع قوات الشرعية كما حدث في قصر المعاشيق ، وزاد الطين بله البيانات التي اصدرها قيادات في المقاومة تُطالب بأنصاف شباب المقاومة وعلاج الجرحى وغيرها من حقوق هضمتها شرعية هادي بحاح ، كما صدر بيان شديد اللهجة يُحذر من مغبة الأستمرار بتجاهل مطالب المقاومة وأخر بيان حصلت على نسخة منه هو عبارة عن تعميم تم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُطالب بأن تعتبر شرعية هادي بحاح المقاومة شريكة معهم .
في الحقيقة كل ذلك يدعو للأسف والقرف بنفس الوقت ، ما لفت نظري هو الأصرار على الشراكة مع قوة استخدمت المقاومة لدحر المخلوع والحوثي من الجنوب ومن ثم رمتهم على فارعة الطريق أي أخذت المقاومة لحم ورمتهم عظم ، ليس هذا فقط وإنما شرع أعداء التحرير والاستقلال بتصفية كل من نطق بكلمة تحرير وأستقلال ، ولا أتهم الشرعية بذلك ولكن كل المؤشرات والمعلومات المُتوفرة من مصادر مُتعددة موثوقة تؤكد بأن ج.ه وعصابته وراء كل مايحدث من تصفيات بدليل لم يتم حتى الساعة القاء القبض على أي مجرم رغم كثرة عمليات الأغتيالات التي جرت خلال الفترة القليلة الماضية ولم يتم الكشف عن أي عملية اغتيال ستجري لاحقاً.
لذلك أقول وأُكرر للمرة الترليون لن تُقدم لا شرعية هادي بحاح ولا دول التحالف أي دعم للمقاومة بأي شكل من الأشكال وهم عافون وواثقون ومُدركون بأن الرغبة الجنوبية الشعبية لكل التيارات والفصائل والأحزاب السياسية والاجتماعية والنقابية هدفها النهائي وأُمنيتها التحرير والاستقلال ، لذلك من المُستحيل أن تدعم المقاومة وتسلحها وتصرف لها رواتب لكي لاتقوى ومن ثم تفرض على الشرعية والتحالف أمر واقع هم بغنى عنه ، بمعنى لايُريدون أن يشترون من خلالهم علة كما يقول المثل ، وعليه أطالب بأن تكف المقاومة عن إصدار بياناتها التي هي أقرب للأستجداء منها لتبيان لمطالب مشروعة وهذا أمر لا يُليق بالمقاومة وبحقها ولتكف تلك المقالات والتعميمات التي تترجى من الشرعية إنصاف المقاومة وذلك لأجل احترام دماء الشهداء بالدرجة الأولى وثانياً لكي للأتُرخص المقاومة نفسها وتطهر بمظهر المُستجدي للشرعية وللتحالف ، والمؤكد لاينفع إلا تغيير المعادلة وفرض أمر واقع جديد تكون به المقاومة وقياداتها وأبطالها لهم الكلمة العليا والأخيرة ، عدا ذلك فهو حرث ببحر الأوهام .
أنور الرشيد
https://www.facebook.com/permalink.p...00 8468137671