عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-02-25, 09:08 PM   #1126
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

هذه الحرب ومكاسب القضية الجنوبية وموقف باعوم

فعندما هرب عبدربه منصور الى عدن وبمساندة دولة خليجية في لعبة واضحة لتحويل الحرب الى عدن بدلا عن صنعاء والتي كانت هناك المفترض ان تدور رحى الحرب ولكن هكذا أراد المخرج لاستدراج الحوثيين المصابين بالغباء والغرور معا وبالفعل تمت العملية بنجاح تام واذا بالجنوبيين أمام حرب تدور رحاها في ارضهم وليس لهم فيها ناقة ولا جمل !
فلقد كانت العاطفة هي سيدة الموقف دائما عند الجنوبيين !
وذلك لان الصراع كان صراعا سعودي إيراني إقليميا وصراع بين الحوثيين والاصلاحيين والمؤتمريين على السلطة داخليا ولم تكن القضية الجنوبية معنية بأي حال من الأحوال .
وهنا تدخل الخليج بكل ثقلة ودعا قيادات الحراك الى ابوظبي وبالفعل حضرت قيادات من وزن ثقيل كعلي ناصر والعطاس وباعوم ومحمد علي احمد وكان طلب الاماراتيين لقيادة الحراك بان يتحركو ويدعون لحرب الحوثيين هكذا إعادة لشرعية عبدربه منصور
ولكن باعوم كعادته وبطريقتة الثورية قال وما المقابل لدخول الجنوبيين الحرب طالما الحرب لاعادة شرعية يمنية؟ واذا دخلنا الحرب كجنوبيين ونحن مستعدين نقاتل ابليس نفسة لاجل استقلال الجنوب فما هي ضمانات قضيتنا الجنوبية ؟
هنا اجابه لواء اماراتي قائلا لباعوم ليس وقت القضية الجنوبية الان أولا حاربو الحوثيين وبعدها خير !!!
فما كان من باعوم الا ان حمل عصاه طالبا ارجاعة الى حضرموت فهو كما قال وهو مغادرا أبو ظبي انني لن اقاتل بالوكالة ولست مقاول بشر ولا تاجر حروب اعترفو بقضيتا وسنقاتل معكم اما غير هذا فأني ساذهب الى بيتي في حضرموت ولن ادفع برجالنا الى محرقة حرب لاعادة شرعية يمنية حاربتها عشرين سنه !
ويتضح لكم من سرد هذه الحادثة ان الحرب كانت أساسا لاعادة شرعية يمنية كما اعلن عنها التحالف العربي ولم يكذب الخليجيون علينا انما كانو في منتهى الوضوح !
وهنا ناتي الى المكاسب التي تحققت للقضية الجنوبية بعد تحرير عدن
1 ان خوض حرب أي حرب فلابد ان تكون تحت هدف واضح وكان هدف الحرب إعادة شرعية يمنية وهنا أندثرت القضية الجنوبية واندفنت تحت شعار إعادة الشرعية اليمنية وهكذا تم توصيل اهداف الحرب للعالم اجمع
2 تأييد حرب إعادة الشرعية اليمنية من كثير من القيادات الجنوبية ومنهم علي سالم البيض والجفري والعطاس جعلت منهم مؤيدين للوحدة اليمنية طالما لم يشترطو ضمانات لتاييد هذه الحرب كالشماليين الذين رفضو خوض حربهم مع السعودية ضد الحوثيين الا بضمانات استمرار الوحدة اليمنية وموقعهم في المستقبل وما تعيين اللواء علي محسن الا خير دليل
3 اندفاع الكثيرين من القيادات الوسطية لخوض هذه الحرب وبدون حتى تواصل مباشر مع التحالف وانما عن طريق السلفيين والاصلاحيين حيث كل المؤن والعتاد تصل اليهم .
4 خسرت القضية الجنوبية كثيرا من الناحية السياسية بدخول الجنوبيين الحرب بدون أي ضمانات لقضيتهم والصورة التي اوصلوها للاعلام العالمي والعربي ان الحراك الجنوبي يقاتل لصالح إعادة الشرعية اليمنية
5 قبول قيادات من الصف الأول لمناصب في اطار قيادة الرئيس عبدربة منصور وبدون أي تسوية سياسية وبدون أيضا قرار جماعي من الحراك الجنوبي أوصل رسالة للعالم ان مطالب الحراك الجنوبي هي فقط تقاسم السلطة وبعض المناصب وتم حلها بتعيين 4 من قيادات الحراك
6 الحرب فرضت تنظيمات أخرى قوية تعادي القضية الجنوبية ولا تعترف بها وأصبحت اكثر قوة وانتشارا كالسلفيين والاصلاحيين والتنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش
وتسبب كل ذلك بتوجيه ضربات موجعه للغاية للقضية الجنوبية حيث ان الجنوبين في العموم قدمو خيرة ابطالهم في هذه الحرب ودمرت مدنهم ولا زالو تحت نفس الشرعية التي حاربوها لسنين !
وقد كان بالإمكان ان يحقق الجنوبيين أهداف كثيرة لو انهم انتظرو قليلا كما فعل باعوم واعتزلو الحرب ويربطو تدخلهم في الحرب بأعتراف ولو ضمني بقضيتهم الجنوبية من قبل دول الخليج ولكن كما يبدو كان صوت المقاولين اقوى من صوت الثوار وكان الاعلام العربي يجيش العواطف ويخدع البسطاء من أبناء الجنوب الذين اندفعو في حرب ليست حرب وشاركو وقدمو التضحيات لياتي على محسن نائبا للحاكم عليهم وهو الذي كان من رجالات احتلال الجنوب عام 94

محمد صالح العامري
محلل سياسي .
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس